سلمية تحرق نفسها
خاص ألف
2016-09-24
لافتة صغيرة، بحجم الكف، حجم يدل على استحياء، وخفر، علقت في واجهة أحد محلات مدينة سلمية، المدينة المرمية في حضن البادية السورية، مدينة العناية العظمى بالعلم والفكر والثقافة، تقول اللافتة (لدينا كتب للتدفئة بسعر 25 ل. س).
إذن، سلمية تبيع كتبها!
تلك الكتب، الأقل صدقاً في "جلاء الشك والريب" ربما، وبعد واقع سلمية الراهن، صارت أصدق من السيوف في تلك المهمة.
امرأة عتيقة، عاقة للسلط، تضطر لبيع زينة عرسها، كي تدرأ نهم مغتصبها، فلا يطال أطفالها، فيموتون برداً.
لا يمكنك _ خصوصاً إن كنت "سلمونياً" _ أن تتحدث عن هذه اللافتة "الكارثة" إلا بهذه اللغة، البعيدة عن التقريرية والتحليل، فالوقائع الحارة تفرض فور تحققها ارتكاساً وجدانياً، أولياً، ثم يأتي بعده العقل، والمنطق، والتفنيد.
قبل نحو عامين، حلت كارثة أخرى بسوريا، مسرحها كان سلمية أيضاً، واختارت الحرق سبيلاً للإعلان عن نفسها، فلسفة "البوعزيزي" تطال أشجار جبل البلعاس، فتقطعها، وتبيعها، للتدفئة، وعمر كل شجرة ينيف عن ألف عام.
ألفاً من الأعوام، هاجعةً في جذع..تضيع.
أتيت إلى ألمانيا، تهريباً، وفي الطريق مكثت في أثينا، حيث "عش المهربين" ومحطتي في رحلتي، سال لعاب المهرب حين رأى أنني أحمل جوازي سفر سوريين، أحدهما منتهي الصلاحية، واستغرب رفضي مبلغ ألفٍ من الدولارات، لقاءه، وأبدى استعداده لدفع المزيد إن وافقته "بيعاً" له، وأغراني بأن عراقيين وأفغان يحتاجون وثيقةً تثبت "سوريتهم" كي يستفيدوا من تعاطف بعض الحكومات معنا، نحن السوريين.
كان الأمر بسيطاً، جواز كحلي ألقمه إياه، فيلقمني عشر وريقات خضراء زيتية من فئة مئة دولار، و "وضعيتي القانونية" لن تتأثر، فجوازي الساري المفعول وبطاقة هويتي تفيان بالغرض: اللجوء، وإن حدث وسئلت عن شرفي المباع، أقول "ضاع مني، أو سرق".
هل تبدو "خيانة" وطنية الآن، رغبتي بإرسال جواز سفري لأطفال سلمية كي يحرقوه، ويتدثروا بناره، في هذا القر العظيم؟
نادية خلوف
2016-09-27
نحن لا نستطيع سلخ جلودنا،فسورية ليست سورية الأسد هي سورية والدي، ووالدك. أمي وأمك. نحن سوريون ياحسان، ونعرف ما عنايناه، وسوف نعمل على الدّفاع عن حقوق البشر أينما كانوا. نحن سوريون فوق القومية، والطائفة، لكن من حق أطفال سلمية أن يدفأوا ، ولا شيء يعادل دفء الأطفال.. نصرة الأطفال واجب وطني، ولو شئت سوف نجمع حزمة من الجوازات نرسلها.
08-أيار-2021
05-أيلول-2020 | |
23-أيار-2020 | |
04-نيسان-2020 | |
21-أيلول-2019 | |
هكذا تكلم أبو طشت ـ الجزء 5 كورنيش الشمس لدعم النقد الأجنبي. |
14-أيلول-2019 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |