شعر / كانتْ هُنَا .. ومُؤكِّدَاتٌ أُخْرَى لأَحْوالٍ أَكيدَةٍ ..
2006-05-22
حُبٌّ كانونيُّ الآهِ..
وعامٌ آخرُ يأتي بِسُكُونٍ
يَمْلَؤُهُ الصَّخَبُ المُترامي حَوْلي
فَرَحاً بِرَحيلِ الأيامِ الأَغْلَى..
بِرَحيلِ الطاولةِ البيضاءِ
عليها آثارٌ مِنْ حُزْنِكِ حينَ ذَهَبْتِ..
لأُقْسِمُ أَنِّي قَدْ شَاهدتُ ملائكةً
تَسْرَحُ بينَ زبائنِ هذا المقهى
تبحثُ عَمَّنْ ذَهبتْ دُونَ رَفيقٍ..
كي تُعطيهَا آثارَ الحُزْنِ الفَاتنِ
أو تُخْبِرَهَا أنْ تَرْجِعَ في يومٍ آخَرَ
حتّى يَتَمازَج حُزْنَانِ غريبانِ شَهِيَّانِ
وَأَيلُولْ!..
لكنْ عادتْ بعدَ مُرورِ ثلاثِ سجائرَ
ودَنَتْ منِّي..
هَمَسَتْ في رِئَتَيَّ هواءً..
ثُمَّ رَمَتْ لي آثارَ الحُزْنِ وطارتْ..
طارتْ حتّى حَتَّ العِطْرُ النّازِفُ
منْ أجنحةِ النُّورِ صُخُورَ الأَمْسِ..
ونمتُ سعيداً ليلتَها
حتّى بَزَغَ الواقعُ في الأحلامِ
وشيءٌ فيَّ يَئِنُّ ويَرنُو بِذُهُولْ..
مالي الآنَ وأيلولْ!..
كنتُ أقولُ بِحُبٍّ كانونيِّ الآهِ
وعامٍ يأتي مُلْتَهِبَ الأعصابِ..
ومازلتُ وحيداً وقويّاً وطويلَ القامَةِ..
لا أَخْسَرُ رُوحي مِنْ أَجْلِ سَرابٍ
والريحُ أُكَوِّرُهَا بينَ يَدَيَّ
وأَرْميها لِلْخَلْفِ..
وَأَنْسى الماضِينَ..
وأُحْيي بينَ غُصُونِ الجُرْحِ
العُصْفُورَ المَقْتُولْ..
كنتُ سَأَبْسُطُ رُوحي بَرَّاً
لَلْقَدمَيْنِ الخَائِفَتينِ منَ المجهولْ..
لكنْ حينَ يُهاجِرُ ماءُ البحرِ وماءُ النهرِ..
وتَنْقِرِضُ الأحياءُ المائيةُ
يُلْغَى الشَّاطئُ والميناءُ
ولا يبقى في العَالَمِ يَنْبُوعٌ يَتَرقْرَقُ..
ماذا يبقى لي ولِرُوحي المبسُوطَةِ بَرّاً
لِلقدمَينِ الخائفتينِ؟
وما فائدةُ الحُبِّ
وتقديمِ الرُّوحِ بآنيةِ الفَخَّارِ؟
سَأُعْرِضُ عَنْ هذا
وأَغيبُ.. أَغيبُ إلى أنْ يَهْطُلَ فَجْري
بعدَ هُيَامي وتَلاشِيَّ وراءَ الغيمِ الأسودِ
عَلَّ الطفلَ ينامُ قليلاً
بعدَ السَّهَرِ المَغْلُولْ ..
* * *
كَانَتْ تَبْكِي..
والمدفأةُ الحائرةُ بِجَانبها تَتَثاءَبُ..
والقهوةُ تَفْشَلُ فِي إِرْضَاءِ الذَّوْقِ
فَيَلْتَحِمُ الفَشَلانِ عَلَى شَاهِدَةِ المَهْدِ
فَيَبْكِي الطِّفْلُ..
وتَرْتَبكُ الأَلْطَافُ
تَمْوتُ الْوَمْضَةُ قَبلَ النُّورِ..
نَعُودُ كَمَا جِئْنَا..
وَنَجِيءُ كَمَا عُدْنَا..
وَنُحَاوِلُ تَسْويةَ الْمُتَماوِجِ فِيِنَا..
فَيُرِيْنَا النَّرْجِسُ بَعْضَ مَخَاوِفِهِ
إِنْ تَمَّ عِنَاقٌ بَينَ فَرَاشَاتٍ وَحُقُولْ!..
والثَّلجُ بَرِيءٌ مِنْ كُلِّ الأَحْدَاثِ
بَرِيءٌ وَخَجُولْ..
لا يَملكُ إِلاَّ أَنْ يَتَسَاقطَ
فَوْقَ سُقُوطِ الرَّاعِشِ وَالمُتَوهِّجِ..
يَصْهَرُنِي هَذَا الْمُتَرَاكِمُ فَوْقَ نِدَاءَاتِي
فِي هَذَا القَفْرِ الوَاسِعِ فِي الضِّيْقِ المُمْتَدِّ
إِلَى مَا شَاءَ اللَّيلُ الوَاضِحُ..
وَابْنُ الرُّوميِّ وحيدٌ مِثْلِي
فِي قَارِعةِ القَهْرِ..
يَرَانِي فَيُعانِي ثُمَّ يَمُوتُ!.
أُرِيدُ العودَةَ..
أُمِّي فِي البيتِ..
أَخَافُ أَموتُ كبائعةِ الكبريتِ هُنَا..
والثَّلجُ يُغَطِّينِي..
واللَّيلُ يَمُرُّ
وَلاَ أَمَلٌ بِوُصُولْ..
كُنْتُ أَقُولُ بِحُبٍّ كانونيِّ الآهِِ
وَعَامٍ آخَرَ يأتِي..
وملائكةٍ تَسْرَحُ فِي أَيْلُولْ..
والثَّلْجُ بَرِيءٌ مِنْ كُلِّ الأَحْدَاثِ
بَرِيءٌ وَخَجُولْ..
كانون الثاني 2002 م
على زَوْرَقٍ في مِيَاهِ الغُرُوب
أَمُدُّ إليكِ
حِبَالَ النَّشيدِ
على زَوْرَقٍ غَائبٍ
في الأنينْ ..
ولا أتَمَنَّى
سِوَى ما يَرَاهُ الخَيالُ
وما يَصْطَفِيهِ الحَنِينْ ..
أمامَكِ طَيْفٌ
وظِلُّ امْتِلاءٍ
وليسَ أمامَكِ مَنْ تُبْصِرينْ ...
وليسَ لِوَجْهِكِ
حينَ يُطِلُّ
سِوى أنْ أصِيرَ شَرِيكَ البَنَفْسَجِ
في سَعْيِهِ لِلْغِيَابِ الحزينْ ...
*
كأنَّ صباحَكِ لا يَجْتَبِينِيْ
إلى شَمْسِهِ العَارِمَهْ ..
أضِلُّ كما يَشْتَهِي الموجُ
في الليلِ
في جُزُرِ الوَرْدَةِ النَّائِمَهْ
لألْمَحَ سِرْبَاً
مِنَ القَوْلِ والمُسْتَحِيلِ
يُعاني
لِيَحْظَى بِمُتَّسَعٍ في المكانِ
ويَسْكُنَ ظِلَّ وُجُودِيْ
هُنا
حيثُ لا وقتَ لِلْحُبِّ
والاحْتِراقِ اللطيفِ
على جَمْرَةٍ لِلْحَنِينِ المُخِيفِ
إلى ما سَيَأتي مِنَ المَدِّ والجَزْرِ ..
مُدِّي صباحَكِ
فوقَ صَقِيعِ مَنامِي
ِلأغْرَقَ في الصَّحْوِ
حِينَ أُحِسُّ بِدِفْءِ الهُدَى في النَّدى ..
لا طريقَ إلى الوَهْمِ
حِينَ تَسِيرِينَ تحتَ عَرائِشِ رُوحِيْ
وليسَ لِوَجْهِكِ غَيرُ امْتِثَالي
لِسَطْوَةِ بَسْمَتِهِ الحَالِمَهْ ...
*
و في مَهْدِ أيلولَ
بعدَ المساءِ
رأيتُ القَصِيدَةَ في هَيْئَةٍ ثَانِيَهْ ..
لها مُقْلَتانِ
تَصُبَّانِ في الأرضِ
ما غَيَّبَ الدَّهْرُ مِنْ حُسْنِهَا ..
ليسَ فيها نُزُوعٌ إلى اللاوُجُودِ ..
أصابِعُها
كي تَرُشَّ مِنَ القَمْحِ
أكثرَ مِنْ حَفْنَةٍ
لِلْحَمَامِ الذي رافَقَ الأنبياءَ ..
أصابِعُهَا
ِلانْبِسَاطِ الخُلُودِ
تُنَقِّلُ فيهِ خُطَاها
وتَبْقَى على نَبْعِهِ حَانِيَهْ ..
رأيتُ القصيدةَ
كانتْ تَرَاني ..
ولَمَّا تَزَلْ في الحُضُورِ تَرَاني ..
ولم يَخْتَفِ الحُبُّ
َمدَّتْ يَديْهَا
لِتَمْحُوَ عَنِّيْ غُبَارَ الزَّمانِ ..
وصِرْتُ الغِيَابَ
وكانتْ تَرَاني ...
*
لها أنْ تَصُوغَكِ جِسْمَاً ورُوحَاً ..
فلا موتَ يَدْنُو ..
ولا خوفَ يَصْبغُ وَجْهَ الحَقِيقَةِ ..
صَفْوٌ يَعُمُّ وُجُودَكِ فِـيَّ
وأنتِ القَرِيبَةُ مِنْ أُمْنِيَاتي ..
تَهُبُّ رِياحُكِ طَيِّعَةً لِلشِّرَاعِ الوَحِيدِ
على زَوْرَقِي في مِيَاهِ الغُرُوبِ
وليسَ هُنالِكَ قَعْرٌ لِذَاتي ..
يَظَلُّ اقْتِرَابُكِ مِثْلَ ابْتِعَادِكِ
كُلٌّ يُعَذِّبُ
كُلٌّ يُغَرِّبُ فِيَّ الكثيرَ
ويَشْرَبُ مِنِّيْ زُلالَ حياتي ..
ألَمْ تَقْرَئي ما وَراءَ اشْتِعَالِيَ
حيثُ القصيدةُ
عُشْبٌ طَرِيٌّ
ويَرْوِيْهِ أنْ نَسْترِيحَ عليهِ
مِنَ القَوْلِ و المُستَحيلِ
ونَحْظَى بِمُتَّسَعٍ في المكانِ ؟ ..
قَرأتُكِ في صَفَحَاتِ خَيَاليْ
ولم أسْتَطِعْ
أنْ أُطالِعَ وَجْهِيَ في مُقْلَتَيْكِ
وكمْ أعْجَزَتْنِي المَعَاني ...
*
2005 م
دَمُ الحَقِيقَة ..
أَصْغَى
وَلَكنْ لم يَجِدْ شَيئاً
فَقَالَ : أُفَسِّرُ النَّصَّ الغَرِيبَ
كَمَا تُفَسِّرُهُ الغَرَابَةُ ..
لم يَجِدْ شيئاً يَدُلُّ على الغَرَابةِ ..
هَيَّأَ الأَدَوَاتِ ثانِيَةً
وَفَجَّرَ بُقْعَةً أَدَّتْ إلى هَدْمِ السِّيَاقْ ..
- ماذا فَعَلْتُ ؟ !
أعادَ تَرْتِيبَ الأُمُورِ ..
- أنا أُحَاوِلُ ..
فَلْيَظَلَّ النَّصُّ مَفْتُوحَاً كَأبْوَابِ السَّمَاءِ ..
دَمُ الحَقِيقَةِ لا يُرَاقْ ...
2005 م
وَجْهٌ لا يَغِيْب ..
لِلحُبِّ وَجْهٌ
لا يَرَاهُ المُنْهَكُونَ ..
وَلا يَغِيبُ عنِ الّذينَ استَأْنَسُوا
بِالحُسْنِ خَلْفَ سَتائِرِ الأُفُقِ الشَّفِيفْ ..
وَجْهٌ إذا ما غَيَّبَتْهُ غَمَامَةٌ
غامَتْ بَصَائِرُهُمْ ..
وَطارُوا بَينَ أَوراقِ الخَريفْ ..
وَإذا تَجَلَّى في حَقِيقَتِهِ
اِسْتَهَابُوا
فَاسْتَرَاحُوا
وَاخْتَفَوا في عالَمِ الأَلَمِ اللطيفْ ..
هُمْ لم يَكُونُوا مُنْهَكِينَ
لأَنَّهُمْ عَبَرُوا المَدَى
رَغْمَ الجِْرَاحِ
وأَوْصَدُوا بابَ النَّزِيفْ ..
2005 م
لَنَا الهَواءُ الطَّلْق ..
لم أُلْقِ حُبَّكِ في مِيَاهِ النَّهْرِ
يا سمراءُ
حُبُّكِ ساحِلِي الأبَدِيُّ
والبحرُ البَرِيءُ مِنَ الخطايا
حُبُّكِ الآنَ الكَثَافَةُ في رُؤايَ
ورِحْلَتي نَحْوَ اليَقِينِ ..
حنانُ رُوحي
حِينَ تَحْضُنُهَا سَمَاؤُكِ
بينَ زَنْدِي وَارْتِعَاشاتِ المرايا
ليسَ ليْ إلا ظِلالُكِ في الهَجِيرِ ..
وليسَ ليْ إلا دِثَارُكِ في الشتاءِ ..
وليسَ ليْ إلا رَبِيعُكِ ..
لم نَزَلْ نَطْوِي المَدَى بِنَشِيدِنَا
ولنا الهواءُ الطَّلْقُ
لا عَفَنُ الزَّوَايا ...
2005 م
إسْرَاء ..
أمشي وتَصْحَبُنِي اليَمامَةُ
والبَنَفْسَجَةُ الحَزِينَةُ
والخريفُ
وبُلْبُلُ العُشِّ الفَقِيرِ
وغَيْمَةٌ تَتْلُوْ مَواجِعَهَا
وحُبٌّ ليسَ يَرْحَمُهُ الشتاءْ ..
فإذا فَتَحْتُ البابَ
تَرْمُقُنِي بِنَظْرَةِ رُوحِهَا
وأرى ابْتِسَامَتَها تُضِيءُ ليَ الضِّيَاءْ ..
وتَمُدُّ كَفَّيْهَا لأحْمِلَهَا فَتَحْمِلُنَا السماءْ ..
أنسَى رِفَاقَ الدَّرْبِ
تَسْرِي بيْ (حنانُ الرُّوحِ )
مِنْ ألَمِيْ إلى حُلُمِيْ
على فَرَسِ النَّقَاءْ ...
2005 م
سَيَدْنُو الشَّاعِرُ النَّائِي ..
تَهِيْمُ الرُّوحُ في ظُلَمِ المُحَالِ
وتَحْمِلُهَـا يَنَابِيعُ الزَّوالِ
وتَقْتَرِبُ السماءُ وليسَ فيها
سِوَى وَجْهٍ تَبَعْثَرَ في الهِلالِ
وتَنْأى كُلَّمَا ألْقَتْ شُمُوسٌ
حَرائِقَهَا على أرضِ الخَيَالِ
فَيَدْنُو الشَّاعِرُ النَّائِي رُوَيْدَاً
فَتَرْمِيْـهِ البَصِيرَةُ بِالنِّبَـال
فَيُصْبِحُ كالسَّحَابِ يَمُرُّ طَوْعَاً
عَلى أحْزَانِهِ مَرَّ الْجِبَـالِ ..
أرَى في الدَّرْبِ عُصْفُورَاً يُغَنِّي
وذِئْبَـاً هَائِمَاً بينَ التِّـلالِ
وَوَجْهَاً كَانْبِلاجِ الصُّبْحِ يَبْدُو
وَوَجْهَاً لا يَبِيْنُ مِنَ الظِّلالِ ..
أنا لِلْكَوْنِ مِرْآةٌ .. وَإِنِّـيْ
صَدَاهُ .. وَحَالُهُ صِنْوٌ لِحَالِي
وكَمْ جَاوَزْتُهُ يَوْمَاً وحَطَّتْ
وَرَاءَ فَنَائِـهِ تَعَبـَاً رِحَالِي
هُنَاكَ لَرُبَّمَا أمْسَكْتُ ضَوْءاً
وفَاحَ العِطْرُ مِنْ صَوْتِ اللآلي
أرَى وَلِرُؤْيَتِي الأعْمَاقُ تُجْلَى
ويَنْقَشِعُ الغَمَامُ عنِ السُّـؤَالِ
فَلا أسْرَارَ تَشْغَلُنِي ولكـنْ
أنا سِـرٌّ وَبِيْ كانَ انْشِغَالِي ..
* * *
Bolis
2015-12-19
It's spooky how clever some ppl are. Thnsak!
08-أيار-2021
06-تموز-2006 | |
27-أيار-2006 | |
شعر / كانتْ هُنَا .. ومُؤكِّدَاتٌ أُخْرَى لأَحْوالٍ أَكيدَةٍ .. |
22-أيار-2006 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |