لأجل عيون الصهيونية تواطؤ عالمي ضد السوريين..
2016-01-16
قد تبدو العودة للحديث في العلاقة التي ربطت حافظ الأسد، ومن بعده بشار الأسد بالصهيونية العالمية، ومن ثم بدولة إسرائيل، والتي ذكرتها في أكثر من مرة في افتتاحياتي هنا، أمرا غير مبرر، ولكني أجده هنا مفتاحا هاما لما سيأتي. فتلك العلاقة، فتحت للنظام السوري عبر ما يزيد عن أربعين عاما، حماية عالمية ودعما كبيرا جعله يحول سورية إلى مزرعة خاصة، ينهب منها ما يشاء، ويقتل ن شعبها من يشاء، ويعتقل من معارضيه من يشاء دون أي محاسبة من أحد. فطالما هو ملتزم بحماية إسرائيل، وقد برهن أنه ملتزم بحمايتها في حرب ال73 التي لم تكن سوى مسرحية تشارك فيها مع السادات وإسرائيل لترتيب الحدود ورسمها بشكل نهائي.
إذا ما لابد من قوله أن ارتباط الأسد بموضوع أمن إسرائيل والذي ورثه مع وراثته لحكم سورية، هو الذي يجعل الغرب وأمريكا اليوم ملزمين بحمايته والصمت عنه، ويفسر ذلك التواطؤ العالمي ضد الشعب السوري، الذي هو بالتالي تواطؤ مع الصهيونية العالمية، لإفناء السوريين وتدمير سورية، حتى لا تقوم لها قائمة لأجل بعيد. ترى ما الذي يخيف الغرب منا، من السوريين، ما لم تكن الصهيونية العالمية هي التي تحرك كالدمى قادة العالم الحر ضدنا، وتحرض الأسد ليستخدم السلاح الكيماوي ضد هذا الشعب الأعزل. أليس في قول كل من تحدث حينها عن استعمال السلاح الكيماوي وأعتبره خطا أحمر، يعني مواربة أن:
ـ استخدم يا بشار السلاح الكيماوي...
أليس الحديث عن السلاح قبل أن يذكره إعلام النظام أو يهدد به، هو تذكير للنظام ليستخدمه. ربما ما كنا لنفكر بمثل هذه الطريقة لو كان العالم الحر قد وقف ضد ما يحصل من إفناء للشعب السوري، وتجويعه وهم يتفرجون على ما يجري، دون أدنى شعور بالذنب، فالشعور بالذنب، والشعور بالأسى يكون فقط حين يتأذى صهيوني، أو تجرح أصبه الوسطى حتى ولو كان يستعملها في شؤونه الخاصة.
الشعب السوري، الجيش السوري الحر، المقاومة المسلحة السورية، مطلوب رأسها، وبما أن العالم لا يستطيع أن يوقفها، فمطلوب من بشار بعد أن أصبح نظامه اليوم مهددا أكثر من أي يوم آخر بالزوال، فليس أمامه سوى استخدام الكيماوي، بإذن مبطن من الغرب وأمريكا. فأمن إسرائيل اليوم مهدد بعد أن ظلت متنعمة بالهدوء والطمأنينة لما يزيد عن أربعين سنة في ظل حكم المجرم حافظ الأسد وابنه المجرم مصاص الدماء بشار. ولا يمكن أن تظل متنعمة بهذا الهدوء إلا حين ينهك الشعب السوري، وحين يصل إلى بر الأمان بعد القضاء على الأسد، يجب أن يستلم أرضا محروقة، ونفوسا منهكة، لا تفكر سوى ببناء البلد، وتضميد جراح الأرواح. وفي مثل هذه الحالة لا تنتبه إلى جارتها إسرائيل إلا بعد سنين طويلة.. تكون الجارة قد وجدت حلولا مناسبة.
ولأن الغرب وأمريكا غير قادرين أمام شعوبهم الوقوف ضد إرادة الشعب السوري بالمطالبة بحريته، فقد تصرفوا مع إنطلاق الثورة من خلف الكواليس، ومنحوا الأسد الإذن الملغز باستخدام السلاح الكيماوي، وهم يوحون لشعوبهم أنهم يمنعونه. لغة تحمل الوجهين، لغة تعرض شعبنا للموت.
كم هو مقرف هذا الموقف، وكم هم بائسون أولئك الذين يظهرون على الشاشات مدعين وقوفهم معنا، بينما هم يقفون مع النظام بكل بجاحة، وعدم تأنيب ضمير، هي من المرات النادرة في التاريخ الذي يباد فيه شعب والعالم كله يتفرج عليه، وحين يستطيع القيام والدفاع عن نفسه، وحين يهدد أركان النظام، وأمنيات المتفرجين عليه، حين أصبح وصوله للنصر قاب قوسين أو أدني هبت تلك الأنظمة الغربية لتذكر بأن على الأسد استخدام السلاح الكيماوي، كم هم مقرفون.
المبهج أننا سنكسب المعركة، والمبهج أنهم سيأتون إلى قادة البلاد الجدد، إلى من ستحدده صناديق الاقتراع رئيسا لسورية الجديدة، للجمهورية السورية، ليكسبوا وده من جديد، وليؤكدوا على أنهم ما كانوا يقصدون ما فعلوه.. وأن .. وأن.. والمبهج أنه لن يستقبلهم.
08-أيار-2021
08-أيار-2021 | |
17-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
27-شباط-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |