سقوط القنيطرة.. إلى الأبد
2016-11-21
مشكلتنا أننا وبحكم تعودنا على القمع والاستبداد لم نستطع الحفاظ على تلك الديمقراطية التي حصلنا عليها بعد الاستقلال عن فرنسا إذ توالى الطامعون بالحكم وصار أي ضابط طامح بالحكم يتحرك نحو الإذاعة والأركان ومراكز قوى أخرى ليعلن البيان رقم واحد، ويستلم الحكم لفترة بسيطة ليقوم ضابط آخر بتكرار المشهد نفسه، إلى أن جاء حكم البعث الذي ظل في البدايات يسير على نفس المنوال، ولكن من كان ينقلب هم البعثيّون على بعضهم بعضا، تحركهم شهوة السلطة والمال إلى أن تسلل حافظ الأسد ووصل إلى الحكم وكان مدعوما من الصهيونية وأمريكا فاستمر حكمه إلى اليوم بعد أن استلم السلطة ابنه بشار.
قد أبدو أنني أكرر أفكاري حين أعود إلى ذات الموضوع أكثر من مرة، وأقصد علاقة حافظ الأسد الأب بالصهيونية، ولكني أرى أن مثل هذا الموضوع الذي أتناوله هنا هام لأنه متعلق بمصير شعب يقتل، وغير مسموح له أن يقاتل ليمنع عن نفسه القتل. كل ذلك بتخطيط منظم وعن سابق تصميم من الماسونية والصهيونية العالمية وإسرائيل. هنا سيتبادر إلى ذهن القارئ سؤال هام ما هي طبيعة علاقة بشار حافظ الأسد بالصهيونية، ولأجيب عن هذا السؤال لابد من العودة إلى تاريخ هذا الطاغية الأب الدموي.
ولد حافظ الأسد لأب معدم في قرية القرداحة، وقبل ولادته وبعدها كانت العائلات الإقطاعية العلوية وغير العلوية هي صاحبة القرار في الريف السوري. ولم يكن يحق للفقراء التعلم والتقدم في التعليم بسبب وضعهم المادي التي يصنف تحت خط الفقر، ولكن قلة من تلك العائلات استطاعت وصمدت واقتطعت من لقمة عيشها لكي يتعلم أبناؤها ، وكانت أسرة حافظ واحدة منها. تعلم حافظ الأسد حتى أنهى تعليمه وحصل على الشهادة الثانوية وانخرط في صفوف الجيش، ولا أحد يشك في أن حافظ الأسد كان رجلا ذكيا وطموحا، ومثل هكذا شخص تصطاده الصهيونية العالمية لتحقيق مآربها في المنطقة. بالتأكيد لا أحد يستطيع تحيحد تاريخ التحاقه بركب الماسونية، ولكن ما هو مؤكد أن الماسونية كانت خلف وصوله لسدة الحكم بعد سيطرته سيطرة كاملة على حزب البعث، وتغيير توجهاته، وإبعاد من لا يقع تحت سلطته، حتى تمكن وبمساعدة مباشرة من الماسونية من السيطرة على سورية.
قدرة حافظ على الاستمرار في السلطة لم تأت من فراغ، بل من بضعة أسطر كتبها وهو وزير دفاع وأرسلها للإذاعة ليقع الخبر كالصاعقة على السوريين لقد سمعوا لتوهم أن القنيطرة قد سقطت.. في حين أنكر قادة الجيش الموجودين هناك أن القنيطرة لم تسقط وهم مازالوا أقوياء ويتصدون للصهاينة، ولكن بسبب البلبلة التي حصلت تفكك الجيش وهرب المقاتلون كل بطريقته.
تلك كانت أهم خيانة قدمها الأسد إلى إسرائيل، والتي أعطنه صك ملكية سوريا له ولأولاده من بعده وهاهو بشار مستمر بالحكم وبتنفيذ ما يؤمر به ولسوء حظ السوريين أن الأوامر كانت تدمير سوريا تدميرا كاملا على رؤوس الثوارفي الوقت الحالي.
هذه هي مشكلة الثورة السورية، تلك العلاقة المتينة بين بشار الأسد ونظامه مع إسرائيل، الذي تخلى أبوه لهم عن مرتفعات الجولان التي صارت أرضا إسرائيلية بامتياز ولا يمكن لأحد أن يجعل إسرائيل تتخلى عنها. تتخلى عنها، وهي بمحافظتها على بشار وبقائه في السلطة تضمن استمرار التنسيق بين الطرفين، لأن رحيله يعني حكومة ديمقراطية في سورية ستكون أولى مطالبها استعادة الجولان. ورغم أن إسرائيل متأكدة بأن ما ستطالب به الحكومة السورية بعد الثورة لن ينفذ لأن سورية غير قادرة على خوض معركة بمفردها ضدها ، إذ ما عاد في المنطقة دولة يمكن أن تساندها في مثل هذا الصراع وبالتالي سيطرح السؤال نفسه، ما سبب تمسك إسرائيل ب بشار الأسد، حقيقة الأمر إنها غير متمسكة به لسواد عينيه وإنما لرغبتها في تدمير الحضارة والتاريخ السوري بيده، لأنها تكره تلك الحضارة التي تثير لديها شعور بالنقص. وتدميرها يعني أن لا يبقى أثر مادي لتلك الحضارة، وهي لن تكون مسئولة أمام العالم عن ذاك التدمير لأنه تم من داخلها وهي ليست مسئولة عنه. عقدة نقص إسرائيلية يدفع الشعب السوري ثمنها من دماء أبنائه أولا ومن تاريخه المتمثل بكل ما فيه من متاحف وآثار تدل على تلك الحضارة.
أختم بالقول نحن شعب يستحق الحياة، ويستحق أكثر بكثير من حريته، يحتاج إلى استعادة كرامته ليبدع. نعم ليبدع، فالسوريون مهما تعددت أسماهم مبدعون بالفطرة.
منشورة في الهيئة السورية للإعلام
08-أيار-2021
08-أيار-2021 | |
17-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
27-شباط-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |