فلسفة العائد من الموت ( هكذا تحدّث جون جاك شاربونيي)
سليم الحاج قاسم
خاص ألف
2016-03-05
أنهكتني ذرائع الوجع الداخلِ منّي إليّ، العابق بأكسيد الصخرة التي تقلّني في رحلتي. لم يلح في الشفق الأسود الغريق وجه أعرفه، أو وجه يعرفني... أنا لست أنا ... و الزمن الضحل ماضٍ بي، كما كان يمضي بغيري تماما.
أنا الخارج من جسدي، إلى عالمٍ من النور اللّاسع الذي يشدّني نحوه، يؤاخي بيني و بيني، يكمّلني بالضياع ... من أنا بعد خروجي من الجحيم الضيّق كحفرة من فولاذ؟
تتبادر الأفكار متتابعة، إلى ذهني المنفصل عني، عن مخيّخي الهالك المملوء بالشِّعر، بالرماد، بالورد و القِحاب العابرة.
أنا، ابتداءٌ من الموتِ، و ٱنتحارٌ في القصب المرِّ تحت لساني... لي ما يرى الوجوديّ في كونه. لي ما يقول علنا في بريّة الزنبقة.
« إنّ جسدي لا يبدو فوق طاولة التشريح، مثلما يبدو لي
إنّني كنتُ خارجه، إنّه كان خارج وعيي ...»§
بعيدا عنّي،
أراكم، يا مجمع الزنوج الأوّلين... و أسمعكم
من هذه اللحظة البكرِ، صرتُ أشمل من كوكب نازح في المجرة
العليا،
هل كمّل الموت نقصي؟ هل ذهبتُ إلى حيث لم يكن قدوميَ منه عودة في الذهاب؟ هل سأرجع لمتون الوهم خالصا من موتي المجرّد، مثقلا بالحياة؟
سعيدا كنتُ كطفل تداعب مهدَه الريحُ، مطمئنّا كرِجْل طاولةٍ مثبتة بالسديم.
كنت راجعا حين باغتني ٱنتباهي إليّ بمكمن الظنّ – اليقينِ
كنتُ راجعا ... عندما سال دمي على فوطة الممرّضة الجميلةِ و بلّلها ...
هل ٱنتبهتْ المسكينةُ لملبسها، قدّامي في العراءْ
هل رأت بقعة الدم، دمي، على فوطتها؟
تشكل الإجابة، كان دمي أحمر
و كانت الفوطة حمراءْ.