سقوط الشرق الأوسط باسم الإسلام ...!! 2/ 2
خاص ألف
2014-07-30
بدا جلياً للجميع من شعوب العالم والشعوب العربية خاصةً التي تتابع أحداث الشرق الأوسط منذ انطلاق أول شرارة في الوطن العربي في تونس انتهاء بسورية التي كانت هي كبش الفداء الوحيد الذي تراكضت عليه سكاكين العالم لنحره وتوزيع دمه في شتى أصقاع المعمورة، أن اللعبة التي بدأها الأمريكيون في أفغانستان من تسليح الحركات المتشددة التي استطاعت ضرب أكبر قوة في العالم ( الاتحاد السوفييتي ) وتفكيكه لعدّة دول أغلبها تعاني إلى الآن ضعفاً اقتصادياً جعل منها دويلات لا قرار لها ولا قوة بين القوى الكبرى. إلا أنّ روسيا استطاعت خلال فترة وجيزة أن توازن نفسها وتفرض سياساتها على الغرب رغم تدهور وضعها الاقتصادي إلى الآن.
ومن الاعترافات التي سجّلها التاريخ والتي تؤكد ضلوع الولايات المتحدة الأمريكية في صنع أكبر فزاعة في العالم المعاصر" القاعدة "، هو اعتراف وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة ــ هيلاري كلينتون ـ عندما صرّحت أمام العالم أن أمريكا هي من صنعت القاعدة ودعمتها بالأسلحة النوعية والثقيلة كي تخدم مصالحها الخارجية التي تحارب أمريكا من أجلها لآخر رمق بسبب اعتماد الأخيرة على مقدرات الشعوب الأخرى في دعم اقتصادها ومشاريعها المستقبلية.
فبعد أحداث 11 أيلول التي كانت الذريعة الأولى التي أطلقها ( بوش الابن ) بما سماها محاربة الإرهاب أين ما كان في العالم، جاءت أكبر النكسات في تاريخ الأمة العربية والإسلامية بعد فلسطين وهي سقوط العراق على أيدي الأمريكان والبريطانيين بمساعدة عربية خليجية لوجستية، عوضاً عن اليد الطولى التي كان لها الفضل الأساسي في سقوط العراق أمنياً ألا وهي ــ إيران ــ! .. طبعاً كان للنظام السوري دور فعال في ذات الشأن.
ظهرت فزاعة الحركات الإسلامية وتطوّرت مع تدهور الوضع الأمني في العراق أبان الاحتلال وبعده، ولم تكن للمقاومة العراقية " السنيّة " التي دحرت الأمريكان وأخرجته مرغوماً بعد سنوات من الاحتلال أي مشروع تطرّف أو أي نظرة مذهبية طائفية على عكس أغلبية التنظيمات الطائفية التي تلقى دعماً كبيراً من إيران والنظام السوري اللذين قاما بزعزعة الوضع الأمني في العراق من خلال ارسال الانتحاريين والسيارات المفخخة التي تضرب الجوامع والحسينيات والأسواق المدنية والأحياء الشعبية في العراق لإشغال العالم وإظهار المشهد العراقي على أنّه يغرق في لجة الحركات الإسلامية الطائفية والتنظيمات الراديكالية التي شنّت أمريكا حربها عليها وسوف تلاحقها إينما كانت بذات التسمية التي أطلقتها عليها ( الإرهاب). ومن هنا نجح النظامان السوري والإيراني المعمم بالمخطط الذي أبعد شرارة الحرب عنهما لفترة بدأنا نراها الآن تولد من جديد لكن بأوجه عديدة تخدم مصالح الولايات المتحدة وإسرائيل.
فالتنظيمات والحركات التي ظهرت في سورية على كثرتها بعيداً عن مصر وليبيا واليمن الذين يعانون منها بشكل أقل ضرراً ولم يُأذن لها إلى الآن أن تنطلق كما انطلقت في سورية بهذا الزخم، استطاعت أن تفرض سيطرتها على الأرض السورية ليس من باب القوة الضاربة أو التكتيك العسكري المنظّم، بل كانت هناك وراءها أدمغة تسيرها وأجندات مرسومة لها في أيدي قادتها على الأرض بعيداً عن صغار العقول أو الذين يصدقون هذه الكذبة المفضوحة على أنّهم يحاربون من أجل إقامة دولة إسلامية عادلة تنطلق من العراق وسورية لتعم باقي أرجاء المعمورة!!.
( يظنون أنّ نبياً سوف يخرج بين ظهرانيهم ..! لربما يتربع هذا النبي الآن في الموساد )!!
وقد كان لوسائل الإعلام الغربية والعربية خاصةً أهم الأدوار في تأجيج واستلاب العقول المشاهدة والمتابعة للأحداث التي تجري على الأرض انطلاقاً من سورية إلى أن نصل إلى جماعة ( بوكو حرام ) التي صارت هي الأخيرة فزاعة تقض مضجع الغرب والأمريكان لما لها من ارتباط فكري وعقائدي يتماشى مع أفكار القاعدة والتنظيمات الأخرى في العراق وسورية!؛ وكما قلنا أنّ الأدوار موزّعة في دول العالم الثالث حسب أهمية المكان أو اللعبة التي تريد أمريكا أن تلعبها لخدمة مصالحها ومصالح الكيان الصهيوني.
لم تتوان وسائل الإعلام العربية ( الخليجية ) وغيرها عن إظهار الثورات العربية وخاصة الثورة السورية على أنّها مشبعة وغارقة بالتطرف والتنظيمات المتشددة التي تهدد المنقطة بأسرها من خلال بث تقارير ونشرات أخبار مفصّلة تظهر الجانب السيئ والسلبي لهذه الجماعات وتسلط الضوء على تصرفاتها المختلة التي تنسبها لدين الإسلام مما أدّى إلى انجراف أكبر الشرائح المشاهدة العربية والغربية إلى معارضة هذه التنظيمات، وجعل منها غير داعمة للشعب السوري وكذلك تم وأد التعاطف الكامل الذي كان يدعم الثورة السورية بشكل كبير... طبعاً هذه السياسات لم تكن سياسات حرة تنبع من إدارة القنوات، بل كما نعرف أن هذه المحطات الإعلامية الأخبارية تخدم أجندات وسياسات بلادها التي تتماشى بدورها مع سياسات الغرب والأمريكان.
فكانت مشاهد قطع الرؤوس والقصاص في الساحات العامة والإعدامات الميدانية الطبق الرئيسي على مائدة تلك القنوات! وقد تجاهلوا قطعاً ما تفعله إيران وقواتها ومليشياتها العراقية واللبنانية مع النظام السوري من أفاعيل بأبناء الشعب السوري ومن جرائم يندى لها جبين التاريخ!. نعم ... فهذا الدور الرئيسي الذي نُسبَ لإيران وخُصصَ لها مع الميليشيات الطائفية في سورية، كان من ضمن المخطط الأمريكي الصهيوني لاستنزاف القوى على الأرض من كافة الأطراف، وخاصة إيران التي تذهب بعيداً في حربها داخل سورية لخدمة مشروعها التوسعي في الوطن العربي، وما سورية إلا محطة من محطاتها كما تظن!!.
فمنذ انطلاق ما تسمى الحرب على الإرهاب.. لم نرَ كارثة في الكون أو اعتداء أو عمليات تفجير وغيرها من مصائب تحل بالعالم، إلا ونرى الغرب والأمريكان يركضون مشيرين بأصابع الاتهام أولاً إلى الإسلام والإسلاميين!!. فهم مازالوا يتخوفون من نهضة وصحوة عربية أكانت إسلامية أو غيرها تنطلق من الشعوب تهدّم ما بنوه من مشاريع استعمارية وتمزّق كل مخططاتهم القذرة التي ساعدهم على تنفيذ جلّها طغاة العرب على رأسهم ملوك الروث في دول الخليج وما تبقى من طغاة صغار في الوطن العربي يطمحون إلى بناء تاريخهم على جماجم شعوبهم ومقدراتها!.
وها نحن نرى الآن التعمية الكبيرة على الأحداث الجارية في سورية والعراق من خلال اختلاق حرب وهمية في غزة أشاحت نظر العالم إلى الجانب الآخر، الجانب الذي نراه ساطعاً ومفهوماً حتى للرضيع، لكن العاطفة المزيفة التي تناثرت فجأة لمعظم الشعوب العربية والغربية عندما خرجوا لمناصرة أهل غزة في مظاهرات لم ولن تقدم أو تؤخر شيئاً على الأرض، لم نرها تظهر عندما سُحقَ الشعب السوري والعراقي ومازالا يُسحقان إلى الآن دون أن تطرف عين لأحد ولا حتى يحرك ساكناً لو بالوقوف أمام سفارات الأعداء منددين!.
إن كان سقوط الشرق الأوسط باسم الإسلام في هذه الحقبة لا بدّ منه ضمن هذا المخطط القذر.. فليسقط كل العرب على بكرة أبيهم.. فكما يقول الشاعر مظفر النواب ( هذه الأمة لابد لها من درسٍ في التخريب...).
08-أيار-2021
15-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
06-آذار-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |