سَلميّة .. أربعةُ أكوانٍ وإلهٌ خائب وكلب
خاص ألف
2015-04-13
إلى شهداء غدر المساحات الخضراء:
(حسان الحركة ـ عزام صليبي ــ علي الجرف ــ محمد فطوم )
***
بين الأحجار إيّـاها...
بين شجرتين وصوتٍ موحشٍ مرّ هكذا !
موحشٌ
موحشٌ هذا الطريق ....!
على جانب وردة ....... في دغلٍ هادئ من الانتباهِ وواسعٍ كالحزن هذا؛
مشدوداً خدُّكَ إلى الترابِ ... تشمّ آخرَ نفسٍ
في رئتيكَ ... من الحياة بين (الوطن) والمنفى !
هناك... وأيضاً الشمسُ كانت
ـــ حاضرةً .. ضريرةً !
كانوا؛
قتلى ...
لستم قتلى ...!
أنتم ... ترسمون المشهدَ كي يتذكّرَ الحالمون معنى الحياة ..!
.. والقتلةُ الذين كانوا معكم، من ستفنيَهم أصواتكم
وتلاحقهم إلى وسائدهم
سيقبلون أحذيتكم كي تأمروا الأنهارَ أن تمحو ملامحهم في المرايا ...!
لستم قتلى ...
/
بعد قليلين سوف ينهضُ "علي" وينفضُ الترابَ عن جثّتهِ
ويكتبُ قصيدةً مستعجلة لحبيبتهِ بحبرِ أحمرَ .. ويرسلها مع الصدى !
في السطر الثالث من القصيدة و " أقصدُ الانتظار"
:
ــ حبيبتي .. أنا لم أمتْ !
قلبي الآن يغازلُ الأشجارَ التي حولي .. لأنها أنثى
.. مثلكِ
وعيناي تشيران إلى جبالِ "البلعاس" وقريتنا الغافية على ضحكات العائدين من الأهازيج!
.. حبيبتي .. أنا لم أمتْ !
لاتصدّقي نشراتِ الأخبار ومرتادي التأبين
وحتى أخي
وساحات سلميّة الباكية...!
ولكي تتأكّدي .. افتحي النافذة وانظري إلى نهاية الوطن..
أنا هناااااااااااك ..
ـ ألم تري شاهدةَ قبرٍ مكتوبٌ عليها غير اسمي ؟!
لستُ أنا إذن ..!
تجهّزي لمساءِ الغد .. سوف نذهبُ إلى الضحكات التي تتشابكُ في قلوب الأطفال والموتى الذين يغارون مني !
سوف نذهبُ إلى جيراننا .. نزورهم؛ جاراً وجارةً قتيلة وأطفالها...
ونُبحرُ في مسائنا بعدها وحدنا ....... كي لا نتأخّر عن الوردة..
وأنتِ يا أمي ...
لا تصدّقي أيضاً ... أنا لم أمتْ ..!
كنتُ أهربُ من الحياةِ إلى رحمكِ ..
إلى مرآتكِ وأنتِ تضفّرين شعركِ الرطبَ بأصابعكِ النحيلة أمام الله !
لا تقلقي يا أمي ... غداً بعد أن أنتهي من زيارة الجميع
وبعد أن أنقرَ ذكرياتي كديكٍ ينتظرُ الفجرَ
سأختمُ القافية بكِ !
أنتِ القافيةُ يا أمي ....
أنا لم أمتْ ... أنا .................!
هنالكَ يا أمي خطأٌ في ترجمة المشهد !
***
(2)
ماذا كنتَ تريد ؟!
وتشيرُ بذراعكَ اليسرى إلى السماءِ ...!!
كأنّكَ تقول لله " أنتَ القاتلُ "!
ـ أنتَ ....... الذي وزّعتَ لنا الدروبَ
وقد مضينا ..!
أنتَ .. الذي قضمتَ دمي !
(3)
ماذا كنتَ تريد ...؟!
تلتفتُ إلى الشمالِ ... الشمالُ الذي يشيرُ إلى القاتلِ
ودمُكَ يُصيخُ النظرَ إلى ظلّهِ .. ومكان وقوفهِ !
ويدُكَ فوق سُرَّتِكَ.. "مكان" حبّلكِ السّريِ ...
كأنّكَ تقول لله " أنتَ القاتلُ"
ـ أنتَ الذي وزّعتَ لنا الدروبَ
وقد مضينا
أنتَ الذي أزحتَ الحجرَ ــ الوسادة ــ تحتَ رأسي
ووضعتها تحت ظلِّ جثّتي
أيضاً.. حذو ذراعي اليسرى !
(4 )
ماذا كنتَ تريد ...؟!
غافياً ...
غافياً بسريركَ ........
ساقكَ (اليسرى) ... تُغطّي خطواتكَ
فوقها تماماً ...
فوق ساقكِ الأخرى ..... الخطواتُ ذاتها التي كنتَ تحرّضها على متابعةِ
المسير في المجهول
ذاتها توقّفتِ الآن هنا ....!
أنتَ كذلكَ ..
تعرف ما معنى المجهول !
ويدُكَ اليسرى على قلبكَ ... تُطمئنه بأصابع مثنية ...!
أعرفُ أنّ في كفّكَ حفنةٌ من ذكرياتكَ ..
أعرفْ ..
ولذلكَ أخفيتَ حياتكَ هنااااااااااك في قلبكَ !.
............ وكفّكَ الأخرى أيضاً
قد أطبقتَ أصابعها كما أطبقتَ جفونكَ على حُلمٍ لن يعودَ ...
أنتَ تعرفُ هذا
أكثرَ مني !!
ــ انظر ... بعينيكَ المندهشتين
انظر إلى الزهور الصفراء التي حولكْ !
في حُجْركْ ..
ولا تنسَ الحَجرَ ــ بين زهرتين ــ هو لكْ..
خُلقَ في هذا الدغلِ لكْ ...
منذ الكون الخامس بعدكمُ .... ينتظركْ !
التقطهُ بكفّكَ .......
وشجَّ بهِ وجه الخليقة و.........كأنّكَ تقول لله " أنتَ القاتلُ"
ـ أنتَ الذي وزّعتَ لنا الدروبَ
وقد مضينا
.................
أنتَ الذي تركتَ هذا الحجرَ
وهذي الزهورَ
كي أضعَ ساقاً فوق ساق
وأحلمُ
بعدمكَ والكون ..
08-أيار-2021
15-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
06-آذار-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |