قصيدتان للشاعر الروسي إيفغيني إيفتوشنكو
صالح الرزوق
خاص ألف
2017-04-29
* أن تكون متأخرا
BEING LATE
ها هو شيء خطير
يبدأ.
أنا أصل لذاتي
متأخرا.
حددت موعدا
لأفكاري. الـ
أفكار
التي اختلسها الآخرون مني.
وحددت موعدا
مع فوكنر لكنهم أجبروني
على حضور
حفلة.و حددت موعدا مع
التاريخ لكن
أرملة الأعشاب
جرتني إلى السرير.
حفلات عيد الميلاد
أسوأ
من الأسلاك الشائكة.
سواء عيدي أم أعياد غيري.
وأخرتني
جراء خنزير مشوي
كأنهم يضعون باقة بقدونس
بين أنيابهم.
أفتح الطريق دائما
لحياة ليست لي على وجه الإطلاق،
كل شيء ألتهمه،
يأكلني أيضا،
وكل شيء أشربه،
يشربني كذلك.
وحددت موعدا
لنفسي
ولكنهم دعوني
لحفلة على شرف أضلااعي الاحتياطية.
أنا محاصر بباقات الزهور
من كل جوانبي
ولست مشدودا بحلقات من السلاسل،
ولكن بالفراغ الدائري لكل حلقة،
وأنا أبدو شبيها
بمختاراتمن الأصفار.
الحياة ككسورة ومتداعية
بشكل مئات من المعابر الحية،
التي تستنزفني
وتقتلني.
ولكي
أصل إألى نفسي
يجب أن أهشم جسمي
بأجساد الآخرين.
وذراتي،
وأجزائي
تدوسها
الحشود الغاضبة.
وها أنا أحاول
تجميع شظاياي،
لكن ذراعي
لا يزالان مبتورين.
سأكتب
بواسطة ساقي اليسرى،
ولكن كلاهما، اليسرى
واليمنى
انفصلتا عني
وهما تركضان
بجهتين متعاكستين.
أنا لا أعلم
أين هو جسمي؟.
ولا روحي؟
هل هي تطير حقا
دون كلمة
"وداعا"؟.
كيف يمكنني أن أخترق
المسافة البعيدة لأصل لشخص يحمل اسمي،
وينتظرني
في مكان ما يتجمد من البرد؟.
لقد نسيت
تحت أية ساعة
أنا أنتظر
نفسي.
بالنسبة لأولئك الذين لا يعلمون
من هم،
لا وجود
للزمن.
لا يوجد أحد
تحت الساعة.
وعلى الساعة
لا يوجد شيء.
لقد تأخرت على ميعادي
مع نفسي.
ولم أجد أحدا.
لا شيء هناك غير أعقاب السجائر.
وواحدة تشعل
شرارة
يتيمة
وتحتضر.
* حتى الآن أنت لا تعيدينها لي
YOU STILL HAVEN'T RETURNED
أنت حتى الآن لا تعيدي
لي كل رسائلي
وكذلك لم تلقي بها في النفايات.
ولكن تنأين بنفسك،
كأنك مكعب من الثلج، حيث كنا نعيش
مقسومين لنصفين.
أنت تنامين ببراءة،
كما لو أنك بجانبي فقط،
على مبعدة ذراع فقط،
ولكن هذه الطيات
تطحن نشاء الملاءات الشبيهة بالموت.
أنت تنأين بنفسك،
ويا له من شيء فظيع، أن هذا يحصل على دفعات صغيرة،
أغلقت نفسك
دوني كما لو أن
هذا لا يشوبه التردد.
ومن روح
لم تلفظ أنفاسها بعد.
أخذت معك كل شيء، كلا من
السنوات العديدة التي تشاركنا بها
وولدينا.
أنت تنسحبين
مثل جلد حي
ينفصل عن عظامي الحية.
وآلام الاغتراب
تجرح بلا رحمة،
وتعذب.
وعلى أضلاعنا دم ورغام
ترينه على خط الانكسار
الفاصل بين روحين،
عاشتا تقريبا معا.
آه، من تلك اللعنة المزدوجة
التي يصعب التغلب عليها في كلمة "تقريبا"!.
كيف يمكن
لكل شيء على الصليب
أو صعد على صليبه
أن يعود للحياة؟.
ببساطة،
وبمهارة،
مثل سمكة مفترسة، لا تترك غير العظام في النصف الأسفل.
الأشياء الجميلة الصغيرة، الموهوبة
لحب آخر غير متكافئ.
لكن العطايا،
معدية،
مثل الطاعون الأسود،
والحب المغدور به
يتحول لخيانة فظيعة.
وشيء ما يعوي
ويتمسك بالأولاد،
دون أن يخفي مخالبه تحت الفراء.
الحب وحش،
يعطي حتى أبناءه.
لبعض الوقت كنت أترنح في الحانة،
لأمنح أجمل سنوات حياتي،
وأتوسل بتواضع المسيحي طالبا
المغفرة.
لا تتركيني بدافع الانتقام.
هنا تعبير شائع:
المرأة، كما يقال، بلا ماض.
ولكن أنا
ماضيك.
وهذا يعني، أنه لا وجود لي هناك.
أنا أحمل مرعوبا
بقايا وأضعها على السرير المعادي.
بالنسبة لغير الموجود
من السهل أن يوجد.
يا حبيبتي،
ابعثيني من رقادي،
أنا ابنك،
فلتصنعيني،
لتصنعيني،
من كل البقايا،
أنا هيكلي العظمي.
من كيانك،
أنت
أصبحت مستقبلي، ونجمتي القصيرة الأجل والأبدية.
ربما الحب،
يأتي من لا شيء.
ولكن الإنسان ينسى كيف يعشق..
إلى الأبد...
الترجمة عن الإنكليزية من طبعة عام 1987 وبتحقيق أنتونينا بواس وألبيرت تود وإيفغيني إيفتوشنكو، منشورات ماريون بويارس. إنكلترا.