نظرية المؤامرة
2017-02-25
حين أتحدث في الجلسات الحميمة عن نظرية المؤامرة يواجهني أصدقائي بابتسامات ساخرة، ويتهمونني بأني مريض بشي أسمه فوبيا المؤامرة.. فأنا أرى أن كل ما يحدث لنا الآن وما حدث لنا في الماضي .. وما سيحدث لنا مستقبلا مرتبط ارتباطا وثيقا بجهات خارجية مجهولة مرتبطة بالقوى العظمى تحركنا كالدمى المتحركة بخشبات نحن معلقين بخيطانها التي تنتهي بأيديهم ..
ورغم كل تلك الابتسامات البلهاء الساخرة فأنا متأكد من تلك المؤامرة.. وأشاهد كل يوم فيلما بطله ميل جيبسون وهو بعنوان نظرية المؤامرة لأشعر بنفسي منتصرا مثل بطل الفيلم على كل أعدائي الذين يتآمرون علي وعلى الوطن ..
ليس هذا هو صلب موضوعي اليوم ، ولكنها مقدمة لأدخل قي صلب الموضوع وهو الديمقراطية ..
ففي الوقت الذي بدأ الحديث عن الديمقراطية يعلو، وأصوات المعارضة تصرخ مطالبة بها، وصارت قاب قوسين أو أدنى من التحقق إن لم يكن عندنا مباشرة ففي الدول الجارات منا .. قررت الجهات التي تراقب كل ما نفعله وتقرر عنا ما يجب أن نسير نحوه من أهداف أن تتدخل لكي ترينا وجها آخر للديمقراطية، وجها قاتما وبائسا ومخيفا .. فجعلت الإسلاميين المتشددين يفوزون بكل الانتخابات البرلمانية الديمقراطية التي حدثت في السنوات الأخيرة ، وصارت تتفرج علينا ونحن نفكر ترى ماذا سيجري لنا لو تحولنا إلى بلد ديمقراطي واستولت القوى السلفية الدينية على مقاليد الحكم ، واستمتعت بالتفرج علينا حائرين لا ندري ماذا نفعل ونحن المطالبين بالديموقراطية منذ بداية وعينا وحتى أمد قريب.
وكانوا سعداء وهم يتنصتون على نقاشاتنا الهامسة وتساؤلاتنا حول ماذا نفعل ، هل نرفض الديمقراطية التي قد تعرض علينا، أم نقبل بها حفاظا على ماء وجهنا أمام خصومنا الذين كانوا يرفضون هذه الديمقراطية ولا يجدون فيها الحل الأمثل .. ولكن .. من منا يستطيع أن تحكمه أو محاكم التفتيش الإسلامية .. والأسماء كثيرة .. واللحى المطلقة على عواهنها الغير مشذبة، والتي توحي بكم من القمل يسرح بها يكفي أن يوزع على العالم بأكمله .. والحقد في العينين يكفي أن يغرق العالم حقدا، والخطاب بلغة جاهلية إسلامية أكل الدهر عليها وشرب ، وخطاب ديني لم يتكلم به أحد حتى في أعتا أيام الدولة الإسلامية ظلما.
آخر ما ذكرنا بهذا، فوز الإسلاميين في البحرين، والطريف بالأمر أن الأمراء الحاكمين وحين شعروا بخطر فوز الإسلاميين قبل أن يفوزا، أصدروا أوامر تلغي كل المكاسب المدنية والحضارية التي حصل عليها البحرين خلال السنوات الأخيرة ، وعادوا بالبحرين إلى عصر الجهالة السعودية .. بعد أن كانت ملهى للسعوديين يأتون لينفسوا عن أنفسهم ورغباتهم هناك بمعرفة من حكامهم. لقد أرادوا أن يسبقوا الإسلاميين بإصدار تلك الأوامر من منع الخمر وإغلاق محلات اللهو وما إلى ذلك من مظاهر ديمقراطية لكي يزاودوا عليهم .. ولكي يظهروا لهم أنهم ليسوا أقل منهم رغبة في عودة الأمور إلى الجاهلية.
فوز الإسلاميين في البحرين، وسيطرة محاكم التفتيش على السلطة في الصومال والحبل على الغارب .. يجعلنا نعيد النظر في كل أحلامنا بديموقراطية تعيد لنا إنسانيتنا .. هم .. هؤلاء المجهولون الذين يتحكمون بمصائرنا، لا يريدون لنا حتى ذلك الحق البسيط، رغم أنهم يتشدقون ليل نهار برغبتهم بتحويل منطقتنا إلى منطقة ديموقراطية .
إذن لنكفر بالديموقراطية، ولنرجو من حكامنا أن يظلوا يحكموننا بدكتاتوريتهم الجميلة، بسجونهم العذبة .. بأوامرهم المستحبة، وبمدنيتهم الجميلة وبلصوصهم الذين يسرقوننا وهم يبتسمون فكل شيء أفضل من حكام جاهليين إسلاميين لا يعرفون سوى القتل والتدمير والمنع والتكفير .
أنا أعلن من هذا المنبر رفضي للديموقراطية حتى إشعار آخر
08-أيار-2021
08-أيار-2021 | |
17-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
27-شباط-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |