استراحة المحارب / شهقات الحب
سحبان السواح
خاص ألف
2014-05-10
لستُ أدري منْ أينَ أبدأُ حينَ نختلي معاً، للمرَّةِ الأولى. وما أدراكِ ما المرَّةُ الأولى، فيها نولدُ منْ جديدٍ، فنبدأُ نشوتَنا البكرَ، ممتلئَيْنِ غبطةً طازجةً، وفرحاً ابتكرناهُ لتوِّنا، وقدْ مزجْنا ملامحَنا معَ طعمِ الملوحةِ الَّتي ننتظرُها، ملوحةٌ ليسَتْ كأيَّةِ ملوحةٍ، ونشوةٌ ليسَتْ كأيَّةِ نشوةٍ.
منَ الحلمِ نبتكرُ ذاكرتَنا الجديدةَ، ومنْ نيلوفر يطفُو على ماءٍ يطفحُ منَّا، نبتدعُ متعتَنا الجامحةَ، تجتاحُنا رغباتُنا، ولهاثُنا يسبقُنا إلى الفراشِ؛ يا نبيَّةَ البراري، ومقدَّسةَ الكلامِ، هلْ آنَ أوانُ الالتحامِ.؟.
لستُ أدري، ونحنُ في خلوتِنا الآنَ، مِنْ أينَ أبدأُ الكلامَ، وأيُّ كلامٍ يمكنُ أنْ يوفيَكِ طولَ انتظارِكِ، وأنتِ تحتضنينَ رائحتي بعدَ شبقٍ، أأبدأُ بلمسِ أهدابِ ثوبِكِ المنسدلِ على الأريكةِ.؟، أمْ أكتفي باجترارِ أحلامِي الَّتي طالما راودَتْني، وأنتِ منتظرةٌ حركتِيَ الأولى، مبادرتِي الَّتي ستجعلُكِ تذوبينَ كقطعةِ سكَّرٍ فاجأَها الماءُ.؟.
حسناً، سأبدأُ منْ أصابعِ قدمَيْكِ الَّتي طالَما أثارَتْ شبقِي، ونحنُ نجلسُ في المقهَى، وأنتِ ترتدينَ الصَّندلَ، تلفِّينَ ساقاً على ساقٍ، لحمٌ أشتهيهِ على لحمٍ يشتهي الفحولةَ، تزهرُ أصابعُكِ مرصوفةً كسسمفونيَّةٍ للشَّبقِ. هل سبقَ لأحدِكُمْ أنْ أثارَتْه أصابعُ قدمَيِّ حبيبتِه مرصوفةً في صندلٍ.؟، كمْ هوَ سؤالٌ غبيٌّ، لا يهمُّ، أنا الغبيُّ الَّذي فعلَ ذلكَ.
صامتةً تنتظرينَ، حتَّى دونَ أنْ تنطقِي بأيَّةِ كلمةٍ، أهيَ المرَّةُ الأولى الَّتي تختلِينَ برجلٍ، أمْ أنَّ حجمَ الحبِّ أفقدَكِ القدرةَ على الكلامِ.؟.
يباغتُني سؤالٌ: لماذا عليَّ أنا أنْ أبادرَ.؟، وكيفَ أقدِّرُ ما يجولُ في صمتِكِ الشهيِّ.؟، وما الَّذي ترغبينَ بهِ فعلاً.؟؛ ربَّما لا يعنيكِ أنْ أخلعَ لكِ حذاءَكِ، وأداعبَ أصابعَ قدمَيْكِ، ربَّما ترغبينَ أنْ أداعبَ خصلاتِ شعرِكِ برومانسيَّةٍ، أوْ أمزِّقَ ثيابَكِ دفعةً واحدةً، لتصبحي عاريةً بينَ يدَيَّ، لا، عاريةً فقطْ، ربَّما تريدينَ أنْ أتفرَّجَ على عريِكِ، وربَّما تريدينَ أنْ تخلعِي لي ملابسَكِ كراقصةِ ستربتيزٍ محترفةٍ، أو ربَّما هناكَ شيءٌ رغبتِهِ فِيَّ في جلساتِنا الطَّويلةِ في كافتيرياتِ دمشقَ، ربَّما ترغبينَ بقبلةٍ رقيقةٍ على شفتَيْكِ، أو بقبلةٍ شهوانيَّةٍ عنيفةٍ ترتمينَ بعدَها مستعدَّةً لكلِّ شيءٍ.
أشتهي كلَّ ما يتشكَّلُ منْهُ جسدُكِ، أشتهي شموخَ رقبتِكِ الَّتي داعبْتُها كثيراً في ضبابِ الرُّوحِ، بدايةُ نهرِ نهدَيْكِ تتفنَّنينَ في إظهارِها، نزولاً بطيئاً نحو سرَّتِكِ، خصرُكِ النَّحيلُ الَّذي كنْتُ أضعُ يدِي عليهِ في مشاويرِنا الليليَّةِ، أشتهي أنْ أقبِّلَ عينَيْكِ الَّلتينِ تغمضينَهُما حينَ أقولُ لكِ أحبُّكِ، وأشتهي أنْ نرتمِي مرَّةً واحدةً في عناقٍ حميمٍ لا ينتهي، لا أريدُ أنْ أنتهِيَ معكِ، لا أريدُ للقائِنا أنْ ينتهِيَ ببلوغِ النَّشوةِ لكلَيْنا، فالنَّشوةُ تعني انتهاءَ فعلٍ، وأنا لا أرغبُ أنْ ينتهِيَ الفعلُ، أريدُ أنْ أستمرَّ طويلاً، عمراً كاملاً مسمَّراً داخلَ هذه اللحظةِ، لحظةِ انتظارِكِ لما سأفعلُه، ما سأقولُه.
كمْ أرغبُ الآنَ أنْ تقومي إليَّ، تعانقينِي، تلهثينَ، وتعانقينِي، تنهمرينَ عليَّ منْ أسفلَ، كمْ ممتعٌ لونُ الانتظارِ، سيلُ الحبِّ ممزوجٌ بالياسمينِ، رائحتُكِ العابقةُ بالمكانِ، تُرى أتغادرُهُ حينَ تغادرينَ، أمْ تتركينَ بعضاً منْ بقاياهُ يسكنُ روحِيَ.
مكبَّلٌ بكِ إليكِ، شاهدٌ منْ علٍ عمَّا سيحدُث بينَنا بعدَ قليلٍ، بعدَ سنينَ منْ هذا القليلِ، أوْ قبلَ دهورٍ منْ هذا القليلِ، المهمُّ أنَّهُ سيحدثُ، وأنَّني سوفَ أراهُ يحدثُ، سوفَ أتفرَّجُ عليَّ أمارِسُ الحبَّ معكِ، وسأنتشِي، سأنتشِي منَ الفرجةِ علينا، ونحنُ نمارسُ حبّاً ليسَ كما يفعلُ الجميعُ، بلْ كما سنفعلُ نحنُ، أنبتكرُ شيئاً لمْ يفكِّرْ بهِ غيرُنا، سأرى مَنْ عَلٍ ما سيحدثُ، وكيفَ سيحدثُ، وسأروي للآخرينَ ما رأيتِني أفعلُ. تلكَ الرَّعدةُ الَّتي تتشكَّلُ منْ غيومِ الرَّغبةِ والشَّبقِ، والوقتُ ممتلِئٌ بطيفِ عبقِكِ، بألوانِ رائحتِكِ، رائحةِ الشَّبقِ النَّابعةِ منكِ، نعمْ، يجبُ أنْ أرى ما سيحدثُ بينَنا.
سيحينُ موعدُ سَفَرَكِ بعدَ ساعاتٍ، ستغادرينِ، دمشقَ، وستغادرين لحمي، خلاياي، شراييني، وهوَ أمرٌ يجعلُنِي أهلوسُ، هلْ نحنُ على السَّريرِ الآنَ.؟، أمْ إنَّنا ما زلْنَا في مشوارِنا اللَّيليِّ الرُّومانسيِّ الممتلئِ برغباتِنا المبلَّلةِ، اِختلطتْ عليَّ الأمورُ، كلُّ شيءٍ فيكِ يجعلُني منتشٍ بكِ، أتخيَّلُ ما قدْ نفعلُ بعدَ قليلٍ.
.......
........
.......
ها أنتِ تغيبينَ خلفَ بوابةِ المسافرين، غادرتِ دونَ أن تلتفتي إليَّ حتى لا تغيري رأيكِ وتعودي، برغبةِ أن نعودَ مرةً أخرى إلى تلكَ الغرفةِ.
تتساءلونَ ماذا رأيتني أفعل هناك،؟؟؟؟
بالتأكيد لن أخبرَكُم، فهوِ كلُ ما سأحملُهُ معي خلالَ غيابِهَا الطويل.