من مذكرات جثة مبتسمة في الطابق الرابع ( 5 )
خاص ألف
2014-09-30
قبل أن تدخل دمشق بثوبكَ المزركش بالاشتياق ورائحة الحطب المسجور في الأرياف البعيدة ..
تهيّأ جيداً ...
في الطابق الرابع ثمة مدنٌ ترقصُ على إيقاع الحروب العارية! وشعراء ورسامون حالمون ومغنون أكراد يكتبون سيرهم الذاتية على جدران الأحلام القصيرة بطباشير ملوّنة وأقلام الرصاص المُهذ بة بأسنانهم اللامعة ....!
في الطابق الرابعِ قبل أن تقرع َ الجرسَ بإبهامكَ كأنّكَ تبصم على صكّ حضوركَ الآن ... استدر إلى الوراء وتأكدّ أن فراشاتٍ وحدائق لم تلحق بكَ أو تتلصص من نافذة البناء المقابل عليك ...!
ارمِ حذاءكَ جانباً قبل أن تدخل ...
إنّكَ تنتهي الآن إلى الأمكنة المُقدّسة كالحبِّ ...!
لا تستعجل ولا تنظر إلى ساعة الجدار ... ففي الطابق الرابع
كل ساعات الجدار تقفُ عقاربها عند وقت واحد :
( السابعة ) .. صباحاً أو مساءً ... لا يهم!!
فأنتَ وهم لن تكترثوا للوقتِ في الطابق الرابع !
ففيه يصبح الوقتُ زهرةً أو نهراً يستدير حول نفسه ... حولكَ
حول كل الصور التي تريد أن تخرج من إطاراتها واللون !
اجلس على أي كرسي.... ولا تتذكر القرى ونباح الكلاب المسائية ودخان المنازل الطينية عند الفجر .. وقت الإفطار أو العشاء ..!
أنت الآن تعدّ مائدةً للذكريات الآنية فقط ..!
ودع الذكريات والقصص والأحاديث والحوادث والحروب والحدائق والأنهار والسهول
والتلال .. تتلاقح فيما بينها ... سوف تنجب لك ذاكرةً لا تتسع لقبر ضيق !
في الطابق الرابع
قبل أن تنام ..... أهدِ لكلِ ضيفٍ أو عابرٍ أو نادلٍ أو شاعر ٍ أو كردي حالم بالموسيقى الجبلية،
أهدِ ابتسامة واسعة ولا تنظر إلى المرايا ...
في الطابق الرابع .. لا توجد مرايا
فكل شيءٍ في الطابق الرابع مرآة ....
مرآةٌ لما يحصل في الخارج .... حتى وإن كان حقلاً يمشي يداً بيدٍ مع النار إلى الليل .
08-أيار-2021
15-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
06-آذار-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |