Alef Logo
ابداعات
              

شعر / بَينَ الأَمْسِ وَبَيْنِي ..

رائدة خضري

2006-07-06

خاص ألف

مِنْ نافذَةٍ تُطِلُّ على اليَاسَمِين
يَتَرقرَقُ زيتُ الصُّبْحِ
يشربُ شمسَهُ
ليزدَادَ تلألؤاً في ذاتِهِ
ويَنْفطِرَ إلى أطفالٍ
يتأرجَحُونَ بِسِتارَةِ الأيَّامِ
ثمَّ يزحفونَ كقافِلةِ نجومٍ
نحوَ ليلي...
يمتدُّ جَسَدُ الأمسِ
يَفْتَرِشُ مَطراً أَعْشَبَ في
زَاوِيَةِ القلبِ
يسرَحُ بينَ الأزِقَّةِ
يُلْقِي تحيَّةً وَخُصْلَةً من شِعْرِهِ
على عتبَاتِ الحُلوة
التي غَرِقتْ في مَنثُورِ طَلْعَتِها
السَّمراءِ
منذُ أنْ تمتَمَ نرجِسُهَا الفستُقِيُّ
أوَّلَ آية
وَيَدُسُّ ذلكَ المَنْسِيُّ
في جيبِ ضبابِهِ حَفنَةً
من عصافيرِها
لعلَّ الغيمَ يُبْعَثُ مِنْ متاهِهِ
لِيَشدُوَ هطولَ النُّجومِ الغارِبَةِ
فوقَ أوجاعِ الطريق
ويسيرُ هذا الغائِبُ
الممتَدُّ حَتَّى الله
يَنْقُرُ زجاجَ الأثيرِ
فجراً تِلوَ الفجرِ
وعلى عُنُقِهِ عَلَّقَتْ أَنَامِلُها
سَجْدَةً ... وأمنية
كانت تَرشِفُ سُكَّرَ العيدِ
أبجديَّةً.. لِيصيرَ صَوتُها
سُلَّمَ الأراجيح
وعبثُ أصابِعِها لغةً
لِتُراثِ الضحكات على الشِّفَاه...
كانتْ تُتْقنُ ـ ككلِّ النَّجمَاتِ ـ
فنَّ الانْعتاقِ من الظُّلمةِ
لِتُزْهِرَ ثَغْراً يَحْتَسي وردَ البَرَاءَةِ
مِنْ طفولَتِهَا المزروعة
بالمحطَّاتِ على مَهْدِ السَّفَر
يُومِضُ فَوحُهَا فوقَ نخيلِ التَّائهِ
يُوغِلُ في سرابه
لِيقْتَفِيَ في صمتِهَا يَمَامَة
يراها تنثُرُ الأيَّامَ فوقَ الرِّمَالِ
وتشعُرُ بهِ يُعَلِّقُ أَيَّامَها أجراسَاً
على صهيلِ عبُورِهِ
تمُرُّ جَديلتَاها فوقَ قِيثَارَتِهِ
فتزهرُ على اللحنِ صفصافةٌ
وحكاياتٌ تغلغَلَتْ في الليلِ
كانت كُلَّما صافَحَتْ فيهِ
بدراً
تستقبلُ عندَ أَدْراجِ وداعِهِ
بدراً ليسَ يُشْبِهُهُ
تلعبُ مَعَهُ
حتى يُلْبِسَها نورَهُ
ويَتْرُكَ على ثغرِها فُلَّةً
يُدَغْدِغُها نَسيمُ الشعرِ
... هذا الجَسَدُ الممتدُّ حتى اللاَّعودةِ
عتيقٌ في تصوُّرِها الشَّفافِ
كم غابةٍ من نورِهِ
فاضَتْ عليها بالبلابل
وكمْ من صَبَاحَاتٍ تَفتَّحتْ لها من مُقْلَتَيهِ
فَجَنَتْ كواكِبَها يَدَاه
كمْ رأتْ في بحرِهَا
انعكاسَ غيماتِهِ
وكم أَمْطرَتْ من صَيفِهِ ناياتُ بَراءَتِها
وأُشْبِعَ من خِصْبِ نبوءاتِهِ
صَومُ الشتاء ..
ما زالَ هذا الجَسَدُ في رُكْنِهِ الأثيرِ
يَعْبُرُ حُلْمَهَا
ويُومِضُ بالسنينَ على الجداولِ
حَتَّى تَكْبَرَ البنتُ القَصيدَةُ
معَ قَصِيدَتِهَا
ويُبْصِرَ هذا الفَجْرُ في شمسِهَا
ذاتَه
هناكَ وَخلْفَ بلَّورِ المسافَةِ
تجدُني يا أمسِ
أرنُو إليكَ بكلِّ ياسَمِيني ..


شباط/ 2004

% % %

عبور إلى قِبلة المنتهى ..

يَنَامُ السُّؤالُ
على رفة الجفن قبل الرحيل
إلى دهشة الغيب و اللارجوع ِ ..
تنهد ناي
وأومأ بالرقص للسوسنات
لتفرد لون السماء
على نهر عشب تسلل خلف المرايا
ليحجب طلعة بنت
تراود نرجسها عن شذاه
وتغوي الحكايا بلوز البراءة
قشره الحب حتى
ربا ... فشذا ..
..
في دنوك
أبصر لليل ألف انزياح
وأحيا كما يشتهي الموج
في غبطة الصحو
أمشي
على سكرات التلفت
نحو صداك ..
أراك ..
فيومض في اشتهاء الفناء
لأسرح خارج سرب الشموع
فأذوي فتيلاً
ونوري العراء
وفي جلاؤك
حين تمد إلي السهول
فألبس ثوب الطبيعة
من سندس الوحي
حتى التراب
إلى جلنار الشعور
وأهوي إلى ذروة الشعر
حيث تدلت كواكب روحي
كمئذنة الفجر تزجي إليك
عصافيرها
في وشاح البخورْ ..
***
كليمُ الحواس
وتجري على راحتيك الجداول
تلك تحاور فقه الكنايات
أخرى تلم صلاة الندى
فوق سجاد نورْ
ومالي سبيل
إذا ما مضيت وآنست فيّ
شهاباً وراء اليقين
سوى أن أزاوج
بين المجاز
وماس الوضوح
فأبصر طيفي تقزح
سبع حمائم
كل تعرج نحو سماء
وتنهل حتى يجف الهديل
وتدنو مني الزنابق
في زرقة العطر
صارت يداي رذاذاً لماء السلام
وصوتي امتداداً لسرو اللطائف
بين الحروف وتيه العبورْ
***

هناك على ياقة الليل
شب صهيل لأنثى
تحوك نسيج الحياة
على نول أغنية من أنين
وتهذي ببرق يمر
على حلمها المطمئن
إلهي
وفاض السواد
ارتمى الكحل في حضرة الشعر
واكتمل البدر
صار هلالاً
وغطت نجوم فراغ الكلام
كلام يفسر ظل الكلام
وينقش وقع المعاني بنورْ
***
هنا حيث حط سؤال صغير
فشابَ
ونام فجافى الجواب المنام
تسربت من شق نفسي
وسرت تبعثرني الريح بين الجهات
ومس كرقص النبيذ
يقلب روحيَ
ذات اليمين
وذات الشمال
فهل يمحي الوحي
إن سكنته الدروب
وأفضى إلى قِبلة المنتهى
أو على راحة الطهر هامت رؤاي
فخلت الفراشات
تنبع من كل ثغر
تفتح في قُبلة للحياة
ومد إلى الله نخل النشورْ
حزيران / 2005م

* * *

ظلّ ..

يترقرق العناب في بحر الكناية
هارباً من ومضة الذكرى
على جرح الجليد
ينساب كالجسد المنقى
من غبار الطين
والإيمان
لا يدري على من تنجلي
رؤياه
إن طافت خمور اللون
وانقشع الخفاء المرُّ في قعر النشيد
***
هو منتشٍ حتى الزوال
وظله متوهج
في سكر المعنى
بريء من
يرتب للخلود نهاية لا تنتهي
بل تلتقي
مع نخلة
حطت عليها كلمة عذراء
لم تولد لتمشيَ
نحو ثوب خيالنا الصوفي
طارت في ملاءتها
مزنبقة العبير
وأهرقت فينا الفراش
يذر مريمها على زبد الطريق
* * *
ظلٌّ أنا
وتر تسلقه العريش
فمال قد اللحن مشلولاً
غفا
يشكو لرؤياه
اصفرار العشب في النجوى
صحا
فإذا بعندلة تلم إليه كوثره
فيهمس ماءه روحاً
ويعزف ليله
بأنامل الفيروز
والخدر الرشيق
زبيبه ما جف بعد
وعشقه في غربة الموال
يجلو المنتهى ....
***
وتر وظل في الحنايا
يشطران الشمس
كي ما يغزلا من قمحها
أنثى على شفة التأمل
تمزج الأهواء في مشكاتها
فيسيل طعم النور
مبتهلاً
يفتش في عراء الوحي
عن سر انكسار الضوء
إن سجد البنفسج
كلما جالت تغرد في خواطر شاعر
فاستشعرت في لغزها
ومضاً تهجّاه القصيد ..
* * *
يتغرب المقصود في التأويل
آناً ينحني للموج كي يجلو
ملامحه
وآناً يكتفي بالغوص في إغماضه
عل الجفون تفتق الأحلام
عن مرساته
أو ذاته الأولى كما ولدت
قبيل تفتح الأسرار
في لغة الربيع
المطمئن لحسنه ولزهره
المنثور
من شرفات غيب الله
ما مرجَ المعانيَ
إنما ألقى بظل الفكرة الخضراء
فارتعش التراب وسرح الآيات
يتلوها البصر
***
يترقرق العناب كالوجع اللطيف
ويحتفي بيمامة
في كل ليلٍ قبل أن تلج الغياب
وفي الصباح
كأي ظلٍّ شاعر
يمشي وراء جنونه
ويعيد ترتيب الأزقة في
فضاء شجونه
ليرمم الوجه المهشم في المرايا ...






تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

شعر / بَينَ الأَمْسِ وَبَيْنِي ..

06-تموز-2006

ليل في مرآة عاشقين

27-أيار-2006

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow