الشام عروس عروبتكم أولاد القحبة.. لا استثني أحدا منكم
سحبان السواح
2017-07-22
صرخ الشاعر مظفر النواب ذات يوم في وجه الأنظمة العربية قائلا:
"وأما انتم فالقدس عروس عروبتكم
أهلا..
القدس عروس عروبتكم
فلماذا أدخلتم كل السيلانات إلى حجرتها
ووقفتم تسترقون السمع وراء الأبواب
لصرخات بكارتها
وسحبتم كل خناجركم
و تنافختم شرفا
وصرختم فيها أن تسكت صونا للعرض"
هذه الصرخة المؤلمة في وجه الأنظمة العربي، يمكن أن توجه اليوم بعد أن نستبدل القدس بالشام، فنصرخ في وجه جميع العاملين في الشأن السياسي السوري:
وأما انتم فالشام عروس عروبتكم
فلماذا أدخلتم كل السيلانات إلى حجرتها
ووقفتم تسترقون السمع وراء الأبواب
......
....
وصرختم فيها أن تسكت صونا للعرض"
أي سكوت هذا الذي تطلبون، أي صمت مذل تسعون إليه، من أجل مصالحكم الذاتية المحضة، كفاكم، وعودوا إلى بيوتكم.. أتركوا سورية للسوريين، اتركوا الشام لأهل الشام.
اخجل من هذا الصمت العربي، والصمت السوري المشبوه.. المشبوه.. واخجل من السياسيين السوريين الذين يتاجرون بالدماء السورية في الخارج ويحملون وزر ما يجري للشعب السوري من عملية إفناء مبرمجة. كل العاملين في الشأن السياسي في سورية في الخارج والداخل ليسوا ببساطة أكثر من متآمرين على الثورة السورية، عن سابق إصرار وتصميم أو عن جهل، لا استثني منهم أحدا، فالأمر لا يختلف كثيرا لأن الجهل لا يعفيهم من مسؤولية ما يجري في الفترة الأخيرة.
ليست سورية غنيمة تتقاتلون عليها يا أبناء القحبة، وليست وسيلة لتصلوا بها إلى الحكم، وإلا بماذا تختلفون عن النظام وجيشه وسياسييه، ما الذي يجعل معارضة الخارج تحاجج على حصتها من الدماء السورية ولا يختلف عنه المنبر الديمقراطي. أو أي فصيل آخر من الفصائل السياسية ولا أستثني أحدا هنا على الإطلاق، ولست مجبرا على التسمية.. كل من يعمل في الشأن السياسي السوري تحول إلى خائن، أو هو خائن أصلا، مادام أنه يخون الآخرين، وطالما أنه مصر أنه الوحيد الذي على حق والآخرون على خطأ.
لستم أوصياء على سورية، ولستم الأكثر شرفا، والأكثر بعدا عن تلوث الأيدي بالدماء والأموال مهما كان مصدرها، ويستحق الثوار ممن يحملون السلاح، ويستحق السوريون الذين لم يستطيعوا ترك بيوتهم بعيدا عن نار النظام واستبداده وجرائمة المشينة، والذين بقوا باختيارهم في أرضهم للدفاع عنها.. يستحق هؤلاء الوفاء منكم. فجميعهم أكثر شرفا منكم. ولا تظنوا لوهلة واحدة أن التاريخ، أن السوريين، أن البشرية ستنسى لكم هذه المواقف المخزية، من قضية سورية.
ما زال هناك متسع من الوقت لتتراجعوا، لتنسوا خلافاتكم الشخصية، وتتوقفوا عن تخوين بعضكم بعضا باتهامات مذلة مثل الخضوع لقطر والسعودية أو الخضوع للغرب وأمريكا، وطبعا هناك ما بينهما. ما زال هناك متسع من الوقت لتلملموا جراح الشعب السوري، وتصونوا دمه المهدور بتوحدكم بعيدا عن المال السياسي، وبعيدا عن الاتفاقات الجانبية التي تخدم أجندات أخرى. لا أحد يمكن أن ينكر أن السياسة فن المستحيل، ولكن هناك أنواع من المستحيل، ومستحيلكم، وقد وصل بكم الجيش الحر إلى بر الأمان، وصار قوة يخشاها النظام هو كيف تقاومون المؤامرة التي تحيكها إسرائيل والغرب ضد هذا البلد الآمن، والذي سيظل آمنا.
أنا أطلب المستحيل وأعرف ذلك. ولكني مع ذلك لن أتراجع وأقولها بالفم الملآن ومرة أخيرة أمامكم فرصة، ولن تتكرر، توحدكم الآن، بكل أطيافكم، سيضع النظام، كما سيضع الدول الطامعة بكل أطيافها أمام أمر واقع هو أن السوريين متحدون وأن أحدا لا يستطيع التفرقة بينهم.
أو تظلوا أولاد قحبة.