للموتى .. للحرب .. للفتاة الجميلة!
أحمد بغدادي
خاص ألف
2015-02-25
"المسافات التي بين الطلقة والضحية قبل سقوطها ....
ما هي إلا أحلام ضريرة ..!
المسافاتُ ذاتها ... قبل أن تسقطَ الضحية بيومين ..
كانت لعشاق يرتدونَ الابتسامات والورود
ويتركون على المقاعد الخشبية ظلالهم تقبّل بعضها..!
بعد أن يذهبوا إلى الصمت."!
(1)
هل يحلم الموتى ؟!
هل يجوعون ....؟
وإن تظمّؤا .. هل يشتهونَ المطرَ وخريرَ الجداولِ المجاورةِ لقبورهم ...؟!
هل يبتسمونَ؟
وينعسونَ .. ويتثاءبون
ويشمّونَ رائحة الخبز الآتي من التلال المسائية ..؟
هل يسمعون أحاديثنا عنهم وسخريتنا من طيشهم في الحياة !
هل ....
ويتكارهونَ ويعشقون الضجيج ؟!
.... لا يعرف هذه الأمور سواهم ...!
الجديرُ بكَ أيها الشاعرُ الذي تكتب قصائد الرثاء كل يوم
أن تحيطَ بشيءٍ يسيرٍ يدلّكَ على الحقائقِ السفلية ...!
الجديرُ بي .. أن أسألكَ هذه الأسئلة بعد أن تموتَ
بليلةٍ أو ليلتين ..عندما أجيءُ إليكَ
كي أسلّمكَ الرسالة التي تركتها لكَ حبيبتكَ عند عتبةِ منزلكَ
وذهبتْ إلى حفلةٍ تنكريّة ...!
***
(2)
صوتكِ عنقودُ عنبٍ أحمر..!
كلما ناديتني .. انفرطت منه حبة!
صغيرتي.. سأكتب اسمي على مرآتك؛
في كل صباح .. اعكسي أشعة الشمس من النافذة على أي طريق..
تجديني أمامك أتأمل وجهي في عينيك!
لا تذكري اسمي حبيبتي ...
فأنا أعشقُ العنب..
***
(3)
العصفور المرسوم في اللوحة التي أهداها الفنان للطاغية ..
طار هذا الصباح من نافذة القصر!
اللوحة الفارغة في غرفة الطاغية .. لم يبق فيها سوى الصمت !!
الطاغية الذي لم يعلم بالأمر .. كان يرسم منذ الصباح الباكر باللون الأحمر
مدنا" محطمة
بلا إطارات ..
لوحات كبيرة، متصلة ببعضها..!!