القتل في الثورة السورية: مخطط النظام لوأد المجتمع ! 3/1
خاص ألف
2015-05-03
*الشباب أنموذجاً
تعاطى النظام السوري منذ بداية الثورة السورية بهمجية وبربرية لم يسبق لها نظير في التاريخ المعاصر على الإطلاق في التعامل مع المحتجين الذين خرجوا للمطالبة بحقوقهم التي شرّعها القانون الدولي الذي أغفلت معظم بنوده في سورية لتمرير المصالح الدولية على حساب مئات الألوف من الضحايا.
وكان تركيز النظام على استهداف القوى الفعالة في الثورة ــ الطاقة الشبابية ــ كونهم العامل المؤثر في المجتمع السوري وخاصةً في المظاهرات السلمية التي احتشدت ضده في كافة المحافظات السورية.
تشير دراسة وضعها أخصائيو بيانات في الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بتاريخ13 حزيران 2013 إلى أنّ عمليات القتل تتواصل بشكل مخيف وبنسب مرتفعة لتسجل شهرياً 5000 حالة قتل موثقة بما في ذلك حالات قتل جديدة مجموعها أدنى بقليل من 000 27 حدثت منذ 1 كانون الأول/ ديسمبر.ووفقاً لما تشير إليه الدراسة أن هذا الرقم حد أدنى لعدد الضحايا. ومن المحتمل أن يكون العدد الفعلي للذين قُتلوا أكبر بكثير من هذه الأرقام.
أعداد القتلى الذين قضوا بآلة النظام العسكرية وعلى أيدي مليشياته وفي الفروع الأمنية والسجون كما أشارت تقارير لجان حقوقية وناشطون ومراكز توثيق مدنية في الداخل السوري، لم تندرج ضمن الدراسات التي توضع من قبل المفوضية السامية لحقوق الإنسان.. وفي تصريح مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان "نافي بيلاي" أن عدد الضحايا الحقيقي يتجاوز بكثير الأرقام المسجّلة لديهم، مؤكدة ما تضمّنته الدراسة.
وقد نشرت تقارير عن هذه الدراسة في بعض الصحف والقنوات الغربية والعربية، تؤكد النسبة التي تم توثيقها، وتقدر بنحو 6،82 % من الضحايا هم من الذكور، وتبلغ نسبة الإناث 6،7 % من هؤلاء الضحايا. بينما جنس الضحية غير محدد في 9،8 % من الحالات.
دور الشباب في الثورة السورية:
تختلف طموحات الشباب وأهدافهم بين المجتمعات على حسب الفئة العمرية والثقافة والبيئة التي ترعرعوا فيها؛ ومما لا شكّ فيه أن المسألة المادية تلعب دوراً رئيساً في توجيه الشباب ودفعهم أو تقويض طموحاتهم.. فالذين تتراوح أعمارهم بين 19 إلى 35 سنة هم العمود الفقري في نظر المجتمع، وهم من ينظرون إلى أنفسهم على أنّهم الطاقة التي تحرّك الأسرة، وبالتالي ينطلق المجتمع من هنا.
عاش الشباب في سورية على الآمال والأحلام بتكوين أنفسهم بسبب احتكار النظام وأزلامه الاقتصاد السوري ومقدرات البلد وتهميش أهم فئة في المجتمع وإضعافها بعدم تأمين فرص العمل المناسبة أو وضع مشاريع تنموية تنهض بالمجتمع الشاب وتزيد من طاقاته في بلد يمتلك أهم المقدرات الاقتصادية في الوطن العربي. وهذا عاملٌ أساسي في ازدياد سخط الشباب على النظام وجعلهم يقفون في وجهه عندما جاءت الفرصة المناسبة.
لم يتوان النظام وعناصره بتصعيد آلة القتل التي حصدت عشرات الآلاف من الشباب ضارباً بعرض الحائط كل القوانين والروادع الأخلاقية والإنسانية. وكما يرى النظام أن استهداف الشباب قد يؤدي إلى إضعاف الثورة وتفكيكها كونهم من قام بقيادتها لتصل إلى كافة المحافظات من خلال التنسيقيات التي أنهكت النظام وتركيبته. فالشباب هم من يقومون بتجهيز اللافتات ويدعون للتظاهر السلمي ولهم دور أساسي في فضح أعمال النظام بواسطة العمل الإعلامي داخل الثورة الذي كان عاملاً هاماً في تصعيد جنون النظام اتجاههم. فهذه الفئة من المجتمع السوري وجّهت صفعة قوية لأجهزة مخابرات النظام التي ترى أن القيود الفولاذية التي وضعتها خلال 40 سنة على الشعب السوري قد كسرها الشباب دون خوف وتردد، واقفين أمام البندقية والدبابة بشعاراتهم وأغانيهم يهتفون للحرية.
الاعتقالات العشوائية المستمرة والممنهجة التي طالت آلاف الشباب كان لها دور خطير في تغييبهم عن الحراك الثوري السلمي مما أحدث هوة واسعة في الثورة السورية حولت مسارها إلى الحراك المسلح الذي كان النظام يسعى إليه منذ البداية لسحق الثورة بذريعة محاربة المخربين والإرهابيين. "الحراك المسلح كما يعرف الجميع أنه جاء للدفاع عن النفس نتيجة جرائم النظام الشنيعة بحق الشعب السوري".
فأغلب الشباب الذين اعتقلهم النظام تمّ تصفيتهم في الأفرع الأمنية والسجون تخوفاً من إطلاق سراحهم وعودتهم إلى الحراك الثوري لتأجيجه من جديد، هذا من جانب، والجانب الآخر بسبب وضعهم الصحي السيئ. فهنالك نسب كبيرة من حالات الاعتقال قضت تحت التعذيب أو تم إحداث عاهات مستديمة فيها، لذلك تقوم أجهزة الأمن بتصفية المعتقلين بعد تدهور حالتهم الصحية مخافة انفضاح جرائمهم وتوثيقها.
أما الشبكة السورية لحقوق الإنسان فقد أكدت في تقرير صدرَ عنها في تاريخ 27 / كانون الأول 2014 أن أعداد المعتقلين الموثّقة لديها وصلت إلى أكثر من 20 ألف معتقل ومختفٍ لدى أجهزة النظام السوري.
إن جميع ما سبق كان سبباً في هجرة الشباب السوري هرباً من ويلات القتل و الحرب و التجنيد و بحثاً عن أمل جديد في حياةٍ جديدة بعيدةً عن وطنٍ زرع فيه النظام كل أشكال اليأس .
بلغت تقديرات الأمم المتحدة لإعادة إعمار سورية أكثرمن مئتي مليار دولار لكن حتى لو كان هذا الملبلغ كافياً إلا أنه من الصعب التنبؤ بمهمة إنجاز إعادة الإعمار بشكل فوري بسبب النقص الحاد الذي أصاب فئة الذكور و خاصةً أن المجتمع السوري هو مجتمع ذكوري و لا يمكننا التحدث عن تحوله إلى مجتمع أنثوي لأن المرأة بطبيعة الأحوال هي عنصر مهمش في المجتمع و اقتصرت أعمالها في المهام الخدمية و تحت بند ما يسمى البطالة المقنعة و إن الخلل الذي أصاب هذه الفئة من الشباب الذكور بسبب همجية النظام سيؤدي إلى بطء عملية إعادة الإعمار ناهيك عن تغير جوهري في سلوكيات المجتمع كارتفاع معدل العنوسة و تعدد الزوجات إلخ ..فالمجتمع السوري بدون فئة الذكور هو مجتمع أرامل و يتامى ليس إلا .
رابط دراسة مفوضية حقوق الإنسان
http://www.ohchr.org/AR/NewsEvents/Pages/DisplayNews.aspx?NewsID=13447&LangID=A
08-أيار-2021
15-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
06-آذار-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |