آية الله خامنئي يتحدث عن الروايات التي يفضلها/ أليسون فلود ترجمة:
خاص ألف
2015-03-08
أعلن المرشد الأعلى للثورة الإيرانية عن نفسه كمتحمس للقراءة، و كشف الستار عن ولعه غير المشكوك به لأعمال الكاتببين السوفييتين ميخائيل شولوخوف و ألكسي تولستوي.
و كتب في صفحته الإنكليزية على تويتير ( Twitter feed @khamenei_ir ) أنه ليس محبا " للسينما و الفنون البصرية"، و لكنه مغرم " بالشعر و الروايات، و أنا لست مستهلكا عاديا". و لا شك أن آية الله بعيد عن أن يكون مجرد قارئ عادي. كان خامنئي شخصية مؤثرة في إيران منذ وفاة مؤسس الثورة الإسلامية عام ١٩٨٩ روح الله الخميني، و أصبحت بيده الكلمة النهائية بما يتعلق بالسياسات في الداخل و الخارج.
وهو في نهاية المطاف مسؤول عن النظام الذي تهيمن عليه الرقابة، و كما تقول مؤسسة القلم الدولي - يوجد اليوم أكثر من ٢٠ كاتبا في السجون. و قد أخبر القائد الديني الذي يزيد عمره على ٧٥ عاما أتباعه على تويتير و الذين يربو عددهم على ١٠٠ ألف أنه قرأ الكثير من " القصائد و الروايات".
و أضاف إنه حينما يكون الموضوع متعلقا بثورة أكتوبر عام ١٩١٧، فهو يرى أن كتابات شولوخوف، الذي حاز على نوبل عام ١٩٦٥، و ألكسي تولستوي - مهاجر أصبح مؤيدا للنظام السوفييتي - هي " مثيرة للاهتمام و جذابة". و كتب آية الله في سلسلة من التويترات أن " تولستوي كاتب مؤثر. أنا أحب تولستوي، إنه كاتب مدهش، حتى عام ١٩٢٥ كان معاديا للثورة ثم التحق بها، و عاد للوطن ليكتب درب الآلام". و ألكسي تولستوي، فرع بعيد من شجرة عائلة ليو تولستوي، و كان من النبلاء و لكنه تحول إلى فنان سوفييتي معروف.
و درب الآلام، ثلاثية، تغطي ثورة أكتوبر و الحرب الأهلية، و قال عنها كاتبها " أنا لا أعترف بالثورة فقط- بالاعتراف لوحده لا يمكن أن تكتب رواية - و لكنني أحب مهابتها المشحونة و السوداء، و رؤيتها الواسعة للعالم. و هذا هو الهدف من روايتي - أن أخترع هذه المهابة، و هذه الرؤية بكل تعقيداتها". و كتب خامنئي في تويتير:" قرأت الكثير عن ثورة أكتوبر. و الدون الهادئ لشولوخوف عمل طيب، و لكن درب الآلام لتولستوي أفضل في وصف الوضعية الثورية". و في العمل المشهور الذي يعرف للقراء بالإنكليزية بعنوان " و الدون ينساب هادئا"، ملحمة شولوخوف، تصوير للحياة في قرية قوزاقية، و هذه هي موجبات منحه نوبل. و ذكرت لجنة نوبل في حفل منحه الجائزة إن العمل " يتضمن قوة و تماسكا فنيا و بهما، كانت أسطورة الدون، قد خلعت المعيار الذي أضفى على المشاهد التاريخية التعبير المناسب الذي أعاد الاعتبار لحياة الشعب الروسي".
و يقول الصحفي دانييل كالدير، كاتب نشر في الغارديان سلسلة مقالات عن الدكتاتوريات و الأدب، عن هذين الروائيين" هما اختيار مختلف عليه و لافت للانتباه، و لا سيما ألكسي تولستوي".
يقول كالدير:" كلا شولوخوف و تولستوي من أنصار النظام، و لكن شولوخوف معروف دوليا، و حاز على نوبل، و لذلك كلنا سمعنا به ككاتب من طبقة راقية. أما ألكسي تولستوي فهو شخصية خلافية. لقد كان على الجانب " الخاطئ" ، من أعداء البلاشفة، و هاجر، ثم عاد أدراجه". كان مهنيا و ماهرا جدا حينما قدم للنظام ما أراده النظام و فعل ذلك في فترة الاضطهاد الستاليني. و كان قادرا على التأقلم، و هكذا تبدو نصوصه أيضا".
و وصف كالدير درب الآلام أنها " مقروءة". و قال:" يعتقد الناس أن الكتب السوفييتية بروباغاندا و لكن درب الآلام بالتأكيد عمل شيق. تقلب صفحاته بسرعة. و تدور أجواء الرواية حول سخونة الثورة في سانت بطرسبورغ. حيث تلاحظ خراب العالم القديم، و فيها تتأقلم أختان مع العالم الجديد. إنها ميلودراما ملتهبة- كل شيء يحتاج لطلب رقم الطوارئ ١١ في الدراما و العواطف".
و المؤلف، و الذي يكتب حاليا كتابا يدرس فيه الأدب الخاص بزعماء الدكتاتوريات، قال إنه بمقدوره أن " يرى لماذا أن آية الله و هو شاهد على حطام مجتمع و استبداله بغيره، يعتقد أن الثلاثية جذابة".
و لكن المفاجأة غير المتوقعة وراء اختياره يجعله يبدو عملا خياليا. و يضيف" هذا سيساعد على تداول الرواية في إيران. و لكن المهم في المسألة أن النظام الثيوقراطي لم يعترض على هذه المؤلفات، مع أنها مكتوبة بيد كتاب ملحدين و ماركسيين. كان بمقدور النظام التغاضي عن ذلك و الاهتمام بقيمتها الثورية".
و بالنسبة لكاثي ماكين من القلم الدولي توجد هنا سخرية مرة، و تقول: إن خامنئي يقدم نفسه كقارئ متحمس، و الرئيس روحاني قطع على نفسه عهودا لحماية و تحفيز حرية التعبير، لكن الإدارة الجديدة لم تفعل شيئا ملموسا لتحسين هذه الناحية حتى هذه اللحظة".
و تابعت تقول:"و مع أن بعض العلامات " التجميلية" قد صدرت، لا تزال دستة من الناس وراء القضبان، و الاعتقالات مستمرة. و الكتاب يواجهون الإدانة و يهربون من إيران بأعداد فائقة، و تتواصل التقارير في الكلام عن المضايقات التي ترتكبها السلطة ضد من بقي في البلاد من أقارب الفارين". و في ضوء ذلك تبدو تويترات خامنئي إهانة للقراء و الكتاب في إيران.
أليسون فلود: صحافية بريطانية.
الترجمة عن الغارديان. ٢٧ شباط ٢٠٠٧.
08-أيار-2021
مقتطفات من : كافكا في المحاكمة الأخرى بقلم : إلياس كانيتي ترجمة : |
17-نيسان-2021 |
03-تشرين الأول-2020 | |
12-أيلول-2020 | |
22-آب-2020 | |
20-حزيران-2020 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |