قصيدتان للشاعر الإيراني زوهراب سبيهري ترجمة:
صالح الرزوق
خاص ألف
2014-05-10
١- الماء
Water
هيا، لا تلوث الماء بالوحل:
قد يكون في مكان ما من الجدول توجد حمامة تشرب،
أو قد يكون في غابة نائية عندليب يغسل ريشاته.
أو قد يوجد في القرية جرة فارغة تمتلئ.
هيا، لا تلوث الماء بالوحل:
ربما التيار يمر بصفصافة.
و يغسل أحزانه من قلبه الوحيد.
ربما ناسك غمس فيه رغيفه اليابس.
أو أن امرأة تمشي إلى ضفة النهر.
هيا، لا تلوث الماء بالوحل:
وجه الحسناء ينعكس عليه مرتين.
كم هذه المياه عذبة!
كم النهر رشيق!
الناس، في أول الجدول، يرين عليهم الصمت!
لنبتهل أن لا تجف ينابيعهم!
و لنبتهل كي تدر بقراتهم الحليب باستمرار.
لم أمر بقراهم.
إلى جانب أسوارهم، لا شك توجد بصمات أقدام
الله، و القمر هناك يستحم في ضوء الكلمات المباركة.
في القرية، عند أول الجدول، جدران الطين قصيرة.
و القرويون يعرفون الخشخاش الأحمر حينما يزهر.
هناك، الأزرق أزرق فعلا، بلا شك.
و حينما تتفتح الزهرة، تنتشر الأخبار.
يا لها من قرية.
لنبتهل كي تمتلئ أزقتها بالموسيقا.
فالناس في أول النبع يهتمون بالماء.
هيا، دعنا لا نلوثه بالوحل.
هيا، دعنا نحافظ على نقاوة الماء.
٢- من خطوات الماء
from Water’s Footsteps
حديقتنا على الجانب المظلل من الحكمة
حديقتنا مكان للمشاعر و النباتات التي تتعانق
حديقتنا نقطة التقاء النظرة و القفص و المرآة
ربما حديقتنا هي قوس من دائرة البهجة الخضراء.
في تلك الأيام، كنت أقضم في منامي من فاكهة الرب الخضراء
كنت أشرب من مياه لا فلسفة لها
و كنت أجني التوت الخالي من العلم
و في لحظة تشقق ثمرة الرمان
تمتد يدي إليها بشوق و رغبة
و في لحظة انفجار عندليب بأغنية
يلتهب قلبي بالشوق للإصغاء له
أحيانا تريح العزلة وجنتها على النافذة
أحيانا تمر بي العاطفة و تحضن الحواس بذراعها
و العقل يلعب ألعابا مسلية.
ها هي الحياة مثل مطر النوروز، مثل شجرة بطاح تثمر بعناقيد من النجوم
و العقل في ذلك الوقت يلعب لعبة الحياة في صف من الأنوار و الدمى.
ثم الحياة ذراع ممدود بالحرية
في ذلك الوقت الحياة بركة من الموسيقى.
ها هو الطفل يتقدم على أصابع قدميه في زقاق اليعاسيب.
لقد حزمت أشيائي و غادرت مدينة الفانتازيا الواضحة
وكان قلبي مليئا بالحنين لليعاسيب.
* زوهراب سبيهري : شاعر و فنان تشكيلي من إيران. ترجم المختارات عن الفارسية كريم إمامي