نعم . . القطارات ذاتها التي أخذت الموتى إلى البارحة استقلها موتى آخرون اليوم ! ــ لن ترى القطار إلا إذا ترجّلت عيناك إلى الطريق.. أو قبل صعودكَ ترى رحيلكَ .. / جابي التذاكر الذي وشمهُ قناصٌ في عنقهِ وهو يجمع التذاكرَ المثقوبة يتذكّر الآن حياته في قبره قبل الرحلة !. ــ الثقبُ.. يذكّره بشيء ما ... إنه يتحسّس عنقه ! . . في الدرجة الأولى قتلى فقراء ........ والموتُ مكتنزٌ.. فكل الأسماء لديه سوف تسقط.. *** لا تطرق أيها الطفلُ الشقي على زجاج النافذة...أيقظتَ الطفلةَ القتيلة حذوك !. لا تلوّح للحياةِ بكفٍّ مبتورة ... ...... مَـن في الخارج سيلحقون بكَ حتماً ! ــ كلكم أصدقاءُ في المجزرة !. القناص ..يعشقُ ضحيته يراقبهُا .. كيف تمشي يرى ابتسامتها أو تجهمه... يعرف مقاسَ فستان السهرة ! يعرف مقاسَ حذائه ! ويعدّ له خطواته التي تسبق موته ! .. ويهديها تلك الرصاصة التي لا تعرف اسمه ولا عمره .. ولا عددَ إخوته ولون عيون حبيبتهِ ..هي فقط ... تنجز المهمة !. . . الطريق طويلة إنهم عطشى ! إنهم يضجرون من السفر ومن القطارات الشاردة ورائحة الدم وشخير القتلى الآخرين !. . . الطريق طويلة جدُّ طويلة إلى الخلاص ..! *** في محطة الإستراحة التالية ــ لا توجد مقاعد ولا أكشاك لشرب الشاي وشراءِ السجائر ولا هواتفُ للاطمئنان على الأقارب والأصدقاء ...! في ذات المحطة التالية: استريحوا فوق بعضكم البعض ......... عشوائياً فأنتم في المجزرة أتقنتم ذلك فعلاً !! ولا تفعلوا شيئاً سوى احتساء المشهد والنظرات .. فكلُّ شيءٍ تأخّرَ حتى القبور.
أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...