كوباني ...
خاص ألف
2014-09-23
لافتات ... لا فتات ... تشير إلى خارج الوطنِ وكأنّها أُعدّت قبل أن تسقط الأرضُ من أعلى للذين لم يألفوا الخروج إلى الغمامِ ... غمام أيلول المُنذر بالرحيل إلى النهايات القريبة ....!
إلى أوطانٍ لها اسم الأوطان وهيئتها ...!
إلى الأقدام المتشققة بواطنها بقياس المسافات .. التلال .. الحظوظ المتناثرةِ بين الظلال الراكضة .. الحاملة صرر الأوجاع والغربة والدمع ...!
كوباني ....
حفيدة الريحِ والحكايات الدافئة أمام مواقد ليالي الكورد الحالمين بالنهر والعشب !
كفوفٌ تتساقط في حقائب الرحيل إلى الدمع ...!
قلوبٌ واجفة تنتفضُ كعصافير مبلّلةٍ تحت ندى الفجر والضباب .. .. كوباني .. وقد مرّ الغزاةُ دهوراً عليكِ فتسمّروا على صخوركِ وجذوع أشجار الزيتون .. ودفنوا في حفر الكرات الزجاجية التي أعدّها أطفالكِ الذين رحلوا دون أن ينتبهوا إلى أعمارهم ...!
حقائبُ ملوّنة وثياب قديمة ..
ثيابٌ بها رائحة الحطب المحروق وعرق الأجداد ووحل السواقي الريفية ...!
وشومٌ على شفاه العجائز وسواعدهنَ التي هزّت الحياة في المهدِ أمام النهر ...
إلى أين ... إلى أين ؟
هذا الوطن الذي مجَّ أبناءه بين الصخور والحقول المكفهرةِ كوجوه الملائكة يوم الرحيل ..!
إلى أين هذا الوطن الواقفِ على ساق واحدة يلوّح بكفّه للذاهبين إلى النوم بين الجروح والأحلام القصيرة....!
إلى أين يا ربُّ ... هذا الطريق التي تركلُ الأغاني من نوافذ المساء إلى الآبار والصمت !؟
كوباني ....
ذئابٌ تركضُ وكلابٌ تهرّ إليها من السفوح البعيدة ...!
ذئابٌ تعوي فوق أساطيح بيوتها الطينية ... دمٌ ... دم ..
دمٌ وصراخ ... جثث تركضُ إلى جثث أطفالها !!
أزفَ الرصاصُ ...
ونأت المرايا عن جروح الحاضرين بين الموت والهواء ...!
إلى أين ..؟
إلى أين تَعدون دون خرائط للنهر والينابيع الواسعة كقلوب الأمهات ؟!... كوباني
جرحٌ واسعٌ في خاصرة السماء .....
كوباني .... سقطت من صدر وطن كان يركض إلى الله !.
08-أيار-2021
15-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
06-آذار-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |