احتفاءً بالأبيض .. احتفاءً بالموت !!
خاص ألف
2015-01-10
إلى الطفلة "هبة عبد الغني"
***
أوطانٌ إلى أعناقها تغرقُ ب الأسود ... !
ودمُ الأوطانِ فواتيرُ باهظة نسددها ونحنُ نقفُ في طابور الذلِ كلٌ يمسكُ ببطاقتهِ كي يثقبها ويمضي .!!
ــ أنتَ ... كم شخصاً لديكَ قتيل ؟!
ــ ( أربعةُ أطفالٍ وأخي .. وأنا في الغدِ أتجهّز لملاقاة الغيب )!!
ــ وأنتِ .. هل دوّنتِ في صفحات الموتِ أسماءَ الأطفالِ في الحيِّ وبينهمُ طفلتكِ الصغرى ؟!
ــ دوّنتُ الأسماءَ .. ولم أحظَ بوجهِ غاليتي فقد صارت مِزقاً أحرفها ... وتاه الأسمُ بين جثث الأسماء ِ ..!
يحتفلونَ بالأبيضِ ويبنونَ بيوتاً لابدّ تذوب بعد تثاؤب وجهِ الشمسِ أمام المدن النائمةِ تحت صراخ الموتِ وأزيز رصاصات الحبِ السوداء ... !
حبٌ أسود ... يصافحكَ عبرَ ستائر حمراء .. ويعطيكَ صكّ صداقتهِ
ويقول لكَ: " استدر لحدائق عمرك وامض ِ إليها بثقةِ غزالٍ هربَ من فكِّ القاتل "!
وتمضي .. في ظهركَ ثلاثُ طعناتٍ عميقة !
* واحدةٌ تحفّزُ رائحة دمائكَ لذئابٍ جائعةٍ تنتظرُ فوق السهلِ تحت ضياء القمرِ جاثيةً بأعناق ممدودة وأنوفٍ تقفو حتى رائحة اللاشيء !
* وواحدةٌ توسمكَ في ظهركَ حين تمشي بين الأفخاخ حذراً تتنقلُ بخفّةِ جندبْ
.. يتقافز في المشهدِ يرفو خلفه لحظاتٍ من ظلٍ رطبٍ لا تفقهه الأعين !
تمشي ... وأنتَ موسومٌ .. أنتَ هدفٌ لمخالبَ تتناهشُ كل فراغٍ من حولكَ كي تصلَ إليك!!
* وأخرى .. ثالثةٌ، منمّقةٌ بزهورٍ قزحية تفوحُ برائحة الغابة ... ها .......ها أنتَ طريدة !
ورائحةُ لحمكَ تستدرجُ ظلالَ المفترساتِ ...
بنات آوى من وطنٍ يتاخمُ منزلكَ ...!
وضباعٌ عربية بأنيابٍ لامعةٍ وجلودٍ تشبهُ جلدكَ ... تخدعكَ
وتحسبها أترابكَ في الروح ِ !
..................................................... خيامٌ لهذا الوطنِ الدافئ!
خيامٌ لجماهيرَ تلوكُ الأحلامَ
وخبزُ الغربةِ ناضجْ ... نضجَ مع اللحمِ .. لحمُ الأبناءِ الناضجِ فوق صفائحَ تحاصرهم .. وأسلاكٍ تحيطُ بهم من القلبِ إلى الوطن ِ ...!
تركوها في الليل ..!
تركوها بذات الوجه ممددةً فوق الأبيضِ ..!
خضراءُ كنزتها ... كشهوات العشبِ لوطءِ الأقدام العاشقةِ،
أقدامِ الأطفال .. حفاةً يتهافتون إلى الفجرِ مع الديكة !
وندى ...
وندى القلبِ يتساقط فوق وريقات الوردة !.. وصدى
وصدى القلبِ يتردد في إصخاء النبع ِ ..!
كم نبعاً أحمرَ صار هذا الوطن ؟!
تركوها ترمي أيام طفولتِها في المجهول كحصى ترجمُ فيهِ .. تخاذلهم !
ترمي الموتَ بطفولتها المتجمدةِ بين أقدام شعوبٍ تتزاحمُ أمام العهر ِ ...
خضراء ...
وهبة.. وهبت عطرَ الروح نسائمَ تهدهدُ ضفائر رياح تطيرُ بأجنحةٍ خافضةٍ إلى الوطنِ المكلوم!
وهبة.. وهبت جسدها الغضَّ لموتٍ غضٍ ورقيقٍ كطفولتها فوق حبيبات الثلجِ الراقصة ِ متجمدةً في أوردتها !...
ونعالٌ ...
ونعالٌ في شرفِ هذا الأمة
وشرفِ أمير العربِ
إن وجدوا !....
في الأبيضِ .. تصير الأشياءُ أشدَ سراباً
وغياباً
... في الأبيضِ ... تصيرُ الأوطانُ حمراءَ أشدّ ذهاباً
وإياباً في الأحمرِ ...!
في الأبيضِ .. مساحاتٌ لحروفٍ لم تكتب
إلا بدمِ الأطفالِ وجراحات ثكالى الحربِ ....
في الأبيضِ ....
رغمَ الأسودِ ...... فتحتَ ذراعيها
تلك الطفلة
وتوسدتِ المشهد ................. وغفت
عروساً
للوطنِ .................... ونامت على الأبيضِ
ثوب العرسِ
ثلجٌ
ودماء ................... في الأبيضِ
صار الشرفُ ضباباً
عماء ... ورفرفت رايات الأحمر
فوق بلاد الشرفاء ............... تناديهم إليها !
دمٌ
وهكذا تكتبُ في المجدِ أساطير الصمت.
08-أيار-2021
15-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
06-آذار-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |