هل نحن بانتظار «سايكس بيكو» جديدة؟!
2014-09-24
الآن وقد أصبحت «داعش» عقدة من غير الممكن حلَّها بسهولة فإن التأخير في التصدي لهذا التنظيم إمَّا أن يكون خطأً فادحاً وإمَّا أن يكون مؤامرة والأرجح أنه كان مؤامرة وإلاَّ ما معنى أن تُسلَّّم مدينة «الرقة» السورية له تسليماً لتصبح «عاصمة» له وقاعدة إنطلاق نحو حلب وإدلب ونحو العراق وقبل يومين نحو «عين العرب» والمناطق المحيطة بها حيث تم تهجير عشرات الألوف من الأكراد نحو الأراضي التركية المحاذية والمحاددة.
إن هناك ألغازاً كثيرة بالنسبة لهذا التنظيم بعضها ستكشفه الأيام القريبة والبعيدة وبعضها سيبقى سراً من أسرار هذا الكون إلى أبد الآبدين ولعل أكبر دليل على وجود مثل هذه الأسرار هو إطلاق الرهائن الأتراك الذين أحتجزتهم «داعش» في الموصل عندما أحتلت هذه المدينة العراقية وهو أيضاً إتخاذ إيران وروسيا ومعهما معظم الجماعات الإسلامية ،وفي مقدمتها «الإخوان المسلمون»، موقفاً لا سلبياً فقط وإنما رافضاً للقرارات التي إتخذتها قمة ويلز وإجتماع جدة وإجتماع باريس الأخيرة لمواجهة هذا التنظيم الإرهابي والقضاء عليه.
أليس سراً من الأسرار أن تضم القيادة العسكرية العليا لهذا التنظيم عشرين ضابطاً بينهم ضابط واحد من سوريا والبقية من كبار ضباط الجيش العراقي السابق..؟ ثم أليس سراً من الأسرار أن تنهار أربع فرق عسكرية من الجيش العراقي (جيش المالكي) أمام بضعة آلاف من «داعش» وتسلم أسلحتها ومعداتها الثقيلة والخفيفة وتسلم مدينة «الموصل» ببنوكها وإمكانياتها لهذا التنظيم الذي ما لبث أن تمكن من ملء الفراغ الذي تسبب فيه إنهيار هذا الجيش وتمكن من الوصول إلى مشارف العاصمة بغداد خلال ساعات قليلة..؟!.
إنه لم يعد سراً أن لـ»داعش» ،التي ورثت الدولة الإسلامية في العراق وأصبحت الدولة الإسلامية في العراق والشام، علاقة مبكرة بالنظام السوري والمخابرات السورية وأن نظام بشار الأسد هو من سلمه مدينة «الرقة» تسليماً لتكون قاعدة إنطلاق له في إتجاه باقي الأراضي السورية وفي إتجاه العراق لاحقاً.. وإلاَّ ما معنى أن تصبح دمشق هي المستورد الرئيسي للنفط «الداعشي» الذي سيطر هذا التنظيم على آباره في مناطق دير الزور..؟!
لماذا يا ترى بادر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى رفض قرارات قمة «ويلز» وقرارات إجتماع جدة وإجتماع باريس الأخير التي وضعت خططاً لضرب «داعش» في العراق وسوريا.. ولماذا اتخذت إيران هذا الموقف نفسه ولماذا أعلن الإخوان المسلمون أن الحرب على هذا التنظيم ليست حربهم.. ولماذا صمتت «حماس» إزاء هذه المسألة صمت أهل القبور.. وأيضاً لماذا بقي موقف تركيا الأردوغانية حائراً وملتبساً و»مغمغماً» حتى بعد إطلاق رهائن الموصل الأتراك الذين تم الإفراج عنهم بسهولة وسلاسة ووفقاً لصفقة تم تمويلها من قبل دولة عربية مقتدرة؟!!.
ستكشف الأيام القريبة والبعيدة كل هذه الأسرار وسيتضح لماذا لا يزال الرئيس الأميركي باراك أوباما متردداً وغير حاسم تجاه هذه المسألة.. ثم وستكشف الأيام ربما القريبة قبل البعيدة عما إذا كانت هناك «سايكس-بيكو» أو «سايكس» فقط جديدة وما إذا كانت «بلادنا» العربية ستشهد شرذمة أخرى وستشهد قيام دويلات مذهبية وطائفية وعرقية ليدخل وطننا العربي كله ،في المشرق والمغرب، مرحلة سقيمة ومريضة لا يعلم إلاَّ الله جل شأنه كم من السنوات الطويلة ستستمر!!.
عن جريدة الرأي الأردنية.
08-أيار-2021
24-كانون الثاني-2015 | |
24-أيلول-2014 | |
06-كانون الثاني-2014 | |
08-حزيران-2013 | |
03-أيار-2013 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |