شعر / شرفة الكون
2006-05-07
مهلاً حتى يهدر نزيفي
ويتسع الجرح
أيتها الحياة مهلاً ...
إني أفارق الموت
شرفة الكون
أشبه باليقظة... أشبه بالجنون
كأني على شرفة الكون
منغلق على نفسي
من عطركِ .. أعبّ شذى الأرض كله
من فمكِ .. أسمع النشيد كله
مشرع على اتساعك
موصد عليك كمحارة مفردة
أحمل اسمك على صوتي ... فلا لغة لي سواك
كل لغة منه.. كل لغة فيه
البداية .. النهاية
السر والإبداء
كل هديرٍ .. كل سكينة
**
وربما قطرةٌ من الندى
أغرقت الكون كله
ربما احتبست غيمتي على جرف السماء
ربما أراقت المدى كله
ربما مسّني حجلٌ تائهٌ
نمشٌ خفيفٌ أثرٌ لانسرابي
خفقت قبرة على وجيب الروح
نفرت من أعشاشها أسراب النجوم
ربما حطّ على قمح الصدر عصفور المغيب
**
يا الله
كيف أرسيت .. على هذا الجسد الناعم
ملكوتك الفسيح
وتركتني بين رمح وقرنفلة
أنوس بين سجود الروح وألف القيام
نبياً وحيدا
أعدّ دهور اللحظة وأنزف خطاي
**
من حمّلني هذا الإرث كله
وكمّم انفجاري
بخطى الأسير أسعى
وصولة الخسران
في أروقة العتمة أحدق في عمائي
كقاربٍ ضريرٍ
أرسى على ضفة قمراء
بعد تيهٍ طويل
كصقرٍ أعمى
قلّد الهواء أوسمة الدم
بمخلبٍ بصير
**
كأني على شرفة الكون
كوكباً كوكباً
أفك رموز اسمك
سراً جليّاً
بساطة غامضة
حيداً بركانياً على خليج مرجان
**
تحت قمر الغلمة
على أرضٍ نذوريةٍ
يتوهج ذهبُ الأنوثةِ
الموجة الأسيرة
والبحر الطليق
وجهك المستثار
وأهدابك الهالكة
غصنك حتى برعمه الأشهى
أحجارك الصقيلة
وشهوتي المدببة
**
أيّ قلبٍ
أيتها الخفقة الطارئة
أيّ رنيم
يا مقام الروح
أيّ ظمأ
جمعت حقلين في سنبلة
نهرين في قطرة ماء
خريفين في ورقة ذابلة
وأطلقت غيمتين في فضاء البكاء
وغبطتين في ابتسامة مقبلة
**
حجر رهيف
دمعة بين أهداب الذهب
تومض في أقراطك
فم يحتضر على شفة الحياة
حجر برعم اللهب
على سرير الضوء عانق ظلك
رسم طقوسي لك على حجر الصلاة
**
إنه الوقت
لأسلم صلصال روحي
ليديك الممهورتين بخاتم الولادة
وفضة الغفران
المبسوطتين لقرابين قلبي
الوقت
لتنثري على حجر الصدر
زنابق الماء
وتقرئي شحوبي
بشفة تقطر نبيذ العصور القديمة
**
ما أعلنت الأرض من وردٍ
وما أضمرت من حجر كريم
تلك إشاراتكِ
ما استطاعت السماءُ من نقشٍ على دروع الليل
إمارة العطر على مرج غريب
تلك إشاراتكِ
وأنا شاعرك
حين تقتلني العبارة
ويبعثني المعنى
أنا ظلك
حين يجمع الغروب
بين الشكل والظل
**
قبل هذا العمر
في النقش الحي لتلك الشاهدة القادمة
في مداد البَدء
على ريشة الخاتمة
**
أساورك النعاس حبيبتي
وشف وجهك من غيمة الوجل
بعد اكتناه القبل
فلتنم على ساعدي الأرض
ولينهمر على غابة الفجر
مطر خفيف
لتغرق الأمواج بين أصابعي
وتمسح كفي دبيب اليقظة
عن جبينك المضيء
نامي حبيبتي
كفراشة غطت في رحيق نومها
ودعي نداك يرشح من مسام هذا الليل
نامي ما تبقى من لمسة الفجر
على أهداب سوسنة هائمة
ما تبقى لتجمعي زغب الحلم
إلى غبش الصباح
وما يكفي من الندى
لفنجان قهوتنا
غابت في النهر
جنية النهر
لمت حورية البحر ضفيرتها
ونامت في محارتها
غفى الهديل على ريش الحمام
سبق النخيل غابة السّرو إلي
ولفّ بنفسج رقيق على خصر المساء
شاله الأزرق
نامي كزنبقة تلتف في حرير نفسها
إني انسكبت هنا
في أول المجرى
في المصب الأخير
وفي لجة الأرق.
08-أيار-2021
01-نيسان-2008 | |
06-أيلول-2006 | |
07-أيار-2006 | |
24-نيسان-2006 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |