أيتها البلادُ القتيلة ما من كفنٍّ يتّسعُ لجثّتكِ سوى خيامنا في المنافي. أيتها البلادُ القتيلة لا أحد يرثيكِ ! نصفُ الشعراءِ ماتوا.. والنصفُ الآخرُ ينحتون بقصائدهم نوافذَ لقبورهم في الصخور ويعلّقون أثداءَ حبيباتهم على مشاجبِ الشرفات الواطئة!. أيتها البلادُ القتيلة الحقيقةُ تقضمُ قلوبنا كالتفاح أمام الله وتقطفُ وجوه أبنائنا من المرايا !. أيتها البلادُ القتيلة الموتُ يمشي في وضح النهارِ بثيابهِ البرّاقة مبتسماً لنا.. يحملُ على ظهرهِ السكاكينَ والسواطيرَ والقنابلَ والطائراتِ الجائعة ! يسجّل أسماءَ الحاضرين بدماءِ الغائبين.. ويتفقّد حتى ألعابَ الأطفال ! أيتها البلادُ القتيلة سيسّحلونَ جثّتكِ إلى البحر ! حيث تأوي أرواحنا هناك، في العمق.. بين بلادِ "الزهور" وبلاد الرصاص. ــ من يعانق جثّتكِ الباردة ؟!. من يغمضُ لكِ عينيكِ الشاخصتين ؟!. من سيضعُ وردةً بيضاءَ على قبركِ دون أن يصوّره القناصُ ؟!. من سيحكي لكِ حكايةَ الخرافِ والذئابِ وسماسرةِ "مجلس الأمن الدولي" قبل أن ندفنك؟!. أيتها البلادُ القتيلة أشقاؤكِ العرب بخير.. فهم الآن يتنافسون في مزادٍ علني على شراءِ ملابس "ماريلين مونرو" الداخلية! ومنذ أشهرِ عندما كنتِ تنزفينَ من عنقكِ، وتزحفين بجراحكِ أمام أقدامِ العالم وفوهات البنادق، اشترى أميرٌ "خليجي" بثلاثةِ ملايين "دولار" حماراً صغيراً من سلالةٍ نادرة وتصوّر معه..! لا تقلقي .. هم بخير. مادمتِ تدفعين كل الأثمان عنهم... فهم بخير. أيتها البلادُ القتيلة قبل أن نأخذكِ إلى قبركِ في أعلى التلة ونضعُ عليه الشاهدة ونسقيه بالدموع .. قولي لنا ماذا فعلتِ ، كي يقتلوكِ أيتها البلادُ الجميلة.
أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...