.. منذ بداية الأزمة ، أشعر بأن هذه الحرب تستهدفني شخصيا ..فمنذ ذلك الوقت كل جولات الشطرنج التي لعبتها خسرت بها لأنني كنت دائما في موقع الدفاع و لم استطع الهجوم يوما ...لذلك خسرت كل حروبي أبدأ نهاري بالتذمر ،التذمر من كل شيء ، التذمر من الطقس ومن الكهرباء التي لا تكاد تأتي إلا تعود وتختفي ،اتذمر من صمت أبي وسلامه الداخلي ومن إصرار أمي على الفطور والمحافظة على الصحة والسمعة الحسنة ، من اختي الدائمة الابتسام لقولها ما فائدة الحزن والألم اذا كانت الحياة ستمضي بحزنها وفرحها ولا تأبه بنا. أتذمر من ساعتي المعطلة ربما ليست معطلة ولكن كلما نظرت إليها أجدها الرابعة ظهرا بتوقيت الفراغ أتسائل من الذي أوجدني بهذا الفراغ ،أفكر بشرود ربما لأنني أحببت رجالا كثيرين و لم أستطع امتلاك قلب رجل واحد ،كلهم أحبوا اليابسة أكثر من فكرة العوم مع امرأة قد تكون متعبة .
في هذه الحرب ،كم تمنيت أن أنهي حديثاً بدأته دون حرب ،حروب على التسميات حروب على المواقف حروب على خلفيات طائفية حروب المؤامرة والتخوين المتبادل كل الأشياء أصبحت بلا لون إلا الحروب لها لون واحد وأنا مازلت أشعر بالضيق ربما لأن سريري غير مريح ووسادتي تتعب رقبتي .. جدران غرفتي مرتفعة وجفاف الأسمنت يرهق أحلامي الدائرة في سقف الغرفة أتذمر من حصاري الغير معلن ومن إقامتي الجبرية في أسرتي وفي حارتي وفي مدينتي ... أتذمر من معدتي حين تطالبني بالطعام لأنها تذكرني دائما بوزني الزائد وبأنني جائعة .. أكره أيام العطلة والرجال الجبناء وجارتنا التي تضع أزمتنا السورية في يد الله لأنه الأقدر على حلها! أتذمر من أصوات الموتى في قبورهم يصيحون "توقفوا "ولا أحد يسمعهم غيري حين أمر عن قصد كل يوم من أمامهم..لأتابع تذمري من هذه الحياة
أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...