خاص ألف

لا خوف على خريج معاهد الموسيقا من البطالة بعد اليوم
مدراء وزارة الثقافة يتدخلون في تنظيم الحفلة ويتسابقون لمصافحة الوزراء التصفيق والمزايدة فيه وحّد مدراء الوزارة رغم تضارب مصالحهم في التدافع لإظهار الولاء للوزير الجديد وأجلوا مكائدهم وخططهم لتخريب الوزارة مؤقتا وارتسمت على وجوههم ابتسامات دبلوماسية.
أحيت فرقة الاوركسترا السورية للموسيقا العربية حفلا موسيقيا- غنائيا على مسرح قصر الأمويين مساء الأحد (304 2006 ) قدمت الفرقة خلاله عدة فقرات على مدى أكثر من ساعتين
ابتدأ الحفل بالنشيد الوطني السوري ثم بنشيد موطني بعدها تابعت الفرقة تقديم فقرات وأغاني تراثية من الغناء العربي والسوري:
- سماعي نهاوند من تأليف جوان قره جولي وكلارنيت يزن الشريف
- غنى هادي أسود يا مسافر وحدك كلمات حسين السيد ولحن محمد عبد الوهاب، ثم رح حلفك بالغصن يا عصفور تأليف ولحن الأخوين رحباني
- قدمت المغنية شهد برمدا (ثاني سوبر ستار سوري بعد رويدا عطية) أغنية أم كلثوم شمس الأصيل كلمات بيرم التونسي ولحن رياض السنباطي
- ثم قدمت الفرقة وصلة من الغناء الشعبي السوري شمل أغلب محافظات القطر
- اختتم المغني مجد نعسان آغا (خريج أكاديمية بيت العود في مصر وتابع دراسته في أمريكا) الحفل بأغنية قارئة الفنجان كلمات نزار قباني ولحن محمد الموجي وتوزيع جوان قره جولي.
الاوركسترا السورية للموسيقا العربية تأسست بتاريخ ( 5 32006 ) بقرار من وزير الثقافة الدكتور رياض نعسان آغا وتتبع إداريا لمديرية المسارح والموسيقا، قائد الفرقة الموسيقي جوان قره جولي ومشرفها الفني المغني وعازف العود مجد نعسان آغا
تضم الفرقة (83 ) عازف ومجموعة كورال وأغلب أعضائها من خريجي المعهد العالي للموسيقا
ومن أساتذة معهد صلحي الوادي وخريجي المعاهد المتوسطة
أهداف الفرقة :
* تقديم التراث الموسيقي العربي والسوري
* العمل على حفظ التراث الموسيقي السوري من كافة المحافظات...
وحفل قصر الأمويين هو الثاني للفرقة بعد حفل حلب (20 /4 /2006 )
حضر حفل فرقة الاوركسترا رئيس مجلس الوزراء محمد ناجي عطري ونائبه للشؤون الاقتصادية عبد الله الدردري ووزير السياحة والإعلام ورهط من الدبلوماسيين والمسؤولين
وأغلب مدراء وموظفي وزارة الثقافة وأقربائهم ومن لف لفهم
قدمت الحفل المذيعة ليال فلحوط التي ارتدت فستان سهرة أبيض يليق بعرس وليس بحفل موسيقي رسمي الأمر الذي كان مثار للتعلق حيث لم يناسب لباسها مكان وطبيعة الحفلة. فالحفل لم يكن سحب ياناصيب أو حفل منوعات (كليبية) بينما لم يوفق معد الحفل (رمزي نعسان آغا) المنقول تلفزيونيا بتقديم الضيوف أو الفرقة حيث غلب الإنشاء والطابع الكرنفالي على نصوص التقديم فقد وردت ثلاث مرات كلمة ونيف (تأسست الفرقة منذ شهر ونيف وتضم الفرقة نيفا وثمانين عازف وتخرج مجد منذ... ونيف ...)
أثناء تقديم الفقرات الأولى لم يكن الصوت واضحا ونقيا وتحسن كثيرا فيما بعد وتميز مجد نعسان آغا في أدائه بين زملاءه بينما لم يكن موفقا اختيار الأغنية التي أدتها شهد برمدا رغم عذوبة ومساحات صوتها والتي امتدحها كثيرا الياس الرحباني حيث صرخ أكثر من مرة أثناء برنامج سوبر ستار (يا سلام)
أما الإضاءة في الصالة فبقيت عامة ولم يكن هناك أي دور فني لها الأمر الذي أزعج نصرالله سفر مدير قسم الإضاءة والصوت في مديرية المسارح كونه تلقى أوامر عليا بعدم العبث في إضاءة المكان.
أحد الموسيقيين على علاقة يومية بالفرقة قال أن الفرقة تدربت كثيرا خلال الأيام الماضية على أداء الفقرات لساعات طويلة لذلك كان الحفل ناجحا بالعموم، رغم ذلك يؤكد هذا الموسيقي على تفوق مجد آغا وحضوره الملفت أثناء أداء الأغنية، والدليل على ذلك أن قائد الفرقة الفنان جوان قره جولي كاد أن يرقص على الأغنية وكان بمنتهى الانسجام و(الاصطهاج) مع مجد.
وكان ملحوظا في الحفل كثرة تحرك مدراء وزارة الثقافة ليلفتوا نظر الوزير بأنهم يحضرون الحفل وكان تصفيقهم مدويا في فقرة الفنان مجد نعسان آغا ورغم تضارب المصالح الشخصية بين هؤلاء المدراء إلا أن التصفيق والمزايدة فيه وحّدهم في التدافع لإظهار الولاء للوزير الجديد وأجلوا مكائدهم وخططهم لتخريب الوزارة مؤقتا وارتسمت على وجوههم ابتسامات دبلوماسية.
والطريف أن بعض مدراء الوزارة تركوا مهماتهم الأساسية وتفرغوا باكرا لتنظيم الحفلة رغم أن تنظيمها من مهمات مديرية المسارح ومديرية العلاقات الثقافية في الوزارة، فبسام ديوب المدير الإداري الموهوب بنسف كل ما بناه عبد الرحمن الأمير ورعيل الوزارة القديم كان الأكثر مزايدة فيما أضابير الموظفين والمتقاعدين مليئة بالأخطاء وهو الذي يمتحن صبر المراجعين بالتسويف والمماطلة والتهديد والوعيد رغم توجيهات القيادة الدائم بتسهيل أمور الناس والتخفيف من الإجراءات البيروقراطية، والأطرف أنه ورغم كل هؤلاء المتطفلين على التنظيم والمزايدات لم يكن تنظيم الحفلة على ما يرام (فكثرة الطباخين تحرق الطبخة)
بينما ضجت الصالة بأناقة موظفات مديرية المسارح الذين أدوا مهمة الاستقبال على أحسن وجه، فيما وصل متأخرا عضو مجلس الشعب ياسر نحلاوي.
في الصف الأول بالطبع جلس المسؤولون وزوجاتهم وأبنائهم فيما وقف قرب مداخل الصالة السائقين بربطات عنقهم المربوطة على عجل وبتكلف ينتظرون انتهاء الحفلة بفارغ الصبر فالنظر لساعاتهم فاق النظر إلى المسرح.
غاب عن الحفل الدكتورة نجاح العطار نائب السيد الرئيس وبعض مدراء الوزارة كمدير التأليف والترجمة ومدير المطبوعات ومدير الرقابة الفنية ومدير المراكز الثقافية إضافة لمعاون الوزير الدكتور عبد الرزاق معاذ، استنتج البعض ربما (خاطئا) أن غياب هؤلاء تسجيلا لموقف، ورد آخرون: وحضور المدراء الآخرون موقف أيضا، كما سجل في الحفل الغياب الكبير للفنانين والوسط الفني، علق أحد موظفي الوزارة: (حضور الحفل فرض كفاية وليس فرض عين ألا يكفي حضور محمد خير الجراح وماهر صليبي وتامر العربيد...)