الجنازة حامية والميت كلب
2017-07-02
الجنازة حامية والميت كلب .. مثل شعبي معروف، ولا أعتقدني محتاج لتفسيره، ولكنني أسوقه هنا بعد الضربة الأمريكية على مطار الشعيرات العسكري في سوريا، سارعت عدة دول في المنطقة إلى إعلان تأييدها للضربة التي أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنها جاءت للرد على الهجوم الكيماوي في خان شيخون، بينما تنوعت مواقف بعض الدول الأخرى بين الرفض أو التزام الصمت أو بتعليق لا يوضح الموقف.
ما يعنيني هنا أن هذه الضربة لن تضعف الأسد وعصابته، وحتى إنها لن تخدش حياءهم.. وسيستمرون بقصف المدنيين دون أي رادع. فلماذا هذا الحماس السوري؟؟؟؟
أقول بوضوح أن الشعب السوري غير واع لحقيقة ما يجري، وربما سأكرر هنا بعضا مما قلته في إفتتاحيات سابقة من أن المقصود بما يجري في سورية هو دمارها عن بكرة أبيها. ولن تسلّم لشعبها إلا أنقاضا، يمضي جيل كامل حياته في بناء ما هدمته الحرب، هذا بعد أن تسترجع لحمتها الشعبية وتجتاز أزمتها الطائفية.
ألم يتساءل أحدكم لماذا؟؟؟ أليست ال لماذا هنا ضرورية وهامة.. ألا تنسحب ال لماذا على التاريخ القديم والحديث .. أليس سؤلا جديرا بالبحث عن إجابة عنه.. لماذا كان الغزاة عبر التاريخ يستهدفونها. أقول: الإجابة بسيطة جدا.. فسورية مهد الحضارات، ومنها انبثقت أول أبجدية، وتأسست الحضارة الإنسانية ، وفيها قامت أقوى خلافة إسلامية، وقبلا تأسست حضارات وامبراطوريات.. وعلى أرضها كان الآلهة يتجولون ويعشقون ويتقاتلون. وفيها قامت امبراطوريات، سورية بنظرهم هي المدنية.. المدنية التي وصلتهم عن طريقها، وهم جميعهم حاقدون أنهم لا يملكون تاريخا يشبه تاريخها لأنه ليس في البشرية إلا بضعة مراكز حضارية اساسية وهامة سورية واحدة منها إذا لم تكن في مقدمتها. وهم لا ينتمون إلى أي منها.
لنعد إلى تاريخ تلك الدول المسماة حضارية اليوم، ماذا في تاريخها غير الدم والانتقام والحروب.. ماذا في ماضيها ما تستطيع الاعتماد عليه والفخر به أمام غيرها من الشعوب.. هو حقد قديم إذن.. حقد موروث في الجينات، ضد المنطقة وشعبها.. ورغم كل ما مرت به من ويلات وهجمات حيوانية على شكل جيوش غازية، ظلت حضارتها قائمة وأوابدها تعلم الجميع أن سورية هي أساس حضارات العالم أجمع.
ولكن لماذا الحقد اليوم صار أكبر.. لأن امبراطورية بلا تاريخ، بلا حضارة، بأوهام ديانة غير متوازنة، قائمة على القتل والدم، إلهها لم يهتم إلا بالقتل والتدمير والإيقاع بين البشر.
لماذا اليوم؟ لأن الصهيونية تريد أن تبني إمبراطوريتها، وتريد أن ترث حضارتها، تريد أن تتمثل هذه الحضارة لتكون حضارتها، دولة بلا حضارة تريد أن تحتل أرضا بحضارة لتتمثل حضارتها لتتبناها.. بالتأكيد ما أكتبه هنا سوى هذيان غاضب ولكنه مبني على حقائق.. منها أن مغامرة العقل لأولى بدأت من أرضها، وفيها تأسس الحب الأول والعشق الأول بين دوموزي وعشتار، وفيها تأسست الأبجدية، وعلى أرضها قامت المعابد والقصور وأقنية الري، وتتالت ثقافات انتشرت بين البشرية لتكون كتابها المقدس. سورية التي لولاها لكان الإنسان مجرد حيوان يمشي على قدمين.. لأن الله.. الله بجلاله يحبها.. وهم لا يحبون الله.
الصهيونية ترغب بدمارها.. إله الشر يريد دمارها.. وهذا يفسر صمت العالم المطبق عما يجري فيها. عن القتل الممنهج الذي لو حدث في اي مكان في العالم لأوقف بالقوة.. لعوقب فاعله بأقسى أنواع العقوبات. بينما في حالة سورية ثمة صمت مريب.. استمر حتى جاءت مهزلة الكميائي.. مائة وخمسون ألف شهيد لم تهز ضمير العالم.. ما هزها، ولا أقلل من أهمية الحدث، 1500 شهيد قضى عليهم الكيماوي. وماهي العقوبة ضربة محددة لا تنهي الأسد، ولا تقلل من قوته، وإنما تردعه عن استعمال الكيماوي، لماذا لأن الكيماوي يمكن أن يوجه إلى إسرائيل، وإسرائيل خط أحمر.. كما الكيماوي.. وليس من فرق بينهما.
قررت أمريكا معاقبة الأسد، بضربتين على يديه كما يفعل الأب مع ابنه حين يريد معاقبته.. يمد الابن يديه أمام أبيه خائفا فيضربه بلطف غير مؤلم على يديه مهددا له أن لا يفعلها ثانية. هذا ما ستفعله أمريكا مع بشار .. تعا حبيبي .. تعا روحي مد إيدك وخذ عقوبتك وعد للعب.. وبشار الطفل المدلل صار قتل السوريين هوايته المفضلة.. فتقول له أمريكا حبيبي اقتل شعبك؟؟ ولكن ليس بالكيماوي.
والسوريون يهللون لهذه العقوبة، وهم لا يعلمون أن هذه الضربة ستزيد من قوة الحيوان الصغير وتعطيه القدرة على مزيد من القتل.. السوريون المحاصرون من جيش بشار، والجيوش الإسلامية التي ابتدعها بشار وحسبت على قوى الثورة .. والثورة لن تقوم لها قائمة.. فقط يمكن أن ينتهي القتال بعد أن لا يبقى حجر على حجر في سورية، ولا يبقى أثر يدل على حضارتها وتاريخها بعد أن تنهب كل آثارها.. ستسلم لشعبها، فيما جارتها آمنة من إن هذا الشعب لن تقوم له قائمة إلا بعد مئات السنين. لننتظر دمار حضارة تدمر، وكل الأثار السورية وكل القلاع.. لننتظر دمار كل أثر يدل أنه كان في هذه الأرض حضارة. سنعود بعد أن ينهي بشار مهمته ويغادر مع أموالة المنهوبة. وبعدها يعود حافظ الصغير بشركات تعهدات ليعمر لكم سورية بأموالكم المنهوبة.
هيا هللو وانتظروا الضربة الأمريكية الثانية ياسوريين.
08-أيار-2021
08-أيار-2021 | |
17-نيسان-2021 | |
03-نيسان-2021 | |
27-آذار-2021 | |
27-شباط-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |