فضاء سردي/ تداعيات على وسادة الأرق – 2 –
2008-05-31
1 - مَن تكوني.. مَن أكون..
يا أنتِ..
أنتِ جنوني..
لا أدري كيف!!
تشرق الشمس.. يصفعني النهار, يهزأ مني, يقصفني ملامة...
اهرب من ذعري ولا هروب.. لسع الصفعات, يطبع على وجهي السؤال ألف مرة:
- كيف تجرأتَ يا أنتَ..لِمَ تجاوزت؟!
انظر إلى وجهي, أرى كف النهار انطبعت على وجهي/أراكِ..
هل أنتِ السؤال؟
يأخذني الحنق على النهار.. انتعل قلبي وألوذ بالطرقات.. أراكِ تنتظرين.
هي أنتِ باكية عليَّ تنتحبين.. تستهجنين؟
- لِمَ يصفعكَ النهار يا أنتَ؟؟
وأدور في مساحات النهار, أُعلن دوت صوت, وصراخي يتردد صدى في الطرقات..
" هل رأيتم يا قوم صاحب الستين شهقة عمر, يمشي حاملا في دره بستان ورد.. "
أبقى على حالي.. اقطع ساعات النهار.. يأخذني الشوق إلى الغفوة.. أنام بضع وقت.. أصحو عند عتبة الليل.. أتعرى من عقلي .. أتحرر.. ادخل طقس الانتظار.
" عندما تأتين يبدأ على الفور جنوني..
آخذكِ مع قهوتي ريق عسل..
أرفس عقلي, انشد شرفة القلب.. فيها انتظركِ..
فهل يأخذكِ جنوني إلى الجنون؟
وهل يكون حالكِ كما أكون؟؟
هل تتعرين مثلي ولا مرايا غير مراياكِ/ مراياي..
وهل تلامسيني, فيقدح فيَّ/فيكِ شرر يعلن ميلاد قمر..
أدركيني يا نوّارة القلب.. ادركيني..
من تكوني/ من أكون
2 - أقراص الرغبة
حَجبوكِ الليلة قسرا..
مات الضوء, ولم تغيبي.. صرتِ سؤالاً يبحث فيَّ/فيكِ عنيَّ/عنكِ..
صرتِ جنون..
فجأة..
ومضتِ خطفا, برقتِ امرأة زارتني قبل حولٍ ومضت.. أيقظت فيَّ جنون, كالذي الليلة فيَّ وفيكِ..
هل كنتِها يا أنتِ؟؟
قبل أن تردي غبتِ قسرا, وأخذني قسرا جنوني.. عثتُ في أوراقيَّ المنسية في الزوايا.. صدقيني انكِ ما زلت هناكَ, تتربعينَ, على جدار القلب, ساهمةُ كما جئتِ قبل حولٍ, مشتاقة كما الشوق للماء بعد عطش بعيد..
هل جف ضرع الوقت فيكِ يا أنتِ..
على حين غرة من شوق همستِ:
- رشفتكَ يا أنتَ إلى الريق ماءً آخر..
قهقهتُ يا أنتِ:
-يا له من اسم جديد لأقراص الثلج..
رُحتِ في الخذلان, وتدثرتِ بعباءة الغناء.. ترنمتِ:
"يا أنتَ:
لا حضور يَمحو مساحة العتمة في ذاكرتي, بعدكَ.
لا زلتُ أحترف غيبتكَ..
أرتشفها كخيبةٍ
كوهمٍ..
كحلمٍ مدمج بغواية المستحيل..
كحبٍ كُتبَ عليه الاندثار.. "
اللعنة.
كيف لم أقبض على ما اعتراكِ من حالاتٍ.. لم تذوقي الماء منذ الغفوة الأولى.. ومنذها تعيشين الحيرة بين الارتواء والامتلاء, وأنا المجنون بكِ حتى عطش الجنون.. أخذتُ منكِ قرصا بحجم القبلة الأولى, سرت فيَّ دفء كالخدر.. أشعل فيكِ وهجا كالفرح..
وأتيتني عارية حتى من لحمكِ.. لا شئ منكِ إلا وردتكِ.. تسبحين في غيمةٍ من شبق..
هطلت الغيمة مطرا من كلام..
كنت أنتِ, من يلهج بالكلام..
"أخبرني
لماذا هذا القمر ينقسم إلى شطرين..
لماذا اهتز لصوت الريح القادم من ثنايا صدركَ..
لماذا أشتاق إليكَ وأغادر حُبك "
رجفة ضوء ثم غبتِ..
انتشرتِ فيَّ.. رُحت اصرخ في كل البراري.. في كل الصحاري.. صوتكِ يتردد في جنباتي:
- يا أنتَ: هل جربت دفء الجليد؟
- لم أجرب من المستحيل إلاكِ يا أنتِ
- إذن أنت لم تعرف بعد, خواص من أحب من الرجال.
- علميني ما لم أعلم يا أنتِ.
- كيف, وأنا ما زلت فيك أبحث عنكَ/ عني و..
" ألاصق أوهام عمري
ورفيف أنفاسي..
على مقربة من دمع, أعتلي عرش الخسارات.. "
وصرخت على حين غرة من شوق
- خذني قرصا على الريق يا أنتَ
أى دهشة اعترتني
أي جنون..
لا مناص من دخول التجربة.. هذا أنا أغمض عينيَّ.. هذه أنتِ امرأة في قرص.. في فمي.. أستحلبكِ مع ريقي.. صرتِ زوبعة من ريح لطيف.. صرت بهجة قرمزية.. صرت أنا الطاووسِ صرنا أنا /أنتِ
- أعرف ذلك
- ليس ما بي دفء الجليد!!
- ما الذي فيكَ اذن؟
- أنتِ.
- آه يا أنتَ.. لو تدري إنني ما زلتُ على عطش مستبد..
".. فارغة اليدين كقديسة لمدن ضائعة
اعزف لحن الضياع
كلما لاح طيفكَ في دهاليز ذاكرتي.."
فجأة داهمني خداع بالشبع.. ورقصتِ يا أنتِ خداعا في دمي.. وخداعا خاتلتني امرأة من جنون..أخذتني من نوم إلى نوم بعد نوم..
وصحوت على بقايا من حياة.. فهل ما زلتِ في دمي..
جاءني صوتك من بعيد, وكنتِ الراغبة:
" هذه خربشات لذلك المجهول في عتمة الحواس.. "
- من يكون يا أنتِ
- أنتَ.
وهجرتني إلى ضوء العتمة من جديد
هل نعود..
08-أيار-2021
14-نيسان-2018 | |
30-تموز-2015 | |
13-تشرين الأول-2012 | |
16-أيلول-2012 | |
18-نيسان-2012 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |