نافذتان وباب 3/ 3
خاص ألف
2015-03-10
*باب
***
ليس ككل باب...
ليس هو ذاته الذي تفتحهُ كي تخرجَ منه إلى عملكَ أو إلى موعدكَ مع الفتاة التي لن تأتي بذريعةِ الأنفلونزا أو .. بذريعةِ فستانها المبلل على حبل الغسيل..
فستانها الذي اشترته خصّيصاً لترتديه حين تذهبُ للقائكَ ..!
ليس ككل باب ...
لخزانتها.. أبوابٌ أربعة ؛
في داخلها ثيابٌ تليق بالمواعيد الصيفية فقط ...!
ليس هو ذاته الذي تدلفُ منه إلى الكافيتريا القريبة من مكان الموعد بعد أن تسأمَ من انتظاركَ إياها وأنتَ توبّخُ الشحاذَ المحتالَ الذي أعطيته النقودَ مرتين...!
وليس هو أيضاً باب الـ"مراحيض" الذي تعبره مُسرعاً بعد 5 دقائق من جلوسكَ في الكافيتريا كي تمسحَ أمام المرايا المستديرةِ ملامحَ وجهكَ التي كانت تعتريكَ بعد خسرانكَ رهانَ قدومها وانتظارك الرتيب مع العطر الفضولي .. وحذائكَ البرّاق لأوّل مرة ..!
ليس ككل باب ...
فلنفرض إذن أنكَ الآن خرجتَ من باب الكافيتريا متجهاً نحو أي مكان تجهله ..
في ذات المكان أبواب تجهلها ..
أناسٌ يخرجون منها أحياءً ويعودون بتوابيتَ على مقاساتهم في بداية الأمر ...
أو يدخلون أمواتاً كي يسجّوا في غرف نومهم لساعة أو ساعتين قبل التأبين ...!
والبابُ ذاته ............. الذي كانوا يخرجون منه مع الأصدقاء إلى المطاعم والحفلات والزيارات ... ها هم يخرجون منه الآن لزيارة الموتى زيارةً سرمدية ....!
هو ذاته ...
الذي يخرج منه الجنرالات بعدما يتلقون أوامر الحرب ... أوامرَ إبادة المدن !
هو ذاته ...
الذي يخرج منه الأطفال والعاشقات إلى الوردةِ والنبع ...!
هو ذاته ..
الذي .... دخلَ منه القناصُ ليجلس وراء النافذة الثانية التي أهدت الرجل العابر .. موتاً ناقصاً في منتصف الطريق !
هو ذاته ...
الذي كان في أسفل بناء النافذة الأولى .. البناء الذي تراكمَ فوق سكانه .. فوق بركة المطر والعصافير والأطفال .... والعاشقة .. والجار والجارة ...............!
هو ذاته ... ليس ككل الأبواب ...
بل هو كل الأبواب ...
لربما .. هو الذي ستفتحهُ وتمضي حيث تشاء بعد أنْ تنتهي من قراءة هذا الباب !
08-أيار-2021
15-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
06-آذار-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |