مقامرة على التراب ..!
خاص ألف
2014-05-20
يبدو أن المافيا الدولية قد انتهت من لعبتها الوسخة في الغرفة السرية وعلى طاولة الكرة الأرضية ألقت بجميع الأوراق الخاسرة جانباً بألوانها المصبوغة في كثرتها بالأحمر ...!
هكذا انتهى الرهان بعد أن ضبطوا ( زنبركات ساعاتهم ) التي أشارت إلى ساعة الصفر ...
منذ خروج شمطاء البيت الأبيض ( رايس ) علينا بمقولة الشرق الأوسط الجديد، لم نكن نرى أبعد من هذه الكلمة سوى تلك الهوليوديات الأمريكية التي تضخّم في الأفلام لتصبح واقعاً ذهنيّاً متراكماً في عقول العرب خاصةً الشعوب الراضخة للطغاة المتعفنين على كراسيهم. وكانت هذه المقولة " بحق" مقولة قيد التنفيذ ولها بُعدٌ استراتيجي يطال حتى آخر نخلة في الجزيرة العربية !
إن مقدرات النفظ التي سُلبت على مدى سنين على يد الولايات المتحدة الأمريكية أكانت من أرض الخليج بعدها أرض العراق التابعة للخليج برعاية دولية ومساعدة سافرة إيرانية، كانت الهدف الأول لأمريكا والغرب يليها المخطط الثاني هو تفكيك وضرب الدول العربية ضربة قاتلة لا تنهض منها إلا بعشرات السنين!. وهذا مانراه الآن منذ أربع سنوات خلت بدأت بتونس وامتدت إلى سورية..
قد يقول البعض أنّ الشعوب التي خرجت، خرجت من أجل نيل حريتها من الاستبداد وتمزيق رداء العبودية ..! نعم، هذا الأمر كان سيأتي اليوم أو غداً؛ وهذا حقٌ مشرع وقائم لآخر يوم للكائن البشري على وجه البسيطة. والشعوب خرجت بعفوية بعد أن نالت على مدى سنوات طويلة شقاءها وعذاباتها وسحقها من قبل الحكام الذين هم بالأصل عبيد للقوى الخارجية !.
إلا أنّ الغرب والولايات المتحدة الأمريكية استغلت هذه الفرص وتحرّكت على الفور لإدارة مصالحها في البلدان التي تشهد حراكاً شعبياً وانتفاضة ضد الحُكم القائم.. طبعاً، لا شكَ هنالك أن أجهزة المخابرات الأمريكية والعالمية كانت تزوّد دولها بكل التقارير المهمّة والتفاصيل التي تجري على الأرض حتى إن بالغنا في القول أنها كانت ترصد كل حركة قبيل قيام الثورات وتفيد بها قياداتها في الخارج. ومن البديهي أيضاً، أن ما تُسمى المخابرات العربية كان لها دور في هذا أيضاً، لكنه يقتصر على حماية المصالح العليا للدولة ذاتها ونقل المعلومات لأجل حماية العروش والكروش!.
إيران من جهة أخرى تلعب دوراً رئيسياً في هذه العاصفة الهوجاء التي ضربت الوطن العربي ومنها بعض الدول، والتي سوف تنتقل بدون ريب إلى باقي الدول العربية وخاصةً الخليجية إذا لم تقف دول الخليج وقفة واحدة في مساعدة الثورة العظيمة الثورة الأسطورية في سورية وهي الآن في رمقها الآخير..!!
فبعد مئات الآلاف من القتلى والمعتقلين والملايين من المهجّرين في الداخل والخارج والخراب والدمار الشامل للمدن السورية المنتفضة، لم يبقَ أية ذريعة لأي دولة عربية أن تبقى مكتوفة الشفاه وتتفرج على دمار الركيزة الأساسية للوطن العربي وهي سورية!!.
عرف النظام السوري أن ما يجري في سورية هو ثورة سلمية تقوم ضد الاستبداد وضد القمع المخابراتي والتهميش الاجتماعي والاقتصادي طيلة أربعين سنة، لذا بدأ بمحاصرة الناس وقتلهم واعتقالهم لوأد الحراك ودفنه في أرضهِ مع مساعدة إيرانية وتنسيق مخابراتي عال!!
حوّل الأصوات العذبة التي كانت تصدح في ساحات الوطن والكفوف التي كانت ترفع شعارات الحرية والتعايش والتضامن الشعبي، حولها إلى غضبٍ وصراخ ورصاص!؛ لم يترك أحداً قال لا إلا ودمّر له حياته وجعل منه مواطناً تواقاً للانتقام من قاتله ومغتصب عرضه وأرضه..! وهذا حقٌ تكفله التشريعات السماوية والأرضية. وما نتج عن ذلك كان مجرد ردة فعل لفعل جائر ..!
لكن ( الأشقاء العرب ) كما يُسمون أنفسهم، كانوا يحكون خصاهم في الأسرة ويحصون عدد القتلى والمعتقلين والدمار الذي شمل المدن الثائرة..!!
... أشرافٌ أولاد النسلِ المبهم ..!
قامروا على كل شيءٍ في سورية، كل شيءٍ حتى قطرات المياه التي ترطّب شفتي طفلٍ يحتضر!!
قامروا على وسائد النوم والأغطية .. على النفس الذي اخطلت بهِ روائح القتل الكيماوية !
على الشموع والكهرباء .. على الماء والزرع والضرع ...!
على الإنسان الذي قُتلَ فيه الإنسان!
على تراب سورية من الجنوب إلى الشمال...!
وقد نجحوا في كل هذا ... نعم نجحوا في سلبنا الحياة خلال أربع سنوات من الظلام والدم !
إلا أننا سوف نمضي إلى المصير .. إلى نهاية الطريق حتى وإن لم يبقَ منّا كفٌ تضغط على مفتاح منزلٍ مهدّم !
بعد عام .. بعد عامين أو عشرة .... النصر آت والحريةُ سوف يُعمي ضوؤها أعين الجبناء والعبيد.
08-أيار-2021
15-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
06-آذار-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |