نقد / قراءة في مجموعة لاءات الصدى
2006-07-01
خاص ألف
"لاءات الصدى" لشاعر ما بعد الحداثة حسين شيبان وأوسكار أسوأ مجموعة شعرية
مجموعة "لاءات الصدى" لكاتبها حسين شيبان ـ وليس صدام حسين ـ صدرت في آذار هذا العام 2006, وهي المجموعة الخامسة للشاعر ـ على ذمته ـ ما يفترض أنها تحمل الصفات الثانوية للبلوغ الشعري الذي يجب أن يكون قد وصل إليه الشاعر خاصة إذا ما كان يفكر بنشر أعماله الكاملة قريباً.
ما بعد الحداثة:
لعل أسوأ تعريف للشعر هو (كلام موزون مقفى) وإذا كان شعراء الحداثة كالسياب ونازك الملائكة قد تخلوا عن القافية جزئياً ليبقى الكلام الموزون؛ فإن شعراء ما بعد الحداثة مثل حسين شيبان فلقد تخلوا عن الوزن ليبقى الكلام المقفى (فليعلم/ هذا الوجه/ الظريف/ النظيف/ الخفيف/ أني قد/ قُـتلت/ لا أعلم متى/ وأين/ وكيف) هكذا ص 91-92, ولننتبه إلى أن كلمة (كيف) يجب أن تُـقرأ مكسورة الكاف من أجل الضرورة الشعرية.
ولا تكتفي ما بعد الحداثة بتحطيم الوزن؛ بل تحطم كل شيء: تحطم مثلاُ الأقوال المأثورة (ماذا يريدون/ من نبضات قلبي/ ماذا يريدون/ مني بعدْ..؟/ ماذا يريدون/ من النرجس/ وقد أجّـلت عمل اليوم إلى الغدْ..) شيئاً من الود ص28، علينا أن نعرف أن الخطأ النحوي في عنوان القصيدة السابقة مقصود, وهذه القصدية من صفات ما بعد الحداثة المتجلية في المجموعة؛ إذ لا يعقل أن يكون الشاعر خطّاء نحوياً وإن حطّم النحو أكثر من مرّة (حين/ أصرخ/إسـمكِ / يجيبني/ الصدى/ لا/ لا/ لا) صدى ص65, لا حاجة لحروف الجر لأننا أمام لاءات حسين شيبان وليس لاءات شارون. (أنا جداً أحسدك/ لأنك/ حين/ تنظرينكِ/ في المرآة/ كل صباح/ لا تعشقينكِ..؟!) حسد ص71, كوكتيل ضمائر متصلة من كافتيريا ما بعد الحداثة.
إن شعر ما بعد الحداثة يهتم بكل الدقائق والتفاصيل؛ فالشاعر حسين شيبان لا يبدأ سطره الشعري من بداية الصفحة وإنما من وسطها, وليس لهذا علاقة بالتوسيط الذي يمارس في برنامج Word أثناء الكتابة على الكومبيوتر. كذلك كثيراً ما يكتفي بمفردة واحدة في سطره الشعري وهذا له علاقة وثيقة بالتوتر الشعري الذي يسبق مخاض القصيدة. لذلك أعتقد ـ ومن خلال متابعتي لهذه التجربة الشعرية المهمة ـ أن المجموعة الشعرية القادمة ستبدأ أسطرها من يسار الصفحة وبمعدل حرف واحد في كل سطر. ولا يمكننا أن نغفل عن الصفحتين البيضاوين تماماً (79-87) حيث يشير الفهرس إلى وجود قصيدتين مكانهما (سؤال, ذئب) بالطبع هذا ليس خطأ مطبعياً وإنما أحد التجليات الصوفية لما بعد الحداثة, ولو أن الشاعر ترك مجموعته كاملة بيضاء لكنا استفدنا منها في تدوين أرقام الهواتف؛ إلا أن (لـو) تفتح عمل الشيطان.
النشر تورز:
المجموعة منشورة من قبل إحدى شركات النقل الخاصة وهذه بادرة جميلة فيما لو كانت المجموعة تستحق النشر خاصة إذا علمنا أن حجمها مئة صفحة من القطع المتوسط والورق الصقيل, ملونة الغلافين, لكل قصيدة رسم انتقاه (الفنان نضال محمد) على الأغلب من فلاشات كمبيوتره الشخصي, ولكل قصيدة إهداء ( إلى الأخ الطيب.. ـ إلى الرشيق.. ـ إلى الدلوعة.. ـ إلى الظريف.. ـ إلى الفنان.. ـ إلى الطيبة.. ـ إلى العزيزة.. ـ إلى المهندس.. ـ إلى المبدع............).
"كان" حسين شيبان:
في بطاقته التعريفية على الغلاف الأخير يدّعي المُـعرّف أن الشاعر الذي يمارس التمثيل أيضاً (حصل على جائزة ثاني ممثل في مهرجان كان عن فيلم باب المقام للمخرج محمد ملص) أعتقد أن هذه من أكبر الكذبات في تاريخ التمثيل العربي, ولإثباتها سأعتمد على قاعدة أن (الله لم يُر لكنه بالعقل عُـرف).
أولاً: نقّبتُ في صفحات الإنترنت عن كل ما كُـتب عن "حسين شيبان" و "فيلم باب المقام" فلم أحصل إلا على مقالة واحدة عدّدت أسماء بعض ممثلي الفيلم وكان آخرهم "حسين سليمان"؟؟
ثانياً: إعلامنا المحلي بكل ضعفه وعجزه أقام الدنيا ولم يقعدها منذ أكثر من عشرة أعوام عندما حصل الفنان نعيم حمدي على جائزة كورية في مسابقة ربما لم يشارك بها أحد سواه؛ فكيف لم يفعل ذلك والمسابقة هنا "كان".
ثالثاً: حاولت الاتصال بالمخرج محمد ملص إلا أنني لم أُوفّق, وها أنذا أدعوه ليثبت لنا أو ينفي هذه الجائزة التي لا أشبّـهها إلا بجائزة منظمة نساء المستقبل التي لم يعلم بها غلا جمانة حداد الشاعرة أيضاً.
على أية حال هنالك في السينما العالمية مسابقات تمنح جوائزها السنوية لأسوأ فيلم, أسوأ ممثل, أسوأ ممثلة. وهذه دعوة مفتوحة للمؤسسات الثقافية في الوطن العربي كي تنشئ مسابقة لأسوأ مجموعة شعرية, وأعتقد أن مجموعة "لاءات الصدى" تستحق الأوسكار هذا العام 2006
08-أيار-2021
24-أيار-2008 | |
15-حزيران-2007 | |
01-تشرين الثاني-2006 | |
01-تموز-2006 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |