جسد بطعم الندم ج5
خاص ألف
2017-09-30
صور لنساء شبه عاريات, ملصقة على أبواب الخزانة, لم يكن فوق السرير سوى جسد ليلك العاري, من أي قطعة ثياب على الصدر, أو المؤخرة, أو المثلث, صدرها حليبي لماع, كأنما هو صدر متعرق, منذ أبد الدهر, ربما كانت قد دهنته بمادة زيتية لماعة, كي يبدو مثيرا للشبق فيما لو رآه ذكر ما على وجه الأرض. الذكر ربما لم يخرج من ذاكرة ليلك لو.. للحظة صغيرة, ربما لأنه مفقود أبدا. ربما استطابت فقدانه, ربما تتلذذ بألم الفقدان, هي ككائن يفكر, مفتوحة بالأصابع, ثم أنها مفتوحة على احتمالات لا نهائية, مفتوحة على تآويل قد لا تخطر بذهن أحد غيرها. سرتها تبدو ناتئة بعض الشيء, تتأمل انسياب فخذيها, من الورك إلى نهاية الساق, فخذان.. ما يزالا صقيلان, ربما أكثر من مثيرين للشهوة, تتأمل مثلثها, وقد أكمد لونه, ربما انعكاسات الشعر عليه هي من أعطاه اللون الكامد لا شيء سوى التأمل, ليلك تتأمل جسدها العاري بصمت ليس إلا, أي متعة.. وأي متعة؟ تضع أصابع يديها, تحت ثدييها من تحت, ترجرجهما, ما يزالا ناتئين, أو مشرئبين باتجاه الأمام, نحو مستقبل ما.. ربما. مجهول, معلوم.. لا أحد يدري. يخطر بذهنها كأنما هي أمام نظارة بملايين الأعين, ينظرون إلى مثلثها القاتم, يفضونه, يغتصبونه بأنوفهم, بأصابعهم, بعيونهم, بألسنتهم, تخبيء مثلثها بيدها, عن أعين النظارة المفترضين, بعيونهم, وأنوفهم, واغتصاباتهم الشرشة. لا.. لا.. هم كنظارة مفترضين, ربما كانوا من الشواذ بالجملة, ربما ينظرون إلى مؤخرتها فقط, إلى شق محدد هناك. كواد بين جبلين, كساقية بين تلين, كنهر يحلمون بالغوص فيه إلى ما لا نهاية.
بغتة..
ما يشبه البغتة..
كأنما تصحو من غفلة, عمرها ألف سنة من الضوء, أو الحليب. كأنما تتوجه إلى نظارة, أو كائنات موجودة في الأمام, أو الخلف, على اليمين, أو الشمال. تصرخ من هناك, إلى هناك, تعالوا اعبروا هذا الهراء, أو ما يشبهه, أو يفوقه قذارة بين جبلي مؤخرتي أيها السادة المحترمون, الأكثر من محترمون. الأصح أن أقول أكثر, أو أقل من محترمين.
تطفيء الأنوار, تولول بكلام غير مفهوم. تبربر, تبرطم, تتحرك بين الزوايا في الغرفة, ربما تلعب مع ذاتها لعبة ما.. لا يعرفها أحد غيرها. قطع ثياب, ظلال لقطع ثياب تتطاير نحو السقف, ثم تتساقط فوق الأرض. كأنها.. أشباح خفيفة الحركة رشيقتها. كأنما.. يستولي على المرأة هوس مخاطبة نظارتها, أو كائناتها المفترضة, أو المنقرضة, أمام عري مثلثها القاتم, أو.. خلف عري مؤخرتها الباهت, أو الباهر.
نهدان صلبان ما زلت أراهما, صلبان قويان.. ثم مثيران, يا لكما من نهدين, كم كان لكما من راغب؟ من مشته؟ عليكما أن تشنقاني, أنا السبب في تعاستكما, في عزلتكما البائسة, نهدان معزولان, أجل, مقتولان؟ أجل, القاتلة أنا؟ أجل.. أنا, قتلتكما بدون سبب مقنع, قناعاتي لم تكن سوى قناعات منحطة, تافهة, بدائية. ليس لي أن أحكي مع نهدي أكثر
من ذلك
يا..
يا سيدي
إنهما نهدان يتذكران بلا أدنى شك نعم يديك, حنان يديك, فظاظتك في آخر الليل, والسكر, بعد إشباعك لنزوات فمك, ثم غير ذلك. كم طعم لكم نهد مرً على شفتيك المرين؟ لا أنت تدري.. ولا أنا, ربما أتجنى عليك, كم أحب أن أتجنى عليك, أنت الذي تتجنى, وتجني على أمة من النساء, أما لعبت وتلاعبت بنهدي دنانير؟ قلت لي بأنك كبرَتهما مصة.. مصة ويوما.. يوما, إلى أن أصبحا على ما أصبحا عليه من غواية, وضلال وهلاك ما بعده هلاك, يهلكان حتى الهوى, حتى الشيطان, حتى الملاك . ما عاش إلا قليلا من لم يرطب فمه بهكذا نهدين. ثم قدتها إلى الموت هناك على الناصية, كدابة من الآخرة. كدابة من الدنيا. لم يكن رسنها في عنقها, لم يقدها أحد, لم يرسنها أحد إلا من بين فخذيها. كنت تعرف اللعبة وتجيدها.
إنظر إلى صدري إن كان لك نظر, يا عديم الوفاء, يا عديم النظر, والأحاسيس. عشرون زمنا, سبعون زمنا, مئة زمن, وأنت بلا ذاكرة, بلا شوق, بلا حنين, ربما لك ذاكرة الطير, أوالحمار, ربما أظلم الطير, أو الحمار, إذ.. أشبهك بهما. أو بأي منهما, ربما لا تشبه إلا وحدك.. بوحدك.. لوحدك. ولدت وحيدا, تموت وحيدا, عشت وحيدا, تعيش وحيدا, حتى لو كنت بين رهط من الفلاسفة, أو المجانين, أو البغال في الخمارة, ربما أعرفك من الداخل, أكثر مما تعرف نفسك, رغم زمني القصير معك. كم عشت معك؟ أقل من أشهر, أقل من أسابيع, أقل من القليل. بضع سهرات يسارية, كانت تثير سخريتك, متطرف, وساخر, لست ضدك, على المرء, أو الكائن أن يسخر من نفسه يوميا, من وجوده يوميا, من كائناته يوميا, من مفاهيمه ومعتقداته يوميا. ربما.. بمنتهى الدقة هذه فلسفتك يا سيدي, ما لم تكن كذلك, ليس بوسعي أن أصنف نفسي إلا كأغبى امرأة فوق وجه هذا الكوكب. أيعقل أن أموت دون أن أراك؟ أراك لأبصق عليك, على وجودك الوحيد, العبثي, النادر, الغريب. أحب أن أبصق عليك, على أي عضو فيك.. بما في ذلك عضو ذكورتك, الذي قد يكون..
أوغل
في
الذبول,
في
الإنمحاء.
تضحك, تصخب
كأني أسمعك تضحك, صوت ضحكتك ما يزال هنا منذ أكثر من عشرين زمنا..على الأقل. كنت أتعرى على شرفتك كحمامة بيضاء, أو كحماقة تشبه الحمامة القائمة في مخيلتي, مخيلتي المريضة ليس إلا. با لتأكيد لا تتذكر تشبيهاتك لي, وأنا أتعرى مرة أخرى, ربما في يوم آخر, فوق سريرك, الذي كنت تنثر عليه تفاهاتك, بل حماقاتك الطفولية, أعرف, بل سمعت بأنك علوت بعبثك, وتعلو به.. إلى أن يصبح دمية إبداعية ذات شأن. دمى, دمية, ألهية, أحجية, كنت معك خارج السرد, خارج السر, كما كنت مع غيري, لا أنتقم منك الآن بكشفي فضائحك, إنني لا أعريك إلا أمام نفسي, أمام جدراني الرمادية الكالحة المقشرة, ما يهمك من ذلك كله؟ لم يهمك أحد عبر تاريخك السيء, يقولون بأن تاريخك سيء, يساروي مزاجوي, متطرف رديء, عطال, بطال, مدمن, مغوي نساء وقاصرات, كم كنت تتوقع انهيار اليسار الهالك, تهالك اليسار, انتحار اليسار, اضمحلال اليسار, ابتذال اليسار لعالمه الوهم, لوجوده, لكائناته. ربما أنت.. أول من تكلم, عن اليسار القبلي, العشائري, عن اليسار المللي, عن اليسار الطائفي, عن اليسار الميت في السياق, قبل الولادة, هذا ما يحسب لك, أو هذا ما أحسبه أنا لك. انفرط اليسار, تهالك اليسار, تناثر اليسار, لم أجدك في ماخور من مواخيرك, كي أسمع قهقهتك. بعد نبوءتك كأنني أسمعك: عليهم أن يخرجوا من الطائفة, أن يخرجوا من العشيرة, أن يخرجوا من الملة, ثم بعد ذلك لكل حادث حديث, لم يجرؤ أحد أن ينال منك. تهمتك فقط.. كانت مغامر, أو كائن غير سياسي بالمرة. غير طائفي أبدا, غير عشائري.عشيرتك..هن السقط البذيء من النساء الداشرات, حيث يطيب لك أن تصطادهن من تحت أفخاذ أزواجهن وخلانهن. لتقودهن إلى المقاهي, والخمارات, وهن يرتدين الحجاب المبجل, من أجل أن يدرأن فضائحهن, عن أعين من يمكن له أن يعرفهن. عاهرات هن النساء المتحجبات, المتأججات أمام أطفالهن بعد غياب أزواجهن, الذاهبات خلسة, إلى هناك حيث يسلينك, يسلونك, يضيّعن وقتك, يبددن ضجرك, يفرغن احتقاناتك, ثم يقهقهن, كداعرات, ثم يلوحن لك كمودعات, بعد مغادرة سريرك, كي يصلن إلى منازلهن في الوقت المناسب. لم يكن لديك وقت غير مناسب لامرأة بمفردها, أو مع جارتها, أو صديقتها المؤتمنة على أسرارها. كم كنت تسخر من عشيقتك, التي تأتمن صديقتها على سرها. آلاعيبك مكشوفة بالنسبة لي. كل امرأة عليها أن تأتمن الأخرى على سرها, ليس للنساء من أسرار, سوى في الخيانة. المؤتمنة تخون المؤتمنة. ثم.. فيما بعد.. تأتي كل منهما على حدة, إرضاء لمزاجك, أو نزواتك, أو خوفا من فقدانك. تتوهم نفسك أنك دائما ضحية مؤامرة بين اثنتين.
الحياة هنا
غالبا ما تكون لعبة
أو طرفة سوداء بما فيه الكفاية.
لكن لا أحد يجيد اللعب مع الطرفة البيضاء, أو السوداء, مثلك, لحظتك.. طرفتك, سأمك, تبرمك الأحمق, من وردة بيضاء, أو حمراء, معظم الحمقى يحبون الورد إلا أنت. يعبدون كنادر النساء.. إلا أنت, حمرة النساء.. إلا أنت بعد أن تفرغ من حاجتك إليهن, تنفر منهن, تتقزز منهن, يصبحن عبئا ثقيلا ممضا, يجب التخلص منه. ربما كنت أغوص في أبعادك دون أن تدري, ترواغ في الكلام, أعرفك كمراوغ كلامي, كلغوي, ثرثار, ماخوروي, ربما هذه مفرداتك أيضا. أعيدها كما سمعتها ذات سماء, أو جبل, في لحظة ما, لا بد أن تقف وجها لوجه أمام لغتك, أمام مفرداتك. التي لم تكن تعبر إلا عنك, كل ما حولك يجب أن يعبّر عنك. نعبّر عنك, نمرض بك, نشغف بهلوساتك, بلا.. انضباطك, نمرض.. نمرض زمنا طويلا, لم ننج ربما لم ينج أحد. في كثير من الكلام, نتكلم كما أنت في كثير من الكلام, في كثير من الحركة, نتحرك كما أنت, في كثير من العبث, نعبث كما أنت, في كثير من القرف, نقرف كما أنت. لم يكن ينقصنا سوى المقهى, الماخور, سوى الخمارة, إحدانا ذهبت إلى الخمارة, شربت, سكرت, تشاجرت, أغلقت الخمارة, كسرت صحونها, ملاعقها, وكؤوسها, على رأس أحد الزبائن. ثم أوصلتها الجنائية إلى البيت, حليقة الرأس كعاهرة لا يشق لها غبار. كنت تمر بنا كلمح, تفتننا بعبث, ثم بحكايات مفبركة, ربما من نسج خيالك, أجل كنت تصنعنا كما تبغي, كي نكون بمتناول يدك كتبغك متى شاءت يدك, أو متى شئت, أو متى شاءت شهوتك الحمقاء المتطلبة, المتبطلة, أستبطنك بعد زمن, زمن طويل ممض, من مجاورتي للنحيب, للأنين, للصمت, لذاك الماضي الموغل في البراري, في البحر, في كافيتريات الجامعة, في أزقة المدينة, في شوارع المدينة, في حارات المدينة العتيقة, المنسية, في الياسمين, الفائض عن أسوار البيوت, ربما ما يزال شعرك المبيض الطويل..هناك على أسوار البيوت الفائضة بالياسمين.على الرصيف يروح ويجيء منتظرا قامة أخرى, امرأة أخرى, ظلا آخر, شبحا آخر. عاهرة أخرى, كنا متعتك كعاهرات دون دفع, دون كلفة, عاهرات رخيصات, أرخص من رخيصات, لا يتقاضين أكثر من وعود, أو كلام ربما, ربما كنت تعاستنا, نعم.. بل أكثر من تعاستنا. لا تملك أكثر من أرصفة, أيها الرصيفي الباهت, الباهت, أكثر من مواخير, أيها الماخوروي, أكثر من مقاهي, أيها المقهوي.عدتك الكلام الغريب, ربما السلوك المريب المحبب, لم نكن ندري أي سر في عينيك, في كلامك المنافق, الجارح, الحاد أكثر من نصل السكين. نحب قسوتك ربما, غرورك ربما, غموضك ربما أيضا, وضوحك.. أكثر من ربما..عبثك اللا.. يكرر بمكامن المتعة في أرواحنا, أو أجسادنا.
هل كانت السماء ماطرة
في ذاك التوقيت البعيد.. البعيد؟
أم كانت على وشك الصواعق؟
بالتأكيد كان فيها مطر غزير, وخير وفير,
أبعدك تحب المطر؟ من الذي يعرف سر علاقتك بالمطر؟
إمرأة؟
أم
غيمة؟
أنا من تعرف سرك, دنانير البلوش, كأول ضحية جنسية تحت المطر, ليست..أي أخرى, تستطيع أن تفعل ذلك. قلت لي بأنها ارتعشت بعد طقس شهواني, غريزي, وحشي, حيواني, كما لم ترتعش امرأة من قبل. ربما قلدت عواء ذئبة أو كلبة, من يدري؟ ربما استهواها صراخ نادر, قلت لي بأنك تهت, ضيعت صوت صرختها, ومتعة ارتعاشتها, نذل.. أصلك قليل, قليل أصل. كيف لأحمق مثلك أن يضيع متعة ارتعاشة دنانير؟ فيما بعد يضيع دمها أيضا, تضيع روحها, تضيع ابتسامتها التي كنت تجيد أكثر من توصيفها, لم تقف لتحكي عنها جملة واحدة, كأنها لم تكن سوى دنانير, ذات الحظ العاثر السيء, والزبائن القذرين من أمثالك, ربما تمومست بسببك يا سيدي. ألم تتعهر مناة بسببك؟ ألم أتعنس بسببك؟
تعنست
ثم
حاولت
أن
أتعهر
هل أذكرك بجرائمك, التي ليست قليلة على الإطلاق؟ أتعرف أن فاطمة ن, تزوجت من أب لعشرة أطفال, وتعيش مع ضرتها فيما يشبه البيت أو المأوى؟ حتى النساء كن يحلمن بليلة مع فاطمة ن.. ربما. أدعي معرفتك, استبطان نذالتك, تفكيك أفخاخك, ألغامك, ولغتك الميالة إلى المواربة والمداهنة, رغم ذلك. أنت رجل غير سيء, بل أكثر من ذلك بكثير. تعرف بأنه يحق لي ما لا يحق لغيري. لو أن أحد يقول عنك ما أقوله, لما توانيت لحظة عن طعنه بسكين, بخنجر, بحربة, لم يكن زمنك بسيء, لم يكن مكانك بسيء, ربما لأنك وحيد, ما من وحيد.. إلا وهو أكثر نذالة من كلب, بل.. قد يُظلم الكلب بالمقارنة الجائرة, ربما من أجل ذلك أُلقب بالعانس المهلوسة, المهسترة, بالتأكيد أنا هستيريائية مهلوسة, موتورة, متوترة, في جزء من الثانية أكون ثلجا, ثم حريقا لا يبقي ولا يذر, يتحاشونني كجرب, كحالة خوف من مجهول, كحالة رعب لا بد واقعة على رأس أحد ما, ربما.. بسببك, ربما.. بسبب العزلة, بسبب الحزن, الكآبة.. ربما. ربما بسبب العنوسة, قضية أساسية ارتحت منها إلى الأبد,هي تلك الدورة اللعينة, لم تعد بحاجة إلى واق ذكوري, لم تعد بحاجة إلى شيء, تمقته أكثر من جلد الرقبة. فيما لوعدت, لكن لماذا يكره المرء جلد رقبته؟ ربما هي عبارة لم أسمعها من غيرك, هل تكره جلد رقبتك؟ وتكره صمتك, وسكرك, وكآبتك, تهورك, حماقتك, كتابتك, طقوسك السرية,
النظر
إلى
وجهك؟
انظر إليَ
حيثما كنت
ها أنا أرفع نهدي إلى فمي
ها أنا أنزل إصبعي إلى ما بين فخذي, إصبعي هي ذكري الوحيد, هي استبدالك الذي أحبه.. أحيانا, الذي أحتقره في معظم الأحيان. تأملني جيدا, تأملني بتلك الدقة, بذاك الخطأ الفادح, بذاك الصواب.. الصواب.. غير القابل للخطأ. بتلك العين الحادة. أتسمع صوتي؟ شخيري؟ نخيري؟ قل لنظارتك الشواذ, أن يطمشوا عيونهم كالبغال.. كالبغال تماما. ها أنا أصرخ.. أصرخ, آخخ.. أرتعش, المطر يبللني, يبللني, يجعد شعري, تكرج حباته على جسدي, من أول المرج, إلى آخر الهاوية. غير أنني هنا وحدي, ليس لدي من أحد كي يلعق حبات المطر من بين فخذي.. من على جسدي. ها أنا أرتاح.. أرتاح, أزيح عبئا ثقيلا عن كاهلي, احتقانا مرهقا من جهازي التناسلي, أستلقي بمتعة, بحرية, قل لحيواناتك الحمقى, هؤلاء النظارة المفترضين, بشكل ما, أن لا ينظروا إلى عري جسدي الجميل النبيل المتألق, أفتح ساقي هكذا.. ليس من أجل هؤلاء البلهاء, بل لأن المكان مكاني, وما لم أكن حرة في مكاني, لن أكون حرة في أي مكان آخر, إنها غرفتي, إنه سريري, وسري, ملاذي, موئل كوامني, وبيت هواي, بيت وحدتي, عنوستي. انتظاري لم لا يأتي, قد يأتي, ربما يأتي, قد لا يأتي, ربما لا يأتي, ربما.. لن يأتي. رطبي, لزوجتي دافئة, ربما مقززة, لا.. بالتأكيد هي منفرة, ذات رائحة صفراء ربما. رائحة تثير القيء, الغثيان, النفور من الما بعد قصيدة, الما بعد حداثة. أو الما بعد.. ما بعد..
ما بعد ماذا؟
بعد
أن
يهمد
الجسد
بعد أن تبرد النار المستعرة, ربما أفهم شيئا ما الآن..عن قرفك ذاك البعيد. الذي ما يزال في الذاكرة كقرف, أو كترف, كل من يرتعش قبل القرف, يكون مترفا بعده, نحن شعوب ربما لا تحمد النعمة, أو اللغة, ولا تحبها, شعوب بطرة, قرفة, جاحدة, قرفنا كريه, مقزز, تقريري, فظ, مباشر,غير فني, مبني على احتقار الآخر, ربما على احتقار الذات, ربما على احتقار المتعة أو اللحظة, أو اللغة, ربما نحن غير أكفاء للحظة متعة, للحظة روح, أو فرح, للغة ذات مدى, توغل في الإشتقاق, الإلتباس, المواربة, تعدد المعنى.
المرأة عارية, عارية بالمرة,
عارية بوضوح لا يقبل جدلا واقعيا, أو بيزنطيا,
عري فوكوي, تفكيكي, حفروي,
بل..
هاهي تنقلب على بطنها, ربما تشعر بمغص ما, مغص تكتيكي ربما, مؤخرتها نافرة, نافرة.. وعالية كثيرا عن السرير, تبدو كتل أثري غير منقب سابقا, من قبل أي بعثة وطنية, ربما نسمع صوتا ما, هو صوت غير مستحب, ندعي أنه غير مستحب, لكنه يريح البطن, يريح الأمعاء, يريح أكثر ما يريح الذاكرة, ثم المخ, ثم آلية التفكير. جزء بسيط من الغاز, يعطل لنا آلية تفكيرنا.هذا إن كانت لنا آلية تفكير غير معطوبة. حالة ما مشوبة بعاطفية جياشة, تعطب آلية تفكيرنا, شحنة حزن غير زائدة عن الحد تعطب لنا آلية تفكيرنا, المعطوبة بالفطرة, ثم بالوراثة الجينية اللعينة. ربما من هنا نسمع وهوهات المرأة, وهوهات عالية مثيرة, ربما غير مبررة الآن. لأن نسبة الإحتقان في أعضائنا زائدة عن الحد, قد يؤدي ذلك إلى قذف فوري, فوق السرير, أو فوق الكواكب, على من يجلس أمامنا.. فيما لو افترضنا أننا نجلس في صالة مسرح مغلقة, وغير مكيفة.. سوى بأثداء النساء, اللواتي أمامنا في الصف الأمامي, حيث سيقع المني إما على أكتافهن, إما على شعورهن المجعدة, أو المسترسلة. كنا.. أو دائما نتنمنى أن يقع المعنى في المكان المناسب, لكن.. إن تعذر ذلك, لا بأس من أن يقع في أي مكان. هو بالضرورة سيقع في مكان ما, قد يكون الأرض, قد يكون السماء, قد يكون زمن السماء, أو زمن الأرض. أو زمن اللا زمن, أي زمن المرأة مفصولا عن كامل الأزمنة بتعاقبها, الماضوي أو الحاضروي, الكروي, أو المستقبلي. تضطرب المرأة من جديد.. تنقلب على ظهرها, نهداها يعلوان كثيرا عن الصدر, أكثر علوا من تل صغير, أكبر حجما من ثدي بقرة ضخمة, مستوردة من هولندا, أو الدانمارك. عيناها مغمضتان, علينا أن نخمن أنها تسترق السمع, تسرق النظر إلى عاهاتنا, أو عوراتنا, هذا هو المحتمل, هذا هو الأرجح, بل هو الأدق تماما. عوراتنا..عاهاتنا هي المثيرة للعين, للغيرة, للمتعة, عند أكثرنا تزمتا.. للقرف. أو للترف, أو للتباهي بما أنعم الباري.
المرأة
هذه المرأة بالتحديد تعي ذلك.
لذلك نراها تتأهب, تتحفز, أو علينا أن نخمن ذلك. لإستقبال إهانات الإغتصاب, أو البصاق, أو الأثنين معا. كأن يقال هنا هذا اغتصاب تلقائي, أو بصاق تلقائي. أو زمن تلقائي, ربما هي تفكر الآن أن متعة اغتصابها توازي تماما متعة البصاق على عريها. من قبل أحد النظارة المتباهين بذكورتهم الكبيرة الصلبة, أو عالية المستوى والدقة, والتلقائية, المستقبل للعفوية, للتلقائية.
لا أنين الآن
اللحظة خالية من الأنين
ربما أنهى الموت في لحظة غفلة,
حلما, أو احتلاما .. روحا أو جسدا.
ربما إن حدث ذلك لن تكون هناك مبررات للموت, لن تكون هناك مبررات للحياة. هنا فوق هذا السرير الذي تضطجع عليه المرأة, الموت.. الحياة, يتساويان تماما, يتوازيان تماما من حيث الأهمية, من حيث التفاهة, من حيث الجدوى, من حيث اللا جدوى. من حيث المعنى, من حيث اللا معنى. من الوجود, أو اللا وجود فوق هذا السرير البالي, المرأة تضطرب, تنقلب على أجنابها, أكثر من مرة, تستوي نصف استواءة فوق السرير, تضع كفيها محاذاة فمها من الجانبين, ثم تصرخ بأعلى ما يمكنها.. ليلك.. ليل.. ليلللل.. ليلك.. العاهرة, العانس, إبنة الستين عاهرة .
أنت..
أي..
أنا..
ماذا تنتظرين فوق سريرك؟ من تنتظرين؟ الوغد؟ الموت؟ انبعاث الأنين؟ رنين التلفون؟ كتيبة الإعدام؟ أمريكا؟ الدوام الصباحي؟ أصابعك؟ أصابع الفران؟ لا أحد هنا كي يرد, ما أزال وحدي كعانس يائسة, حتى من رحمتك أيها العزيز, الحكيم, القدير, أي حكمة في الإنتظار هكذا؟ أتسمي الغباء حكمة يا سيدي؟ أتسمي الخوف حكمة يا إلهي؟ كم مللت, كم أمل.. وأنا أتجول بين المفاهيم, الحكمة, الخطيئة, الرحمة, الرأفة, ال.. ال.. ال.. كله هراء, كله محض خراء لا يريح الدماغ,
لا يريح القلب,
أو الأعصاب,
أو المؤخرة.
رنين التلفون فجأة
هل كان التلفون مفصولا من المأخذ؟
من الذي قام بإيصاله؟
لا أحد, أو هي.. المرأة
ربما في لحظة لا وعي, أولا مبالاة, ربما عن غير قصد. رنين يبدأ مرعبا في تلك الإضاءة البنفسجية الخافتة. يتوفز الجسد, السمع, أماكن الخوف تتوجس, تضطرب, الرنين متواصلا لا يهدأ, لا يمنح فرصة لإلتقاط الأنفاس, الأنفاس تتأهب, تتسارع, تلهث, تتوارى المرأة, خلف ظلها, تحاول الركض, أو التواري وراء ظلالها, المتناثرة في الغرفة. تضيق الغرفة بالرنين, يضيق الخوف بالغرفة, تضيق المرأة بالعنوسة والغرفة معا. تضيق الغرفة والعنوسة معا على المرأة. على اليأس والقنوط, على المودة,
على
المحنة.
لا..
لن أرد
تصرخ ليلك, أو تنبح, تنبح في فناء لا أحد فيه, لا أحد قربه, لا أحد خارجه. فناء لا أحد فيه لأحد, عليها أن تنبح فقط ككلبة مربوطة بجنزير الأبد, إلى وتد الأبد. ليكن.. ليس صوت الرنين, أشنع من صوت الرصاص, أو أقبح من صوت ذاك المحقق, الذي يأمر النساء فور دخولهن إلى عالم عصيّه ودواليبه, وطميشاته السوداء, بالتخلي عن سراويلهن.. وقود جهنم, ثم عن كلاسينهن المليئة بالرذائل, والفضائح غير الأخلاقية. ثم يعلن عن إباحة فروجهن المتضيقة من الخوف لرجاله وأزلامه. هيهات إن دققت مسمارا صغيرا في الفرج, أن يدخل. الخوف يضيق الرؤيا, والرؤية, وليس الفرج, أو فتحة المؤخرة فقط. ما يزال الرنين يتدفق كنافورة من الرعب, أو التهديد بما هو غير محسوب,
أو غير مألوف,
أو غير متوقع.
فجأة..
ربما..
على غير أهبة,
أو تأهب,
يتدفق
الأنين.
رنين..؟
أنين..؟
أنين
رنين
قدست أسرارك أيها الرب, قدست محنك, امتحاناتك, بلواك, بلاياك, أنسك, وحشتك. يختلط الرنين بالأنين, يختلط المعدن باللحم, والأعصاب, أي أعصاب لامرأة هناك ما.. تزال سطيحة في عالم خلبي من اللاوعي, أو اللا حياة. ليتواصل أنينك بمفردك,
ليتواصل
رنينك
بمفردك.
يتواصل الرنين..
يتواصل الأنين..
يبدو أنك جائعة يمه زوينا,
الجوع كافر, ملحد, يقولون عنه, لا يرحم, الشهوة كافرة.. لا ترحم, كذلك الرغبة, ما هو بداخلنا كافر, ما هو خارجنا كافر أيضا. ليتوقف أنينك قليلا, إنني أرتدي ما يستر عري عورتي, أخجل اللحظة فقط, من أن أقف أمامك عارية. أخشى أن يقتلك الجوع, إنك لا تتناولين إلا القليل من عصير الموز والتفاح مع الحليب, كنت فيما مضى تحبين كراديس اللحم المسلوقة, عبر طقس ديني مقدس, تأكلينها, تتلمظين ثم تواصلين الدعاء لأصحاب الطقس, لا تخافي لن أفشي سرا.. من أسرار ما تقدسين, من حق كل امرء أن يقدس ما.. يشاء, من الحطب, إلى السماء. ثمة من يقدس بقرة, أو قنفذا, أو حجرا أزرقا, أو..مرمرا, أحب من الأحجار الكريمة, والمجوهرات, الجمان, ما هو الجمان؟ ربما لا أدري, لم أجده مرة في حياتي, قد أقدس المرمر الأخضر, أو الياقوت الأحمر, لم له من أفعال كهنوتية سحرية. يا لرائحتك.. لقد فاحت قليلا, تأخرت, المعذرة, كان عليَ أن أنثر على نومك بعضا من عطرك, ربما.. قد أستبدله لك بعطر آخر. أتفضلين عطرا آخر؟
آن
الأوان
لذلك.
تبديل العطر يوميا,
قد يساعدك في الوصول إلى الجنة الموعودة, بأسرع ما يمكن, الأمهات, كلهن طريقهن إلى الجنة, حتى لو مررن بالنار لبعض الوقت. في النار متعة الجسد وهلاكه, في الجنة متعة الروح وفنائها في التعبد والهلاك. متعة زائد متعة, حقيقة لا يساوي إلا.. الهلاك. حتى الهلاك هو رؤيا, أو فكرة, أو تعبير, تحققه ممكن, وجوده ممكن بطريقة ما, بشكل ما. نحن في الشرق وحدنا.. ربما من يؤمن بفكرة المستحيل. لم علينا أن نؤمن بالمستحيل؟ علي بابا حطم المستحيل. أنا هو علي بابا, أنا ليلك بابا, أنت مغارتي المليئة بالكنوز, بالرعب, والهلاك, الهلاك الممتع, ممتع لي
وحدي,
دون
سواي.
ربما..
ما كنت تخجلين من قوله أمامي, من قوله لي, أستطيع أن أخمنه, أن أعرفه بدقة متناهية.. لا يخطؤها الصواب. كلنا ندعي الصواب, الصواب الأرقى في حالاته ما هو إلا خطأ فادح, فادح كالتهلكة. كم من مرة رميت بنفسك إلى تلك التهلكة؟ أكانت ممتعة إلى الحد الأقصى حتى فعلت ذلك؟ من يجرؤ على محاسبتك؟ لا أحد. لأنني سأقص له لسانه. أكان عليك أن تعطي جسدك لذاك الخضرجي, الذي كان يمر يوميا من تحت الشباك لأجلك, لأجلك وحدك كامرأة أرملة, ومهجورة, تعيل أطفالا, هل كان يبغي الجنس مقابل الخس؟ مقابل تلك الحبات من الطماطم المقبولة؟ أم أنك أدخلته إلى مخدعك انتقاما من ذاك الزجال الشاذ؟ ليس خطأ أن يكون الأمر كذلك. ليس صوابا أن يكون الأمر كذلك. هكذا.. هي الأرجحة, بين الصواب والخطأ,هي المتعة الأكيدة لك, التي لا تستوجب التوبة, أو الإستغفار, أو التي تستوجب طلب المغفرة, من الخالق العزيز, الحكيم, الرحيم. لذا..عليك أن تنفي ضرورة الخوف من مواجهة الآخرة. أطمئنك إلى ذلك
أيتها
السيدة
الفاضلة
زوينا,
زوينا..
إسمك هذا هو تصغير لإسمك الحقيقي, الزينا, أن تكون نهاية الإسم بالألف, خيرا من أن تكون نهايته بالهاء المربوطة. كلنا لا نحب الربط, سوى ربط الرحم, من أجل تفادي لعنة الإنجاب غير الشرعي. لم يكن على زمانك ربط الرحم. لم تكن أيا منكن بحاجة لمثل هذه المسخرة. كان لديكن أزواج طيبون وغفل, قد لا يعرفون من هو الوالد الحقيقي لأبنائهم, حقيقة.. ما المشكلة في ذلك؟ على الكائن الخيَر أن يطعم الأطفال فقط, لم تكن على زمانكن مسخرة الجينات, بل قليلات هن اللواتي, كان أزواجهن يتناولنهن.. بالشك والريبة. لم يكن الزوج يفعل ذلك.. إلا بعد أن تفوح رائحة الواحدة منكن في الزمان, ثم في المكان. منذ صممك, أو خرسك, أو.. منذ وقوعك في الأنين المتواصل, مات الخضرجي, هناك تحت الشباك, وهو كهل مثلك, أثقلت عليه العربة فمات, أثقلت عليه الحياة فمات, لم يتخلف عن العربة يوما حتى مات. لم يتخلف عن الحياة يوما حتى مات, لم يتخلف يوما عن شباكك حتى مات,
ترحموا
عليه
كثيرا
بالتأكيد.
ليس لديهم صور, أي زبنك وخلانك, وإلا لكنت أحضرتها لك, لكنت.. علقتها هنا فوق سريرك هذا. هذا أول سرير ينتشي بانتشاء رغباتك وشهواتك, لذا.. كنت حريصة على أن لا نبيعه في سوق الخردة. لا..لن أبيعه في أي وقت. ما رأيك أن نسميه سرير الشهوة؟ ربما الأفضل من ذلك.. هو سرير الرغائب المجنونة, ليس من أحد يستطيع الوقوف بوجه الرغبات إذا ما جنت. ليس بإمكان أحد.. أن يتناول سيرة سريرك بالسوء. حسنا فعلت, يبدو أنك نمت بكل ذاك البهاء, أو الهناء. نوم الشحرور لك, ونوم الياسمين, والتفاح. تنامين هكذا.. تتركينني هكذا.. بهذا القدر من المودة, ثم من المحنة, نعيش معا, منذ أكثر من أربعين سنة, لم تفارقيني فيها كثيرا, لم أغب عنك فيها طويلا. تركك الجميع للنسيان, لم يبق منك في ذاكرتهم سوى الأم الدافئة, أو الجارة المحسنة, أو.. الأرملة الفاضلة, التي أصبحت أخت الرجال, غير أنني, كنت أتلصص من تلك الفتحة الصغيرة, حيث لم يقم أحد بإصلاحها حتى اللحظة. هي تلك الفتحة التي أفضت بي إلى فحيحك, إلى بهرجك, إلى تأجج رغائبك, إلى تألق جسدك, واكتسائه بذاك اللون الشفاف الرقيق المبهر للب خلانك. ما زلت أذكر صوت تروبادورك الخافت المرتجف, الخائف من أن يسمعه أحد. غير
أنني
سمعته
{ بعيش وبموت قتيل.. مشان هالجسم الما إلو مثيل }
هنيئا لك, لم أصادف على أي طريق من يقول لي ذلك. الخضرجي المحظوظ كثيرا, كثرا ما كان يكرر عليك جملته الولهانة الشهيرة
{ ماذقت أشهى منك ياتفاحة النهار }
كان يزورك في النهار,
ثم يقطفك في النهار المبهر, دون جزع, أو ارتباك, أو خوف. بين فواصل الحياة القاتلة, تحت الشباك يغني
{ تعا خد تفاح يا تفاح.. تعالي خذي خوخ.. ياخوخة }
كنا نأكل التفاح, كنت تأكلين اللذة, الرعشة, وما بعدهما من متعة.
هكذا..
سأقضي
الليل
معك,
عنك,
أفضل من أن يأكلني القلق, أو الخوف, أو الأرق. أحيانا.. كنا نأكل نفاية التفاح, أو الخوخ, إلا أننا.. كنا نأكل تفاحا بطعم التفاح, خوخا بطعم الخوخ, لم نكن نحرم من فاكهة من الفواكه. لست اللحظة بصدد فلسفة حلالك, أو حرامك. ما يكون حراما اللحظة, قد يكون حلالا في اللحظة التالية. من الصعب علينا أن نفهم ذلك. أو أن نقرره سلفا, وكأنه قول فصل في الحق واللا حق, في الوجود واللا وجود في الما قبلهما, أو الما بعدهما. في الجوهر.. واللا جوهر. أتذكرين جوهر الغجري؟ طبيب أسنانك, مبدل الأسنان من العظم, بأسنان من الذهب. ذاك الوسيم الذاهب في التأني, حتى يبلغ الغواية, لم أكن أتوقع أنه بإمكانه أن يوقع بك حتى ضبطته عاريا قرب عريك, عاريا فوق عريك, متأوها معك في اللحظة ذاتها,
لم
يكن
فنان
أسنان
ذهبية
فقط,
يسرق متعة منك, يمضي في الزمن, سنة, ربما أكثر, يتفقد أسنانك الذهبية الست, يسرق متعة ذهبية, هنيهة ذهبية من حلمتيك, من بين فخذيك. هل الغجر ممتعون إلى ذاك الحد يا زوينا, يقال بأن قدوتهم في متعتهم حيواناتهم من كلاب, وحمير, وقطط. كنت تتشوقين لعودة الغجري بعد سنة من غيابه. كنت تقولين مضت سنة, اسناني الذهبية تؤلمني, اللعنة عليه إن تأخر أكثر.. ذاك الجوهر. لم تكن تؤلمك أسنانك فقط. لمن سأبيع أسنانك الذهبية بعد عمر طويل. آه.. نسيت ثروتك في فمك, قد أدفنها معك.
هادئة أنت
يمه زوينا,
كأنك تركنين إلى سر من أسرار الخلود الأبيض, أو الأزرق الشفاف, بالتأكيد يحق لنا أن نلون خلودنا باللون الذي نشاء. أنا أفضل خلودي باللون البنفسجي. صمتك اللحظة, يدل على استمتاعك بمثل هذا السرد. قلة قليلة هم من يجيدون الإستمتاع, أو التعاطي مع فن السرد. السرد.. هو فن السر ربما. أو فن إنعاش اللحظة, أو الواقعة الميتة, منذ ألف يوم, أو قرن. فن إنهاض اللحظة من المزبلة, الفكرة بعد أن تكون قد تضمخت بالميكروبات القاتلة, كي ننبت منها وردة السر, أي اللحظة الآن, اللحظة الغد.
أي
مهزلة
في
الغد
يا
زوينا؟
نساء بلا غد, بلا أمل, أطفال بلا غد, بلا أمل, غدهم طنبرجية, أملهم أن يكونوا لصوصا.. أذكى من الشرطة الجنائية. أو مرتشين مثل الجنرالات, لكن بطرق مختلفة. أسأل طلابي عن مستقبلهم, أكتشف أنهم كائنات بلا مستقبل, أتذكرين ذاك الشنتير الذي أحضرته معي إلى البيت؟ ربما لم ترينه لأنك كنت على هذه الحال. إخترته من بين أربعين طالبا, هو كسول بالمطلق, أي غبي بن غبي, أعرف أنني معلمة لغة, ولا يجوز أن تكتب غبي إبن غبي, كما وردت, كما ترد.. إلا تعبيرا عن احتقار شديد للكائن المعني. كان فيه الكثير من جوهر, من ملامح غجرييك الغائص في الموت والنسيان.
حسنين,
إسمه
حسنين,
هو ليس أكثر من جحش برسنين. مشاغب في الشعبة, لا يهدأ على حال ولا يستقر. قلت أستدرجه إلى الهنا, استدرجته, عرفت أنه بغل فقير, من الريف, أمه متعهرة خارج المدينة برمتها, أبوه سكرجي. أقنعته بضرورة دراسة اللغة على الأقل. أعطيته بعض النقود. ربما.. كنت أخطط.. تعرفين المرأة, المرأة العانس, كما أعرفها, ربما أكثر. كنت أتذكر قليلا, بل كثيرا, من بقايا ذاك الوغد, لاعق نفايات النساء البغي, المتعهرات في المقاهي, أو الشوارع, أو الملاهي. ربما..هي رغبة متأخرة بالإنتقام, ربما هي لحظة, أو فكرة تبرير, ربما هي حاجة جسد مؤجلة, تقع اللحظة في الإلحاح الممض لشهوة لا تنطفيء بفعل اليأس. ضحية صغيرة, فتية, لم تلوث من قبل بسوائل امرأة على الأقل.
الفكرة أكثر من مقنعة,
الضحية أكثر من مقنعة,
هنا كنت تنامين, مكانك هذا تماما.
قبل ذلك, كنت أُنهض الفتى في الصف, أسأله, أتأمل وسطه, دون أن يشعر بي أحد. هو كان يعرف, يعرف, يحمّر, ويخجل. في قليل..من اللحظات كان يتواقح, بطريقة ما أفهم أنه يشير لي, إلى وسطه, إلى ما تحت سرته. كنت ابتسم, ليس على مضض, بل برغبة, رغبة مشجعة, أكثر منها.. رغبة قامعة. أعرف أن الطلبة, كانوا يتناولون مؤخرتي فيما بينهم بتعليقات سوقية, بل أكثر من بذيئة. بذاءة المراهقين مفرطة باستخدام العضو الذكوري بين المفردات إن كان ذلك لازما أم لا.. ليس لديهم من شيء يتباهون به سوى العضو, الذي ينمو فجأة, ويتحول إلى قلق, ومباهاة, ولغة لا تكاد تبارح أفواههم. دون أن يفهموا, أو يعرفوا عنها الكثير. أعرف أن بعضهم يلوث ثيابه, ما أن أنظر إلى عينيه وابتسم. تلك الإبتسامة التي كنت أظنها غامضة, كنت أحاول أن أصدر ابتسامة يكتنفها الغموض. كي أنتقي, في لحظات.. كنت أرغب بانتقائهم كلهم, أن أتبدل عليهم واحدا.. واحدا. في لحظات.. كنت أرغب أن أتقيأ عليهم طالبا.. طالبا. أربعون بغلا, في أربعين يوما. تموت شهوتي حيالهم فجأة, ثم تستعر فجأة.
فجأة..
حسنين
هنا
قربك,
لا يبعد عن سريرك, إلا قليلا, أدخلته إلى الحمام, آملة أن ينظف جسده. استرق النظر إليه, أنصت, أصيخ السمع, لم يفعل. لم يخلع ثيابه. كان خائفا ومرتبكا, لم يدم وقته طويلا في الحمام. أعددت له قهوة, أحضرت قطع شوكولا, أجلس قربه, أحاول اختلاق حديث عن العائلة, ربما خجله يمنعه من قول الحقيقة, ربما الأم العاهرة وصمة عار في الجبين. أضع يدي على فخذ حسنين. أمررها بهدوء فوق الفخذ المشدود. عضلات مثيرة للمغامرة. مثيرة للشهوة, مثيرة للطبيعة, أو الغريزة. فيما مضى, حين كنت تتكلمين عن أحدهم, كنت تقولين قبّت فيه طبيعته كالعمود, أي انتصب فيه عضوه. لم تكن توصيفاتك قابلة لغيرك, ما هو لك.. هو لك من اللغة في التوصيف.
خذ القهوة
آمره..
يرتبك, تقترب يدي من تقاطع فخذيه تحت حوضه, يحمر خجلا, ألاحظ أن شيئا ما لم ينتصب ما تحت وسطه, أصاب بالخيبة, ما الذي فعلته؟ ألاحظ بقعة لزجة, تنفر من تحت بنطاله المدرسي. يخطر بذهني أن حسنين بلا طبيعة تقب.
ـ ماهذا يا حسنين
ـ لا أعرف
ـ لا عليك..ادخل الحمام.. ونظف نفسك
ـ لا أريد
ـ لا يمكنك الخروج هكذا في الشارع
ـ لا أريد
ـ أنا معلمتك وآمرك.
بارتباك
يدخل
حسنين
إلى الحمام,
أنينك خافت, بل كان متوقفا نهائيا, كأنك غير موجودة على قيد الحياة. تمنيتك أن تكوني غير.. موجودة على قيد الحياة اللحظة إطلاقا. لو أني بمفردي, بمفردي فقط مع هذا الجحش حسنين, الذي يفعلها بثيابه في أقل من ثانية. أعرف أن تأثير الصدمة, غالبا ما يكون محبطا, بل صاعقا, قد يقود هذا الجحش إلى العجز الكلي. أسمع صوت تناثر الماء على جسده في الحمام, أنصت, أسترق النظر, ثمة شيء من الضخامة هناك, في الوسط, ثمة انتصاب, وقوف باستعداد, ربما تأهب خجول. أتأمل المشهد, اللقطة الجانبية مثيرة, حسنين يدير ظهره للباب, ووجهه للحائط كأنه يلعب, أجل يلعب, يلعب العادة, يلعب مع العادة, أدفع الباب, يدير وجهه نحوي, أواجهه بابتسامة, تتحول إلى قهقهة شهوانية, فضائحية. يرتبك, يرتخي ما نفر في وسطه, ما وقف, أو ما انتصب. أدرك بأنني فاشلة بأداء الدور المناسب, أو المثير, أو المرغب.
سأحممك..
يابني
لم تنبعث نافورة أنينك, كم كنت فرحة لصمت أنينك, أكنت تحلمين؟ أم أن أحاسيسك كانت تسترق السمع, من ثم النظر إلى الحمام؟ حسنين امامي, أكثر من مستسلم, أكثر من يائس. أفرك عنقه وظهره تحت الماء, أتسلل إلى وسطه, إلى ما تحت وسطه. أغمغم بكلام ربما لم يفهمه, حتى أنا لم أكن أفهم كلامي, أو أعيه, أقهقه, أثرثر, أعلمه أشياء ما, عبر سرد لغوي غير ذي قيمة. لم تنبعث اللحظة نافورة حسنين من ما تحت وسطه. ربما تمالك نفسه, ربما قرر أن يتمالك نفسه بالقوة, كم هو جميل هكذا, ربما يموت دور إصبعي إلى الأبد. أعرف أن العوانس الأرامل, المطلقات, يتدبرن أمورهن بطريقة ما, سائق تكسي بالصدفة, إبن الجيران, زوج الجارة النكدة, أو.. أو.., حكايات كثيرة, حكايات لا نهائية, لكل امرأة حكاية مفاجئة, حكاية صادمة, حكايات بمعظمها تحكمها الصدفة, جنس بالصدفة, فك أسر فرج صدفة, الطبيعة أكثر من عادلة, أكثر عدلا وإنصافا من الرجال في هذا الموضوع, أو القضية الجوهرية. الطبيعة الأم تقود قاضي الحاجة, إلى المحتاجة,
ما
من
امرأة
ليست
محتاجة.
حسنا..
حسنين ما يزال يتماسك, إنما للعبة حد محدد. ربما هو لا يعرف تحديد مكان الثقب, إنه يسمع عن ذلك, يعرف عن ذلك إنما يجهل الدقة بالتحديد. صمته بليغ, خجله بليغ, جهله بليغ, بل أكثر. تعمدت أن أبلل ثيابه كاملة بالماء, قررت اختطافه ليوم كامل, ربما لأكثرمن يوم كامل. سأدربه الليلة, كي أبلغ به الذروة, ما لم تكن الليلة, ففي الليلة التالية, لا شيء يوقف دقة عمل المخيلة, المخيلة.. تنقذ من اليأس, من الإحباط, من القنوط, ربما من الإنتحار, تعطي المرء فرصة إضافية لمواصلة العيش بطريقة ما,
ذليلة,
أو
غير
ذلك.
هنيئا لك نومك يمه زوينا
كأنك تقدّرين في غيبوبتك طبيعة مشاعري, أحاسيسي, رغباتي, نزواتي, ضغط شهواتي على رأسي, على دماغي بالتحديد, الدماغ الذي ينتقل بكل آلياته إلى ما بين فخذي. أحيانا مرة, حيث لا أرى إلا من هناك, ولا أسمع إلا من هناك. ولا أعيش إلا من هناك, ولا أموت إلا من هناك. مثلك, مثل كل امرأة في الشرق, قشرة الدماغ في الرأس, بينما آلية عمل الدماغ هي في النقطة الما بين الفخذين تماما.
تنتشي
بمثل
هذا
السر
أو
السرد..
أيها العبثي النادر..
لاعق نفايات النساء..
الحكاية أكثر من ممتعة, لكن ما قد يبكيك إنها حكايتي, حكايتي التي قد تؤجج في دواخلك نار غيرة آكلة بلا رحمة. لكن..هيهات من أين لك أن تعرف الحكاية, وصندوق بريدك, هومجموعة من الأصفار اللا متناهية, تلفونك كذلك أمكنتك كذلك, أزمنتك. لم أوقع حسنين في سر الغواية إلى النهاية في النهار. أختزنه إلى الليل بعيدا عن ضوضاء النهار, بعيدا عن مفاجآت طارئة. غير مستحبة, أمنحه ثيابا جديدة, ابتسامات جديدة, أمانا مدهشا, لغة طارئة على عالمه, أو.. سمعه. الدهشة أكثر من واسعة في عينيه, أكثر من ممتعة. تنحل عقد لسان حسنين, ما يبعث الجرأة في داخله إلا الخمر, لم يكن يتعاطاه كما أنت, لا يعرف بأنه تعاطاه أكثر من مرة, أو مرتين, أطلب منه أن يذهب إلى السوبر ماركت, كي يحضر لنا زجاجة, أمنحه بعض النقود, ما يزيد عن ثمن الزجاجة بكثير.
المال..
فخ
الرجال.
ياللهول..
فجأة ينبعث أنينك يمه زوينا
كان من الأفضل أن تؤجلي ذلك, إلى أمد غير قصير, كي لا أكرهك كي لا أتأفف من أنينك, من قعودك الأبدي على هذا النحو المميت. حسنا يا زوينا, طلباتك جاهزة, هيأت لك كل شيء. الماء, عصير التفاح مع الموز والحليب, عليك اللحظة أن تتناولي ما يلزمك دفعة واحدة, كي أتفرغ في ليلتي كاملة لحسنين. إنني جائعة إلى جسد رجل. سألتهم حسنين بين فخذي. سألتهمه كاملا, سأبتلعه, كما تبتلع الأفعى فرخ العصفور.
ثم أنت أيها التلفون اللعين
هل هو وقتك الآن؟
أي بغل يريدني؟
أي
بغلة
أجَ
الحنين
بداخلها
إلي.ّ.؟
المرأة تنهض كأنما من حلم, كأنما من غفلة, كأنما من شهوة. غير خائفة, تتخذ قرارا بالرد, ثم تتراجع, تنظر إلى ساعتها, لم تتجاوز الساعة الواحدة صباحا بعد. لم كل هذا الرنين إذا؟ لم كل هذا القلق؟ لماذا هذا الفائض اللعين من التذكر؟ من الذاكرة؟ تمد يدها إلى التلفون, ترفع السماعة, تتراجع بذاك الذعر القديم, ثم تتقدم.
تصرخ بصوت عال, كأنما أمام نظارة حقيقيين, لم يعد الحيوان بعد, منذ خمس سنوات لم يحضر الزجاجة, ثم لم يعد إلى الصف أبدا. تسرب من المدرسة إلى غير عودة, ربما سببت له عقدة خصاء أبدي. تخيل أن ذاك الفتى حسنين أبو رسنين, يمشي بين الناس بعين مكسورة, برجولة مخصية تماما. والسبب أنا.. أنا, غبائي أنا. ربما تخيلني أمه, أنا معلمته, ولست أمه. معلم رندة, تزوجها بفارق زمني, مقداره خمسة عشر سنة, لم تقل له أبي, بل تضاجعه بطريقة تخلو من الحشمة المتبعة, بين الزوج والزوجة.
تقول
بأنها
تستمع
هكذا
أكثر.
ـ سمعت أنك ضاربة بالمرة..
ـ ضاربة؟
ـ يعني جانة
ـ يعني جانة؟
ـ يعني يتلبسك داء السعار الخاص بالكلاب
ـ ولكن من أنت يا ابن الزانية؟
ـ من هي التي تستمع هكذا أكثر؟ مع من تتحدثين
ـ مع من..؟ معك يا ابن الزانية.. من أنت؟
المرأة
كأنها تستيقظ من كابوس, يبدو أنها فعلا تتحدث مع رجل,
08-أيار-2021
07-تشرين الثاني-2020 | |
07-تشرين الثاني-2020 | |
14-كانون الأول-2019 | |
28-تشرين الأول-2017 | |
21-تشرين الأول-2017 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |