شاعرتان من كوردستان ـ ترجمة
2006-09-04
1- دلشا يوسف/ قامشلي
أجراسُ اللقاء:
نظرتُ في عينَيكَ
حينَ كانتا تقرآنني
وتُسبِران غَورَ
الحقائق الغافية
في أعماقِ عينيَّ،
كلُّ تلكَ المتاريس
والخنادق المُقامة
لم تَحُل
دون عبور خيّالةِ أمانيك!.
أحاسيسي الغافية،
كأفعى مُسبِتة
في زمهرير الشتاء،
أيقظتَها وأنعشتَها
بأشعةِ شمسِكَ الربيعية،
المتجددةِ أبداً.
هجمَتُكَ هذه
أعتقَتني مِن
ترانيمِ الهَدهَدةِ
التي كُنتُ
أُنِيمُ بها عواطفي
إلى أجلٍ بعيد!.
اضطربَ قلبي،
وبشكلٍ غريب
اهتاجَ ثانيةً!.
أعرِفُ...
أنتَ لستَ مِنهُمُ،
أنتَ رجلٌ غير عادي...
لَم تخترق مكامِني
خِلسَةً.
سيفُكَ كان مُصْلَتاً،
وكصِنديدٍ
دقَقتَ بابَ قلبي
ودعَوتني للنِزال!.
* * * *
تركتَ ديارَكَ،
جُبتَ الوديانَ السحيقة،
قطعتَ كلَّ الميادينَ البعيدة
واجهتَ السُفوحَ والوُعورَ،
حتى وصلتَ
إلى مرافِئي.
وها أنتَ ذا،
دونَ تردُّدٍ،
تُلقي مرساةَ سفينتِكَ
في أعماقِ
بحرِ خَلَجاتي!.
حينَ نازَلتَني...
لَم أكُ غافلة،
كانَ سيفي مُستَلاًّ
وأنا بكامل جهوزيَّتي.
لَم أتقهقَر...
دعَوتُكَ إلى النِزال،
وواجَهتُكَ.
حينَ التقى سَيْفانا،
عَلا صليلُهُما
وبَرَقا،
حينَها...
كانت أجراسُ اللقاءِ أيضاً
تُقرَع
وتُبشِّر بلقاءٍ أبَديّ.
* * * *
في المُقارَعةِ...
تزدادُ عُنفُواناً
وشُموخاً،
وأنا معكَ... أيضاً!.
لو لَم تطلُبني للعِراك،
لَما رأت عينُكَ
خنادقي ومتاريسي!.
لو لَم تنحدِر
من بُرجِكَ العاجي،
لَما رأت عينُكَ
أبوابي الوَطيئة!.
لو رميتَ سيفَكَ
وركعتَ قدّامي،
لَما أحسستَ بِبَأسي!.
ولو لَم تأتِني كصديق،
لَما كنتَ لتَراني...
لَما كنتَ لتراني... أبداً!.
مَلِكُ جَمالِ العُشّاق:
المزَّةُ والشَّرابُ،
يُزهِرانِ أُمسِياتي،
كبسمةٍ في بَيداءِ أحزاني!.
عنادُ طفلةِ أحلامي،
لا خُفوتَ له.
لغةُ العينِ والقلب،
زَوبَعةُ الروح الحُبلى
بالأحاجي والماجَرِيات،
مُكابَرةُ الآلهةِ في توحُّدِها.
النَّورَسُ الذي
سلبَ صُعقُرَ أسماكِ بُحيرتي
وأقامَ عُشَّهُ
على هامةِ قلبي،
مَلِكُ العُشّاقِ... هُوَ،
دونَ استئذانٍ،
اعتلى عَرشي وإيواني!.
وحينَ غَمَستُ إصبعي
في عسَلِ حُبِّهِ،
تحوَّلت خلايايَ
إلى قَفيرٍ،
وبدأتُ أقطُرُ
رُضابَ عَسَلٍ!.
2- آخين وَلات/ كورداغ- عفرين
كُنّا... أنت وأنا:
كُنّا... أنتْ وأنا
فقط
في فوَّهةِ بُندُقيةِ الزمن،
نطلبُ السَّرمديّةَ
لبعضِنا.
فقط...
كُنا... أنت وأنا،
ومُزنة من الدموع
وبحرارةِ قلبَينا،
كنا نعلنُ نهاية الشتاء.
فقط...
كُنا... أنت وأنا،
وأمانينا تكرُّ
كسُبحةٍ في يد الزمن.
عاماً بعد آخر،
تسّاقطُ من شجرةِ الحياة
ليلةً بعد أخرى،
تخرَسُ
تطرَشُ.
الزمنُ يفرُّ مِنّا،
وقُبيلَ اكتمالِ
سيمفونية اللقاء،
كانَ يدورُ
كرَحى سوداء،
ويطحنُ فصولَنا!.
أنت وأنا... فقط
فصلانِ
غافَلا الموت.
أنتَ شتاءٌ
وأنا ربيعْ،
منكَ أنبَلِجُ
وبي تُزهِرُ الحياة.
أنت وأنا... فقط
والزمنُ شحّاذٌ شَرِيد،
يقتفي أثَرَنا...
يُجيلُ عينيهِ
في كل مكان،
طريقهُ... نهرٌ
بلا نهاية،
يطولُ...
ويتّسع!.
08-أيار-2021
01-تشرين الأول-2006 | |
04-أيلول-2006 | |
شعر / قريبا من تَكويرَةُ النَّهدَيْن، تحتَ السُّرَّةِ،، ظلك ينحنيِ-شيركو بيكه-ت |
25-نيسان-2006 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |