Alef Logo
ابداعات
              

نص / بثقب يائس

مأمون التلب

2006-10-21

خاص ألف

(1)قِيَامَات

قَبْلَ الَّذِي شَاخَ وَهْوَ يَتَشَبَّثُ بالبَابِ،
أَظَافِرُهُ الْمُكَسَّرةُ عَلَى الْخَشَبِ وَهْوَ يَهْوِي مَيِّتاً.
قَبْلَ الدَّوَامَةِ الَّتِي انْبَطَحَتْ أَمامَ السَّاحِلِ لاَهِثَةً مُتَحَرِّقَة
قَبْلَ الْمِصْبَاحِ الْهَائِمِ عَلَى وَجْهِهِ فِي شَوَارِعِ النَّهَارِ بِأحْشَاء ضَوْئِيَّةٍ مُتَدَلِّيَةٍ مِنْ بَطْنِهِ الْمَجذُوم..
قَبْلَ اللَّيْلِ الضَّاحِكِ بأصْدَاء بَاهِتَةٍ فِي أَرْجَاءِ حُزْنِهِ
قَبْلَ انفِلاَقِ رَأْسِ القَابِلَةِ الَّتِي أَخْرَجَتْ البِذْرَةَ الأُولى مِنْ الثَمَرَةِ الأَخِيْرَةِ
بَعْدَ القِيَامَةِ
يَحْمِلُ طِفْلٌ بَيْنَ يَدَيْهِ حِجَارَةً ثَرْثَارَةً ويَبْدَأُ بِتَحَسُّسِ بَيْتِهِ
عالِمَاً بِقَلَقِ يَدَيْهِ الْمَجْرُوحِ بالبَرَاءَةِ،
عالِمَاً بالكَلاَمِ الْمَنْثُورِ أَمَامَهُ أَرْضَاً كَوَّنَهَا تَارِيْخُ الْحَيَوَانَاتِ البَشَرِيَّةِ
وعَلَيْهِ أَنْ يَدْفِنَ البَحْرَ دُوْنَ دُمُوعٍ غَارِقَةٍ فِي عَيْنَيْهِ
أن يُكَمِّمَ الْخَرَابَ البَاقِي دُونَ إلبَاسِ الْحِدَادِ لدميةٍ تنتفضُ مِن تَحْتِهِ
ويَجْلِدُ عُرْيَ السَّمَاءِ بِنَظْرَاتِهِ الْجَازِعَةِ...
قَبْلَ أَنْ يَصْرُخَ؛ سَتُعَادُ دَوْرَةُ الأَرْضِ
يُنْسَخُ جَلِيْدٌ بَائِرٌ مِنْ ذَاكِرَةِ الشَّمْسِ لِيَكُونَ الشَّمْسَ
يُنْسَخُ هَلاَكٌ مِنْ عَيْنِ القَمَرِ لِيَكُونَ القَمَرَ
سَيَأْتِي الْجَحِيْمُ خَائِبَاً
سَتَأتِي الْجَنَّةُ لِتُدَافِعَ عَنْ ذُنُوبِهَا
ثُمَّ يُفْتَحُ السِّتَار...


(2) خَوَارِج

فَتَاةٌ بِشَعْرِهَا الأَسْوَدِ النَّاعِمِ
تُمَشِّطُ شَعْرَ سَيِّدَتِهَا الأَبْيَضَ الوَحِيْد،
مِنْ حَوْلِهِمَا الْجُدْرَانُ تَضْحَكُ بِخُفُوتٍ فِي سَاحَةِ البَيْتِ الوَاسِعَةِ
....
تَجْلِسُ وَرَقَةٌ خَضْرَاءَ فِي الرُّكْنِ البَعِيْدِ فِي انْتِظَارِ الشِّتَاء
تَهْرُبُ رَائِحَةُ الزَّوْجِ الغَائِبِ، تَتَشَبَّثُ بِالْمِصْبَاحِ البَاهِتِ وتُضِيء
تَرْتَعِدُ
أَوْصَالُ
الأَعْدَاءِ
الْمُرَابِطِيْن فِي الْخَارِجِ

حَرْبٌ فِي بِدَايَتِهَا تَسْتَخِفُّ بَأَرْوَاحِ البَيْتِ وَتُحَاصِرُهُ
كَلْبٌ يَدْفِنُ فَضَلاَتِهِ، وَعَيْنَاهُ تَرْقُبَانِ أَقْدَامَ الفَتَاةِ الرَّاجِفَة...
خَوْفٌ ذَهَبِيٌّ يَرْتَصُّ فِي خَزَائِنِ الصُّحُونِ والحُلِي
...
مَنْ هُوَ الْمُغَادِرُ القَادِم؟
مَن يُحَاوِلُ التِقَاطَ ثِيَابَ الشَّبَحِ الْمُعَلَّقَةَ فِي أَهْدَابِ السَّنَوَاتِ البَّاكِيَةِ،
ويَرْضَى بالتَّحَدِّي

مَن سَيَخْتَارُ إطْرَاقَتَهُ فِي صُوْرَةٍ تِذْكَارِيَّةٍ جَمِيْلَةٍ،
ويَفْتِنُ النَّسْيَانَ

الَّذِي سَيَفْتَحُ دَمْعَةً لِيُنَظِّفَهَا مِنَ الصُّرَاخِ العَالِقِ،
ويُغْلِقُ الذِّكْرَيَات.


مَنْ هُوَ القَاتِلُ القَّادِم؟

مُخْتَرِعُ النَّدْبَةِ العَاشِقَةِ فِي جَفْنِ الأُمِّ
الْمُكْتَسِي بِمَلاَبِسِ الْخِيَانَةِ الوَاهِيَة...
....
لَيْتَنِي أَرَى:

الفَتَاةُ تُمَشِّطُ شَعْرَ سَيِّدَتِها
والبَيْتُ يَمُوتُ غَرَقَاً فِي الشَّعْر الأَسْوَدِ النَّاعِم.

(3) بِثُقْبٍ يَائِسْ


(لَيْتَ السَّمَاءَ تُرَى،
لَيْتَ أَثْوَابَهَا تَتَعفَّفُ مِن لَمَسَاتِ دِمَاءٍ
تَنَدَّتْ عَنِ الأَرْضِ فِي لَحَظَاتٍ،
تَبَدَّت بِأجْوَائِهَا سَكْرَةُ العَرْشِ،
والوَحْشِ فِي رَوْنَقِ الدَّمْعَةِ الصَّافِيَة،
يَغْرِسُ الزَّهْرَ فِي عَيْنِهِ).

الكَمَانُ الَّذِي قَالَ هَذَا
يكوِّمُ أنَّاتِ سَفَّاحَةٍ تَتَهَامَسُ مَع كَاسِرٍ
تَحْتَ أَشْجَار عَالِقَةً في ضُلُوعِ الْجَّفَاف.
سَفَّاحَةٌ
تَتَنَفَّسُ، خَاوِيَةً مِن تَصَاوِيْرِ نَبْضَاتِهَا وَهِيَ تَغْرَقُ
كَاذِبَةً فِي قِيَامَةِ أَطْرَافهَا
وهِيَ تَكْشِفُ مَقْبَرةً لأصَابِعِ عُشَّاقِهَا

كُتِبَت
لَمْعَةٌ
كَثَّفَتْهَا بِنَظْرَةِ لَوْمٍ لآفَاقِهَا الْمُتَنَبِّئَةُ

انْدَثَرَت
عَتْمَةٌ
رَقَصَتْهَا بِجَوْفٍ تَعَطَّشَ بالنَّسَيَانِ الْمُخِيْفِ
الذِي خَصَّهُ الله بالْمَلْمَحِ الْمُتَغَضِّنِ فِي وَجْهِ تَارِيْخِهِ
والكَمَانُ
الَّذِي كَهَّفَ القَتْلَ فِي لَمْعَةٍ تَتَقَلَّبُ فِي وَتَرِه
شَرَّحَ الأَرْضَ ذَابِلَةً دُونَ مَعْصِيَةٍ
فِي عُرُوقِ الْمَلاَئِكَةِ الْمُصْغِِينَ لِمَا يَنْحَنِي مِنْهُ
والْمُربكينَ العناقَ السجينَ لشهقةِ سفََّاحةٍ مَعَ كَاسِرِهَا

والكَمَانُ
الَّذِي نَبَشَ العَتْمَةَ
انْفَتَحَت لُغَةُ الله فِي رَقْصِهِ
وتَلَى فِي قُلُوبِ الشَّيَاطِينِ
سَمَاءً
مُلَوَّنةً بِمَنٍّ
ومَائِدَةٍ تُنْبِتُ اللَّذَةَ الوَاهِيَة، في ثِيَابِ الْحُضُورِ الشَّرِس
مَن يَعْرِفُونَ أَوَانَ تَكَوِّنِ صَخْرٍ يُمَجِّدُ عُزْلَتَهُ فِي بُطُونِ القُصُورِ...
شَيَاطَيْنَ
تَحْتَمِلُ النَّارُ فِيْهِم رَمَادَ سُلاَلاَتِهِم
وشهَادَتِهِم لانْتِهَاكِ أُمُومَةِ هِجْرَتِهِم نَحْوَ آثامِهِم ذَبْحَةً ذَبْحَةً

لَيْتَ السَّمَاءَ تُرَى
فِي الْخَوَاءِ الْمُعَفِّرِ بالصَّرَخَاتِ
والَّذِي يُلْهِبُ الطَّلْقَةَ القَادِمَة ....
فِي القُمَاشِ الَّذِي شَابَ فِي عَلَمٍ
زَوَّجَتْهُ هُوِيَّتهُ لِحُرُوبٍ مُكَتَّفَةٍ بِبَرَاءَةِ أَسْمَائِهَا

فِي الصَّفَاءِ الْمُخَيِّمِ فَوْقَ صُرَاخٍ أَخِيْرٍ
لِطِفْلٍ تَدَفَّقَ مِنْ رَحِمٍ شَقَّقَتْهُ القَذَائِف

لَيْتَ
أَسْمَاءهَا الأَلْفَ تُدْرِكُ أنَّ الكَمَانَ وَحِيْدَاً بِلاَ رَاقِصَةْ،
بِلاَ سَاحَةٍ تَجْرَحُ القَدَمَ السَّاكِنَة،
بِلاَ وَتَرٍ يَحْتَوِي لَْوْنَهُ الْمُحْتَقِن..
يَا
لَيْتَهَا
لا
تُرَى
أَبَدَاً.


(4) آخَرُ الصُّورَة

أَغْلاَلٌ
تَتَعَرَّى
فِي
ظَلاَم

تَتَلَوَّى وتَذُوبُ
تَنْحَنِي عَلَى وَجْهِهَا شَمْعَةٌ مُظْلِمَةٌ
بَاكِيَةٌ بِصَدْرِهَا الْمُتَهَدِّلِ الْمَثْقُوبِ
تَقْطُرُ مِنْهَا قُلُوبٌ مُتَأَرْجِحَةٌ تَنْتَفِضْ.
أَغْلاَلٌ تُولَدُ مِن ذَوَبَانها الْخَافِت،
تَطْفُرُ عَلَى جِلْدِهَا عُيُونُ أَجِنَّةٍ سَكْرَانَةٍ بِأَسْرَارِ الكَوْنِ العَجُوزِ
إنَّ الْحَرَائِقَ الدَّاكِنَةَ تَسْطُعُ
إنَّ البِنْتَ الَّتِي نَهَشَتْهَا طُيُورُ اللَّيْلِ _غَدْراً_ تَصْرُخُ
إنَّ السُّجُونَ بِأَحْشَائِهَا الْخَائِنَةِ تُجَنُّ

أَغْلاَلٌ
تُحَرِّرُ أَطْرَافَ الكَوْنِ
ولا تُدْرِكُ لَمَعَانَ مَعَادِنِهَا الفَاتِن
عُشَّاقُهُ الرَّاكِعُون بسِيَاطِهِم الْمَخْنُوقَةِ
لاَ تُدْرِكُ جَمَالَ حَلَقَاتِهَا
تَوَحُّدَهَا
التِصَاقَهَا الْحَارِقَ الْمُمْتِع.
_كُلُّ كَائِنٍ بِمَا فِيْهِ يُدْرِكُ
كُلُّ كَائِنٍ بِمَن فِيْهِ يَتُوهُ عَنْ رُوْحِهِ_

أَغْلالٌ
لاَ تَلْمَسُ الفَّرَاشَاتِ الْمَسْحُوقَةَ عَلَى سَطْحِهَا بِنُعُومَةٍ
هِيَ مَطْعُونَةٌ بِالعَمَى مَشْفِيَّةٌ بِالْجُمُودِ تَتَعَرَّى
فِي
ظَلاَمٍ
وتَرْقُص.

سُمٌّ إنْسَانِيٌّ
يَحْرُسُ الإيْقَاعَ بِنُبُوءاتِهِ.

















تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

نص / بثقب يائس

21-تشرين الأول-2006

نص / كالوس الريح

07-أيلول-2006

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow