ترامب .. سورية إلى أين
2016-11-30
لا أحد يستطيع أن ينكر أن أمريكا دولة ديمقراطية فطريقة انتخابها لمجلس شيوخها ولمجلس نوابها ولرئيسها ولحكامها في الولايات كلها مدروسة بعناية فائقة حيث لا يرقى إليها الشك بأن العملية الانتخابية هي أعلى أشكال ديمقراطيتها .. ولكنها ديمقراطية دمية.. ليست حقيقية هي دمية ناطقة مثل تلك التي يلعب بها الأطفال الصغار، ولكن من يتمعن جيدا في ديمقراطية أمريكا يكتشف زيفها ويكتشف أنها لعبة يتبادل فيها أصحاب رؤوس الأموال الحكم بين ديمقراطيين وجمهوريين، وهما لا يختلفان من حيث النظرة العامة لبلدانهم ووسائل سيطرتهم على العالم وما إلى ذلك من أمور كبرى.. ما يختلفون عليه موضوعات صغرى.. وهذه الموضوعات الصغرى يجعلونها كبيرة بوسائل إعلامهم الداخلية الخارجية لكي يقتنع الكائن البشري الذي يعيش بعيدا عن خط سير اللعبة بأن هذه الدولة ديمقراطية حقا وبأن الحياة فيها هي الجنة التي وعد الله شعبه بها.
أمريكا تلك، مع ترامب رئيسها الجديد، والذي سينفذ ككل من سبقه من الرؤساء طلبات دولة إسرائيل التي كانت خلف ما يجري في سورية تحديدا.. وفي والعراق واليمن وليبيا لتكملة اللعبة.. والمسؤولة مباشرة عن دمارنا الداخلي والخارجي. من هذا المنطلق يجب التعامل معها.. والوقوف بوجهها.. وليس أفضل من فضح طرقها في دمار البلاد.. ومهم جدا كشف تورطها الكامل في ما يجري اليوم في المنطقة العربية في سورية خصوصا والذي لاشك يصب في مصلحتها. فهي ستستلم البلاد دون عباد وتوسع مطامعها الصهيونية.
السؤال الذي يطرح نفسه هنا، هل ترامب الذي سيتربع على سدة الرئاسة الأمريكية في مطلع العام المقبل، هو ذات ( الترامب )الذي خاض الانتخابات؟ هل ستظل أفكاره التي تبجح بها في حملته الانتخابية كما هي ؟؟؟ أجزم بأنه ما من رئيس أمريكي، حافظ على ما طرحه في حملته، فتلك الأفكار للتسويق المؤقت ودعم حملته وإيصاله إلى كرسي الرئاسة.
ولا شك أن هذا الرجل ترامب محظوظ، خصوصا فيما يتعلق بالقضية السورية، فهو بعكس سلفه سيجد الأرض ممهدة أمامه للتقدم بخطى واثقة لحل القضية السورية وإنهاء هذه المقتلة ، فهو لا شك كأي رئيس سابق أو لاحق. سينفذ رغبات دولة إسرائيل مدللة العالم عموما وأمريكا خصوصا. فإسرائيل التي كانت تطالب وإلى فترة ليست بالبعيدة بعدم الاقتراب من بشار الأسد الذي يخدم مصالحها هي اليوم لم تعد بحاجة إليه بعد أن أصبحت سورية دولة منكوبة بكل معاني النكبة خصوصا بعد تدمير عاصمتها الاقتصادية حلب. ولن تقوم لها قائمة إلا بعد زمن طويل فلربما تكون الأمور قد تغيرت والناس لم تعد هي الناس, والأفكار لم تعد هي الأفكار.
هذا يقودنا إلى أن إسرائيل لن تقف بوجه ترامب في حال أراد إنهاء حكم آل الأسد، فبشار صار ورقة محروقة لا فائدة منها، والحفاظ عليه يضر بمصلحتها. وبما أن أوروبا كاملة ضد استمرار المقتلة ومع إعطاء الشعب السوري حريته فهذا يعني أن ترامب سيكون مطلق اليد في تحقيق ذلك خصوصا أن ميزانية إعادة إعمار سورية حسب بعض المحللين يبلغ 1 مليار دولار وأعتقد أنه سيفوق هذا المبلغ بكثير.. و ترامب قبل أن يصبح رئيسا حقق ثروته من أعمال التعهدات الضخمة وحول مليونه الأول إلى مليارات وهو الوحيد المرشح لإعادة الإعمار.
وهكذا ستلتقي مصالح إسرائيل ومصالح ترامب وستنتهي الحرب في سورية وسيهرّب بشار الأسد نظرا لخدماته الجليلة إلى خارج سورية وإلى مكان مجهول. ولكن ماذا سيحل بسورية؟ هل سيسمحون لنا بتأسيس دولتنا الديمقراطية.. وأن نعيد بناء دولتنا من جديد، وإذا كان الجواب بنعم من الذي سيقوم بذلك، الائتلاف المنتهية صلاحيته والذي ما عاد باستطاعته حكم نفسه أم الأخوان المسلمون وهم القوة الوحيدة التي مازالت متماسكة وقادرة على الحركة..أم سيضعوننا تحت الوصاية ريثما نستعيد عافيتنا وقدرتنا على أن نحكم أنفسنا بأنفسنا وكم ستستمر هذه المرحلة، ومن الذي سيعيد بناء كل هذا الدمار الكبير..؟
أسئلة قابلة للنقاش والحوار
08-أيار-2021
08-أيار-2021 | |
17-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
27-شباط-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |