خاص ألف للحبِّ مذاقُ الليلِ في قهوةِ الشتاءِ الملبدة وفي الأقداحِ ريقُ المجرّاتِ القصيةِ بين فروع الكستناءْ فاشرَبْ يا أَنيسَ الليلِ سُكّرَ النجماتِ من واحاتِ خدَّيها وانْظُرْني ـ أنا الظمآنُ ـ على أقراطِها أُعَلِّقُ روحي لتَتَّحِدَ القصيدة في مُطْلَقِ الليلِ الطويل ... للحبِّ مذاقٌ لا لونَ لهُ كليلٍ خَلَعَ ملاءَتَهُ ليُغطي بها حُلُماً شقيَّاً... ... لعاشِقَين ... * * * كُلَّما غَصَّتْ سنبلةٌ بريحِ صوتيُ
فَتَحَ القمرُ نوافِذَهُ لأُطِلَّ على يقيني هناكَ أُذَوِّبُ ثَلْجَ الصمتِ من قِنْدِيلكَ الحاني عليَّ على فَراشٍ طَرَّزَ الأوتارَ في لحني ... جداولَ ... رأيتَني عنْدَها بالأمسِ نرجسةً تطفو على الأساطيرِ حتى يظلَّ العاشقُ على قيدِ القصيدةِ يفتِّشُ في صورَتِهِ عنّي وأفتِّشُ عَنْهُ في ظلّي ... * * * كُلَّما ترنَّحتْ غيمةٌ تحتَ داليتي صفَّقَتْ أرجوحةُ الأمنيات لتستقْبِلَ أفولَ نوارسَ إلى صدري... حيثُ يرتَعُ الخريفُ صومَهُ ويكتفي بمشاركةِ العاشقِ في مُصَلاَّهُ نَشْقَ الروحِ... على نَقْشِ الذَّهَب * * * فَلْنَكُنْ أكْثَرَ صُبْحَاً من فجرِ من بَدَؤوا تراتيلَ الولادة على جُذوع حَنينهم ... ولنَكُنْ مرايانا ... إذا ما تهشَّمَ ماءُ النّهرِ تحتَ غروبِ المتَأَمِّلِينَ في بقايا من قصورِ غيابِهم على رمالِ ما آلوا إليه فنحنُ مُنْذُ أن أَعْتَقْنَا كواكِبَنا تبخَّرْنا في مِدادِ الكون صدىً لصمتِ المبحرِ بين قلبين... .. ليطرحَ عليهما مرجانهُ ... والمطرْ فَخُذْنَا يا سفرْ لنقطرَ من رحيقِ جِرارِنا ما شفَّ من جنى الناياتِ ونسرقَ طفولةَ الأمسِ العجوزِ لَعِباً بين أشجارِ الحكايا يرَوِّضُ لنا ريحاً إلى فردوسنا... حيث أخْلَدَتْ حوريةٌ إلى نزهةٍ ربيعيةِ النومِ لتُلْبِسَنَا الأحلامَ دنيانا .. ومنفانا إلى اللا أرضِ في اللا سماء... * * * رفقاً يا يمامةَ اللُّقيا فضفائِرُ غفوتِها ترنو إليَّ لتوقِظ الشغفَ الدفينَ في ألقي... وأنا في رَدْهَةِ الوعدِ العتيقِ أخشى انسدالَ الغيم على عُري زرقَتِها في بحورِ الصيف أخشى انتثاري إذا ما أرقَصَتْ نسمةٌ هودَجَها لأَلُمَّ ضِحكَتَها من فوقِ بنفسجِ الطُّرُقِ فحبيبتي الآنَ تمدُّ وسائِدَها فوقَ زيتونِ انتظاري وأنا في رَدْهَةِ الشوقِ أسكنُ جَسدي وأترقَّبُ موسِمَها المطيرْ... ... رفقاً يا يمامَتَها فبينَ سهولِ جناحيكِ حطَّ أيلولٌ جديد... عقدتُ عليه شِعري... .. وأنفاسي ... * * * أُحِبُّكَ يا أنايَ حتى آخِرِ الدرجاتِ على سُلَّمِ روحي عندَ مصبِّها في سمائك ويعيدُني إلى شَدوي سطوعُ صُبحِك على مخملي وعطورِ أنسجتي.. .. كلّما تأهَّبْتَ للإبحارِ في لغةِ الأثيرِ على عناقِ وَتَرين في لحظةِ وجودٍ وعدم ... أُحِبُّكَ فيَّ تَلْبَسُني كهالةِ العيدِ كلما هَلَّ هلالي عليكَ ويضوعُ ياسمينُك في دمي لترتوي النجماتُ على قيثارتي وَجْداً رقيقاً... .. ليصيرَ هذا الفجرُ أغنى من كلِّ الولاداتِ السخيّةِ على امتدادِ الأرضِ والسحاب ... لأعودَ إلى دثاري حيثُ ما زالت أمّي تُحيكُ صَلاتها لتُلْبِسَ البنتَ شتاءً مهزومَ البردِ .. والخوف ... أُحِبُّكَ يا شتائي برغم خريفِكَ المعشوقِ وأهربُ إليكَ من صحوي وناري ... * * * للحبِّ مذاقُ الليل قُبيلَ انعتاقِ الشمس من جَسَدِ القصيدةِ ... وله النُّدْمانُ في فُسْحَةِ الخَلْقِ اللانهائيّ على غُصنٍ يُرْعِشُهُ عبيرُ فنائِه في خُضرةِ الروحْ.. للحبِّ مَذَاقُنا ... .. فاشْرَبنَا يا ليلُ كمَن يشربُ ذاته لتزدادَ فينا عُمْقاً وليزداد عُمْرنا في دِنَانِك موتاً... ودهراً ...
أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
