(( لا توقظوا الجراد ...

ولا تضعوا فزاعاتٍ في حقول الحياة

سوف تهبّ العاصفة أمامكم

سوف يأتي الجرادُ على كل شيء

حتى على أحلامكم ))

***

جرادٌ أسود ...

جرادٌ له هيئة الجرادِ ...!

هي ذاتها الخطيئةُ الواطئة في أرواحكم تلثمُ الحياة التي تمشون فيها نظيفين من قاذوراتها لكم هيئة الرعاةِ أيضاً بثياب فضفاضة ملونة .. حفاة ً... الأرضُ من تحت أقدامكم تمورُ وأنتم تتسمرون في أمكنتكم كأوثانٍ تحمل الخطايا

عند أصابعها كل الخطايا والجباهُ الممهورةِ بالسجودِ والتضرّع ِ للصمت فقط ...!

باسم الرصاص ..

باسم القتلى المتثائبين في أكفانهم ..

باسم الخراب واليباب والأزقةِ المتراكمة فوق بعضها !

باسم الساق المبتورة

وكفوف الأطفال الملقاة على الأرصفة تضغطُ على كُسيرات الخبز

باسم الدمِ ..الدم ِ .. الدمِ المسفوكِ يسيل كماء المطرِ نضيراً زاهياً إلى شقوق المدن ِ الخاوية !!

باسم الذين يحملون على أكتافهم حقائب المفاجأة إلى بلدانٍ تغصُ ببلدانٍ أخرى !

باسم أقمشة الخيام وعواميدها المنتصبةِ على حدود الوطن ...

ننادي الجراد ..

ننادي الخراب أكثر

أكثر .....

جائعاً ... نهماً ... أسراباً أسراب !

ونلتفت إلى الوراء بلا ظلالٍ وأعينٍ مغمضة تحاكي الليل !

نمضي

نمضي إلى أوطانٍ هشّت الجراد إلينا

نلتهم خبزنا بأفواهٍ لا تريد النطقَ .... لا تريد الحديث إلا

عن الجراد الذي سوف يأتي على كل شيء

الجراد الذي سوف يأكل حتى الأحلام.