حصان يدخل إلى البار / قصة: س. أشير سوند ترجمة:
صالح الرزوق
خاص ألف
2015-06-17
حصلت على هذا العمل في مكان أبيع فيه المثلجات من عربة في حديقة حيوانات أليفة. حيث الآباء يطلبون الإذن مني لالتقاط صور لي مع أبنائهم. فأرد بنهيق و صهيل وأهز رأسي الضخم المتطاول، رأس الحصان. وبعد نوبة العمل، أذهب إلى البار، وأنا بالزي الذي أرتديه، فيقول لي الساقي:" لماذا هذا الوجه الطويل؟".
فأقول له:" ها، ها"، وأومئ له ليصب لي الشراب.
وفي إحدى الأمسيات بعد العمل، دخل إلى البار راعي بقر، واحتل مقعدا بجواري. وقال إنه سيشرب أي شيء يختار الحصان أن يشربه. في البداية لم أفهم أنه يتكلم عني. أحيانا أنسى أنني حصان. نعم أنا حصان، ولكن أيضا أنا إنسان بزي حصان.
في كل حال، راعي البقر هذا كان مسرجا بجواري، وحين وصلت المشاريب، بدأ يخبرني عن تفاصيل حياته. كان يبيع في الثمانينيات ونجح في تجارته، ومع ذلك لم يتلق واجبات الاحترام. ولكنه تمكن من شراء كوخ. قال لي:" يا له من بيت مسحور وحقيقي. موقعه قرب الجبال البعيدة". سألته:" أية جبال بعيدة؟".
فقال لي:" آه لا تستعجلني يا حصاني. الجواب عند اللزوم فقط".
وتبادر لذهني، كما تشاء. لقد شاهدت مثلك في كل مكان. بمقدوري وبسهولة أن أبعدك عن المنصة وأدفعك للارتطام بدائرة الأوركسترا. وأشرت للساقي كي يحضر الفاتورة كي أعود إلى البيت وأنتهي من هذه البذة التي أضعها على جسمي حينما قال راعي البقر إنه بمقدوره أن يوصلني إلى هناك.
" إلى كوخك المسحور الموجود قبالة الجبال البعيدة؟".
أومأ برأسه. دون أن يلاحظ أنني أسخر منه.
أخبرته أن ينصرف من أمامي. ونهرته. ولكن يبدو أن هذا زاد من إصراره. مال نحوي، وقبض على الرسن، وقال إنه يرغب أن يقودني. وقال كانت هذه مشاعره منذ أول لحظة وقعت عينه علي.
وتظاهرت أنني لا أكترث له. مثلما أفعل حين يقرصني الأولاد في حديقة الحيوانات من الصدرية التي أرتديها ليروا ماذا أضع في الخرج. كنت لا أكترث. ولكنه مال علي وقال لي:" يا حصاني. فعلا ، فعلا أود أن أمتطيك".
لم أكن متيقنا ماذا يريد. ولكن هناك شيء حيال ذلك. حقا ذلك يحرك أشجاني وأسفي. قلت له:" ولكن يا راعي البقر، لم يركبني في حياتي أحد قط".
قال:" هل أنت متأكد؟".
" نعم. هذا ما حصل".
قال وهو يبتسم:" لقد وجدت قرينك. لأنني مروض لا يشق له غبار".
" ماذا يعني؟".
" يعني يجب أن أروضك. هيا. اسمع ما أقوله لك".
ربما لأنني غالبا سكران أو شيء من هذا القبيل، ولأنني أساسا أكره حياتي ولا يوجد لدي خيار أفضل من العودة إلى البيت والسقوط في النوم على كنبة أمام التلفزيون بعد أن ألتهم فطيرتي دجاج ( بصدق في بعض الليالي تصبح ثلاثة)، سمحت لراعي البقر أن يدفع الفاتورة ويقودني إلى شاحنته. وبدأت بالزحف إلى داخل السيارة حينما قال: "أخشى أنه لا بمكنك ذلك". وأشار إلى عربة في الخلف. وافقت أن يربطني بالعربة الخلفية بجوار حمار.
قدمني راعي البقر لحماره العجوز الأحمق. ومن الواضح أنه هجين عنيد حقا، أو هذا ما قاله عنه، وهو يمرر اللجام فوق رأسي ويربط العصابة الجلدية فوق عيني.
قلت له:" ما هذا؟".
قال:" إجراءات احترازية فقط".
وفي الطريق الطويل إلى الكوخ، سألت الحمار ماذا كان يفعل قبل هذا العمل. كان يمضغ شيئا في الظلام. ويمكنني سماع صوت القضم بين أسنانه بينما العربة تهتز فوق المطبات في الطريق بعدما انعطف راعي البقر وابتعد عن الأتوستراد. وحاولت مرة أخرى بقليل من الكلام و قلت:" هل الكوخ في الجبال البعيدة شيء سحري فعلا؟". داس الحمار بقدميه على حذاء تينيس أو ما شابه ذلك، وأزاحه نحو العربة، ورد بنهيق عميق، وفهمت من ذلك أنه لا يرغب بهذا الحديث، أو عن أي مكان ساحر. فهو ليس لديه كلام عن هذه الموضوعات الرتيبة.
س. أشير سوند S. Asher Sund: كاتب أمريكي. حاز على جائزة مارغوري ج. ويلسون عن قصيدته النثرية " ١٢ خطوة لمدمن مهرجان التسوق". يعيش في أوجاي بكاليفورنيا.
الترجمة من مجلة نارايتيف الأمريكية، عدد أيار ٢٠١٥.