على الخريطة
خاص ألف
2014-11-25
وتفتح مظلتكَ ...
فوق رأسكَ ... على مهجتكَ
دمشقُ ..مطر ... دمشقُ تصافحُ الصاعدين إلى سلالم الرحيل .. إلى السماء أو إلى مُدنٍ أخرى يختلطُ الشفقُ فيها مع الغسقْ !
نظرات العابرين بين اللحظات مع بكاء الأطفال الجالسين على تلال المساء !
مع دموع الأمهات القابعات في خيام الانتظار
والوطن طفلٌ أيضاً على أقدامهنَ يحرّكنه يميناً وشمالا كي يغفو !
كل هذه المُدن... أتراها ؟
كلها حذفت من ذاكرتكَ .... لن تعود!!؟
تركتَها بخرابها الجميل؟ .. تَركْتَها بقتلاها .. بكل جثثها الأنيقة النائمة في عيون الناس !
تركتها .... أين تركتها !؟
لم تعد هناك تلك المساحات التي كانت واسعة في ذاكرتكَ !
أين تركتَ هذه المدينة حبيبي؟
تقول الأمُ لابنها قبل أن يلتفتَ إلى الأمام ويمضي إلى تلك المدن الغريبة ...!
المُدن التي كان يزورها لصيد الضحكات ورشقها على شفاه الأصدقاء ... حُذفتْ !
المُدن التي كانت بين المُدن والمسافات الطويلة أو القصيرة في حافلات السفر .. حُذفتْ !
المُدن التي توزّع الأنهار على البيوت والنوافذ والقلوب الواجفة العطشى ... تحطّمتْ !
أين تتركها حبيبي ؟!
أنا مدينة مثل كل المدن !
أمُكَ مدينةٌ لم تتحطم بعدُ .. مازلتُ أدرّب الابتسامات على شفاهي !
داخلي خرابٌ وقتلى وعويلٌ وروائح دماء متخثّرة أو دماء تسيل من قلبي
إلى قدميّ... !
إنها تدلّني .. تسيل أمامي .. فأمشي !
تدلّني على البساتين التي روتها قبل أن تبدأ
وبعد أن بدأت الحربُ !
الحربُ ...
الحربُ التي أخذتكَ إلى تلك المدن المنحسرة على خرائط العالم.... دون حنوٍ
مثل مدينتكَ .. مثل أمّكَ .. مثل أمهات الأصدقاء
وزيارات الأعياد الرتيبة في قلوب من كانوا فيها ... من ماتوا فيها ... من تركوا ثيابهم لأبنائهم!
وأورقاهم الشخصية وكتبهم وصورهم المغبرة على الرفوف أو على جدران منازلهم ...!
تلك هي المدينة التي تضع كفّها على رأسكَ وأنتَ نائم ..
وأنتَ تبكي .. وأنتَ ترمي بالحصى يائساً في نهر الانتظار !.. تلك هي ... حبيبتكَ رغم قسوتها!
إلى أين تمضي .... لقد حَذفتِ الحربُ كل طريقٍ تؤدي إلى طريق أخرى !
لقد تركت لنا فقط ركاماً وجثثاً وطنينَ أجنحة البعوض والذباب فوق جثث الأصدقاء والأطفال الذين كانوا ينتظرون ثمار اللوز ... ثمار التين .. يرجمونها بحجارة الطرقات ... بشغبٍ وضحكات واسعة ... تلك هي الحربُ
تأخذ من تريد ومن لا تريد !
حتى أنتَ ... تذهب إلى حيث لا تريد ...!؟
إن عدتَ يوماً ما ... ستجد مفتاح قلبي تحت سجادة الباب ..!
أو فوق رفوف مكتبتكَ ...
تحت سجادة الباب ...الباب الذي خرجتَ منه بعد أن خطوتَ فوق قلبي وأنا أمسككَ من معصمكَ، .........لا .. ترحل !
رفوف مكتبتكَ ... التي كنتُ أرتّبها لكَ كي تقرأ لي سيرة البقاء والأمل !
وها أنتَ ذا ... تنكث بوعودكَ !
وتتركني ... متكورةً على نفسي
أضمّ ركبتيّ إلى صدري في زوايا غرفتكَ ... أحدّقُ برائحة ثيابكَ
وصوركَ التي لم أعد أستطيع النظر فيها ...
الشوقُ .. الشوق للنظر فيها يقصّ قلبي بمديةِ الذكرى !
ألا .. تعد.. لا تتركني هكذا
مثلما تركتِ الحربُ كل هذه المُدن وحيدة بخرابها وجثث أبنائها !
.................
المُدن التي سوف تكون فيها .. ليست مدناً
إنها محطة كما الحياة
لابدّ أن تغادرها يوما ما ... مثلي أنا تماماً الآن
أنتظركَ تأتي
قبل أن أغادر قلبي.
08-أيار-2021
15-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
06-آذار-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |