من المنفى.. إلى حمص إلى منفى الروح !!
خاص ألف
2015-04-15
إلى سحبان سواح
"أنتَ تسير ... تعدو، تنساب؛
.
.
للنهرِ روافدْ.. توزّعُ روحكَ في كل الاتجاهات!
حالماً
في مصبّكَ الأخير، تتفرّس خريطة مجراكَ بلا مبالاة ..!
يكفي أنّكَ سقيتَ وردةً كانت لعاشقةٍ في المجهولِ
كادت تذبل"..
***
المنفى الأول:
من رحمِّ التيهِ بدأتَ ... "عنوانُ الرحمِ .. غموضُ "!
وتبكي ...! ويقالُ أنّ بكاءكَ خطوةْ ..من دربِ العمرِ ..
لابدّ تتقن دمعكَ .. تتعلّمه منذ الصرخات الأولى .. هذا دمعُكَ في عينيكَ المغمضتين
أينَ يصبُ؟!
(الطفلُ لحظةَ ولادتهِ يسقي قلبه من دمعهِ.. يبكي إلى الداخل..!
كيلا يظمأ فرحاً قطعاً !
يدرّبهُ ..
يمنحهُ دمعاً طاهرْ.. أطهرَ من أنهارِ الخالق) ..
................... المنفى الأول وبين كفوفِ نساءٍ تتقلّب .. لا تدري مَن أمّكَ !
تلكَ .. بل تلكَ ... بل هذي .. !
وصراخُكَ زقزقةُ حزنٍ آنٍ .........تُثْمِلُ أجواءَ الدنيا في قلبِ أبيكَ !
ولا يدرون أنّكَ تحاولُ أن تنطقْ !
لتقول..." أينَ مفتاح المنزل؟ ........ أين تركتموه حين كبرتُ !؟
عدتُ
ولم أجدكمْ .... منهكْ .. كنتُ أجري هرباً من حبٍ يتبعني كالظلِ !
ولا أحد هنا ...!
أين مفتاحُ المنزل؟
أدركني حبٌ عابر وأرداني أمام البابِ
ولم أدخل .. لم أتمدّد في الحجرة .. لم أرَ صورَ أمي على الحائط ولا
رائحة الغار بين ملابسنا !!
لم أقوَ على هذا الحب.. فأرداني ........ الحبُ منفىً
الحبُ جريمة وليس المجرم !
و لستَ نبياً في المهدِ كي أقصَّ عليكم هذا !
.................... أعيدوني إلى المنفى .... إلى رحمِ أمي
ــ الرحمُ منفى .. أمي منفى
وأنا أرفضُ وطني بكل حدائقه ............... أريد اللجوء .. أريد اللجوء حتى العدم .
***
المنفى الثاني :
حمص ...وأذكرُ ........ على بُعدِ أمتارٍ عن بابِ منزلنا
لنا جارةٌ قد مات ابنها بداءِ الحنين...
مرةً..
سرجتُ قلبي الحرونَ إليها ...!
وكبرتُ عشرين التفاتةً .. ثم ثلاثين .. ثمّ
لم يعد هنالك شيءٌ ورائي أنظرُ إليه !.................. قلبي؛
هناااااااااك .. إلى الآن لمّا يزل يصهل ويحمّحمُ
يشتاق فارسه .. طفلاً يمشي في الظهيرة ويداه وراء ظهرهِ .. يركلُ الحصى بمقدّمةِ حذائهِ
ويدمّدمُ لله أموراً لا يفقهها الأنبياء !
........ وأذكرُ أنّي لجأتُ إلى المنفى .. وما أجمل العدم في رحمِ أمي !
.... صوتُ رائحةِ الصباحِ في منزلنا وراء النوافذ !
أصواتُ الباعة المتجولين على ظهورهم أكياس قماشية، فيها كلّ أحلام الأطفال وتوبيخِ أمهاتهم اللزج!...وفي الحيّ الآخرِ أيضاً .. كان يقفُ شاحذُ السكاكين الصدئة .. محرّكاً ساقه على العجلةِ النهمةِ لصقلِ النصول التي تشتهي قلبي كما الحياة !
وأيضاً .. أذكرُ الفتاةَ التي تضفّر شعرَها بأصابع أمّها الضريرة أمام المرآة المغبرة !
وأذكرُ رائحةَ شعرها في رئتيّ صديقي !
حمص ...... كل هذا الخراب الجميل في الطفولة ..
ليس خرابكِ الآن!
لا لنوافذكِ التي تعطي العشاقَ رصاصاً بدلاً عن الأغاني!
لا لشرفاتكِ التي تطلّ على الجثثِ بدلاً عن ضُحيكات الورود والندى على شفاه العشب!
لا لطرقاتكِ التي توصلُ إلى المقابرِ بدلاً عن السهرات المسائية والأذرع المحيطة بخصور العاشقات !
... لا لأرصفتكِ المرصوفة فوق الجثثِ بدلاً عن أسرار العاشقين ووشّوشات الصبايا المنصرفات من الحبِ توّاً!
لا ... لعمود الكهرباء الذي ألصقت عليه نعوات الأصدقاء بدلاً عن ضوئه المسلط فوق رسائل المراهقين في الليل!
لا للدكاكين التي تبيع الرصاصَ ومواعيد القتلِ الصباحية قبل انصراف الديك .. بدلاً عن بيعِ العلّكة للأحزاب المقاومة والأنظمة العربية !
...............
حمص ........... وأذكرُ أنّي لجأتُ إلى المنفى .. وما أجمل العدم في رحمِ أمي !
***
المنفى الثالث :
وإن فاضَ النهرُ بالغرقِ ...
.......... للعاشقة التي نامت وفي مرآتها وردةٌ لوسادتها الحالمة؛
ـ ستبقى الروافدُ
ـ سيبقى المصبُّ لعاشقٍ غيري ينسابُ
............... لن أبالي إن أضاعَ الخالقُ خريطة انتباههِ !
حمص ... مازال قلبي مسروجاً إلى جمرة !
08-أيار-2021
15-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
06-آذار-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |