"عن فصل موظفين تعسفياً في مدينة سلمية" في سورية
خاص ألف
2015-02-14
"عن فصل موظفين تعسفياً في مدينة سلمية"
هذا التتابع بين فصل موظفين في سلمية وبين وقائع حرق الكتب فيها للتدفئة، عوزاً وانعدام حيلةٍ، هو تتابع نتائج ومقدماتها، مقدماتها الخرائية.
ما يبعث على الضحك حتى القهقهة المزعجة للجيران إن كنت من ساكني أوربا التي يستنجد فيها الناس بالشرطة إذا ما "فرط" جارهم من الضحك وعكر صفو خلواتهم؛ هو أن قرار فصل هؤلاء الموظفين صدر عن "حكومة" تستعير من الحكومات زيّها، كما تستعير " الخرية" شكل "الشعـيبية".
نعم، هي حكومة بوزراء لهم رئيس لمجلسهم... متل العادة، وتصدر قرارات، ولديها خطط، وتتناقل أنباء رائحتها ـ عفواً نشاطها ـ وسائل إعلام "حرة" متحررة من كل معايير الأخلاق والمهنية المانعة من تسويق "الفساء" عطراً، و"الضراط" استخداماً تجديدياً مبدعاً لفتحة الشرج، يشيع حتى عند "ديمستورا" الراغب بإضافة صوت ضراطها إلى كوراله وفرقته السيمفونية، بعد مرحلةٍ من إعادة التأهيل، وأقلمة الذوق والحس الجمالي العالمي مع الخصائص المستحدثة لهذا الصوت الشجيّ، الشرجي.
سأضحك جداً، لا ينبغي أن يمنعني عن الضحك حذري من شكوى جاري الألماني النزق إن سمع صوتي منتصف هذه الليلة "الخرائية". ففرص ضحكٍ عميقٍ أضحت نادرةً ندرة إيجابيةٍ واحدةٍ في النظام الذي حبل وولد هكذا "خرية" . وإن أتت الشرطة الألمانية سأقول للضابط:
انظر عمي الضابط ! فصلوا موظفين في مدينة شرعت بحرق كتبها التماساً لدفء أطفالها، لا مخالفات وظيفية لديهم، أو مشكلات تتعلق بمهنيتهم، حتى أن بعضهم من ذوي المهنية التي تشتهون معها هجرتهم إلى بلدكم ألمانيا.
سرحوهم لأسباب سياسية، بقانون فصّلوه ليحاكموا بموجبه حتى الجنين في بطن أمه بتهم "الدعم المعنوي للإرهاب، وبث الوهن في نفسية الأمة" .. خيي ضابط ! الله وكيلك ما انتسبوا لأحزاب سياسية _ يا حسرتي ليش عندهن أحزاب ينتسبوا لها؟! _ فصلوهم على الشبهة، شبهة أن فساء وصوت ضراط الحكومة ـ ربما، قد، يجوز، يكاد... ـ لا يعجبهم، وبناءً على وشايات جيران وزملاء في العمل، لا يطيب لهم يوم، أو ساعة، أو دقيقة، أو ثانية، دون لعق خراء شخص مصاب بالإسهال..وقد تعشى ملوخية .
عزيزي الضابط الألماني: ألا تعذرني في ضحكي على هذه "الحكومة" التي سأروي لك إحدى ضرباتها ـ أقصد ضرطاتها ـ العظمى؟
انتبه أيها الضابط، إن كان مشهد عينيك وقد " تفلحصتا " تعجباً ليس جذاباً!! أنصحك بوضع نظارات عليهما، كي لا تشعر بحرج قبح منظرك بعد أن أروي لك عن هذه "الفلطة" القصة.
تخيل!! أنجيلا ميركل تعدكم، أنتم الشرطة، بمسدسات جديدة، ثم بعد عام ـ أبو 12 شهر ـ من وعدها العلني ذاك تصدر قراراً بتشكيل لجنة مهمتها تعريف "المسدس".
نعم عزيزي الشرطي، هذا ما قامت به الحكومة الفاصلة للموظفين السلامنة، إنما على نحو قرباطيٍّ، جنغليٍّ، نوريٍّ، غير مسبوق، وبآثار مست 23 مليون إنسان يعيشون الآن سن الإبادة.
ففي حزيران عام 2005 أقرت القيادة القطرية لحزب شبيه بحزب هتلرـ تذكره أليس كذلك؟ ـ الانتقال إلى نهج "اقتصاد السوق الاجتماعي" ثم، بعد سنة من هذا القرار، نشرت جريدة تشرين ـ العدد رقم 9610 تاريخ 11- 07 - 2006 ـ الصفحة 14 ما يلي:
"طلب رئيس مجلس الوزراء إلى السادة نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية والسيد وزير المالية ووزير الاقتصاد عقد اجتماع مشترك وموافاته بمذكرة تفصيلية لمفهوم اقتصاد السوق الاجتماعي، آلية تطبيقه، المحاور التي سيتناولها، أولوياته، إضافةً إلى التصورات حول البرامج الزمنية لتنفيذه وتضمين المذكرة المقترحات والرؤية المستقبلية ليصار إلى عرضها على رئاسة الوزراء"
خفف عزيزي الشرطي صوت ضحكتك الرنان، أنت وزملاءك في الدورية فضحتمونا، جاري الذي استدعاكم له مشاعر أيضاً، سيحسبكم متواطئين معي، ثم ها هي رؤوس الفضوليين بدأت تطل من خلف النوافذ.
ـ أهلاً..أهلاً..صديقي "ميلر" .. يا رجل!! الله وكيلك الشرطة فرطوا من الضحك من القصة التي حكيتها لهم، ليسوا متخاذلين في أداء واجبهم، ولو سمعت ما سمعوا لعذرتني وعذرتهم في قهقهاتهم، الصداحة، وضحكت معنا. هيك بتخبر عني الشرطة...الله يسامحك يا "ميلر" ...عن جد زعلت منك، وما عاد أحكي لك قصص غريبة، مثل قصة الأستاذ "علي خلوف" المعلم الذي يتربع على عرش بسطة بيع جرابات في سوق سلمية منذ 30 عاماً..وربما أكثر.
لاااا تحاول صديقي الضابط تصليح الموقف بيني وبين "ميلر" .. كان متسرعاً ولم يعرف أن ما لدي يضحك الجحش، فكيف الإنسان؟
أتريد الضحك أكثر؟ اسمع:
سرقوا السلطة عام 1963 وسرقوا معها "الاشتراكية" نهجاً اقتصادياً، نظامهم السياسي الاستبدادي ينسجم مع المسروق، ستالينية وبريجنيفية...الخ، عام 2005 حاولوا سرقة نموذجكم الاقتصادي أنتم الألمان، ألستم أول من اتبع "اقتصاد السوق الاجتماعي" ؟!
تخيلوا معي يا معشر الشرطة والجيران الألمان، الواقفين على باب بيتي: نهج اقتصادي مؤسس على الليبرالية والحرية الفردية والديمقراطية لدولة عملاقة مثل دولتكم؛ تسرقه "خرية" تسمي نفسها حكومة، كي تطبقه في نظام المافيات العائلية الاقتصادية والتسلط والرقابة الشاملة حتى على النوايا.
يعني: أخي وجاري "ميلر" إن كنت تريد أن تسرق مني، اسرق مالاً، صحناً أعجبك، بنطالاً على حبل الغسيل...معقولة؟!! من كل ممتلكاتي لا يخطر لك أن تسرق إلا "رخصتي السورية للسواقة، المنتهية مدتها؟!!"
هذه " شُعـــيــبيّــتنا " .. الحكيمة، الرفيعة، الرفيعة كثيراً، والصلبة، القاسية. رفيعة قاسية كـ"المعكرونة قبل سلقها.
أستودعكم، عطراً دمشقياً، من ياسمينة لا تموت.
حسان محمد محمود
08-أيار-2021
05-أيلول-2020 | |
23-أيار-2020 | |
04-نيسان-2020 | |
21-أيلول-2019 | |
هكذا تكلم أبو طشت ـ الجزء 5 كورنيش الشمس لدعم النقد الأجنبي. |
14-أيلول-2019 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |