على مقام دمشق .. خدود حلبية
خاص ألف
2014-10-22
على مقام دمشق .. خدود حلبية
أحمد بغدادي
وأنتِ تضعين طلاء أظافركِ برتابةٍ وانتباهِ وردةٍ لعبقها في صدور النائمين بين عشبِ العشقِ والندى...!
أكون أنا أدرّبُ المرايا على نسيان الوجوه التي قابلتها،
دميمةً كانت أم وسيمة!
بلا ملامحَ أو متعرقة ككفٍ تظمأُ لمصافحةِ اللقاءِ !
وألتفتُ أيضاً حولي كوجلٍ لأترجمَ حضوركِ لكلّ تفصيلٍ في حجرتي ... للكتبِ وأقلام الرصاص والحبرِ، للأوراق التي تشتهي أن يتوجَ اسمك بياضها .. لخطوط الأصدقاء القديمة على الجدران وذكرياتهم الغافية باندهاش الزائرين!
أترجمُ التفاصيل الصغيرة والكبيرة ... للكراسي المغطاة بأرديةٍ ملونة.. لصوت المغنّي في التلفاز وللجماهير المصغية بقلوبهم...
وألقي اسمكِ كحصاةٍ في نهر الغياب ليحضرَ كل آدميٍّ ويرى دائرته تتسع..
تتّسعُ وتصل إلى أصابع أقدام الواقفين بين ضفتي الحياة!
على مقام دمشق..
تتمشى الموسيقى معكِ في الشوارع العريضة وتوزّع الإصغاءَ للعابرين وللذين يقفزون بعشوائية بين بِرك المطرِ الصغيرة!
على مقام دمشق..
تُفتحُ النوافذ المسائية حين تعبرين تحتها ... يتمطى الساهرون على الشرفات كبراعمَ تنتأُ من أحواضها فجراً !
كلّ المصطفين على الرصيف الآخر لا ينتظرون حافلةً ما تقلّهم إلى مبتغاهم،
أو ينتظرون شخصاً ما أو غيمة................. أنتِ مبتغاهم !!
جلالتكِ ..
عندما تتقدمين ببطءٍ مثل طفولةٍ تكبرُ رويداً رويداً.. تجاههم ...!
بعطركِ الأزرق..!
بشالكِ الأرجواني المنمّقِ باشتهاء الأعناق أنْ ترتديهِ ..
بشعركِ الأصهبِ الأشقرِ الذهبيّ المدهشِ كإغواءِ الذهبِ المصهور على يدِ خالقٍ مُبدع!
بنهديكِ الصابئين عن جسدِ آلهةٍ تقرفصُ أمام النبعِ وتطعمُ الأسماكَ من كرز شفتيها!
بخطواتكِ الخفيفةِ الخفيفةِ تمشين كطاووس في مخيلة الحدائقِ والجنان .. نحوهم!
وهمْ... فاغرو أفواههم وعلى كفوفهم المبسوطة إلى الأمام يحملون قلوبهم المتسابقة بالنبضِ !
مَن سيربح؟
أنا............... مصابٌ بالزيزفونِ !
كلما أتذكركِ أنبضُ كلي!
ولفرطِ عبوركِ الدائم في مرايا النساءِ ..... صرتُ أعشقُ كل أنثى تمسكُ مرآةً أو تقف أمامها!
صرت أخادعُ قلبي وأغريهِ بأن أكتب اسمكِ على أحداق عيوني!!
أنّى توجهتُ ونظرتُ تكونين أمامي.. ويقرأ الجميعُ اسمكِ قبل أن يسألوني عن لون عيوني!
أو يسألوني :
ـ مَن تحب؟...
على مقام دمشق ... لا يوجد غرباء ... فالغريبُ مَن لم يركِ أو يسمع بكِ !.. أو حتى صدفةً لربما ... صدفةً، رآكِ تسيرين في حُلمِ غيرهِ فنظرَ إلى السماء وابتسم!
هكذا .... على مقام دمشق / يسألكِ العاشقون في أحلامهم عن ملامحهم قبل أن يذهبوا لرؤية الجميلات... عن عدد النبضات التي تكفي لجعلِ جميلة تبتسم، أو، تنظر إلى وردةٍ خلفه
ظنّاً منه أنّها تنظر إليهِ!
وتعودين إلى طلاء أظافركِ ... دون وصيفاتٍ وجوارٍ يقرفصنَ بين قدميكِ !
فالجواري ينسجنَ من الغيومِ أغطيةً تتنشفينَ بها بصنانيرَ من أصابعهنَ ويتحدثنَ عن خصركِ المبللِ برذاذ المطرِ .... المبللِ بشهوةِ أصابعي !
على مقام دمشق........... ــ في حضرتكِ يتكسّر التفاحُ !
خداكِ الحمراوان كحبوب رمانةٍ نضجت ولم تمسسها يدُ ملاكٍ على شجرةِ الأرض المحرّمة!
لم تمسسها ريحٌ ولا نظرت إليها عينٌ .... فقط .. هكذا، تجلسُ الكرة الأرضية على تلةٍ وتضعُ ساقاً فوق ساق وتتأمّلكِ دون أن تدور!
لأجلِ هذا ..................... الزمنُ متوقفٌ مُذ جئتِ دمشقَ !
ولا وقت.... لا حنجرة ديكٍ ولا مواعيد ولا ليل ولا نهار...يكفي أنّكِ تمشين الآن في الشام.............. والكل تركَ الحربَ في جيبه الخلفي أو في المنزل أو على جانب الرصيف! ..
الكلُ نسيَ الكلام!
وأخذوا يتحدثون بعيونهم بين بعضهم عنكِ ..........!
على مقام دمشق .. إلى الآن، مازلتُ أتفرّسُ طريقاً في كفي يحاول أن يأخذكِ بعد أيامٍ إلى ضفةٍ أخرى!.
08-أيار-2021
15-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
06-آذار-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |