أحرث لي فرجي يا حبيب قلبي
سحبان السواح
2017-09-30
أما من أجلي، من أجل فرجي،
من أجلي، الرابية المكومة عاليا،
لي أنا العذراء، فمن يحرثه لي ؟
فرجي، الأرض المرويةـ من أجلي،
لي أنا الملكة، من يضع الثور هناك.
دوموزي تأتيه الحمية فيصرخ مجيبا:
"أيتها السيدة الجليلة، الملك، سوف يحرثه لك، دموزي الملك، سوف يحرثه لك".
فتصرخ إنانا منتشية
" أحرث لي فرجي يا رجل قلبي " .
صرخة جذلى ، تصرخ بها إنانا دون خجل أو مورابة ، تنادي دوموزي وتقول له تعال وأحرث فرجي يا رجل قلبي . في ذلك الزمان ، وذلك الزمان، رغم آلاف السنين التي تفصلنا عنه، مازال معاصرا، ومازال حقيقيا، ومازلنا نحتفل به نحن إلى اليوم دون أن يعرف جميعنا من أين بدأ.
بدأ الكون بعلاقة جنسية بين آدم وحواء الذين أنجبا قابيل وهابيل، وبدأت الحياة على الأرض. هذه هي الأسطورة، أو الحكاية الرسمية بلغة هذا العصر، ولكن الحكاية غير الرسمية ترى عكس ذلك " فآدم لم يكن الرجل الأول، وحواء لم تكن المرأة الأولى، ذلك أن العلوم الطبيعية تعلمنا اليوم أن الله لم يخلق الإنسان كما جاء في التوراة. فالإنسان بالنسبة للعالم لم يأت بأي حال من الأحول، تتويجا للخلق: فهو وإن تحلى؛ بالطبع ، بمزايا خاصة ومتفردة إلا أنه الحصيلة النهائية والراهنة لتطور طويل الأمد تم عبر العصور.
لن ندخل في مماحكة حول هذا الأمر لقد وجد الإنسان وبدأ يتلمس طريقه هذه الأرض، بدأ بالرعي وانتقل للزراعة مع تطور حياته الاجتماعية، ربط في معتقداته الدينية بين وفرة قطعان الماشية، ثم خصب الأرض ووفرة الزرع لاحقا بالعملية الجنسية، لابد من عملية جنسية، امرأة ورجل، فرج وعضو ذكري، ودون أي خجل ، وكما يتلى الآن أي كتاب مقدس كانوا يقرؤون كتابهم المقدس:
المني الذي يهب الحياة، البزرة التي تهب الحياة،
ملك نطق باسمه إنليل،
المني الذي يخب الحياة، البذرة التي تهب الحياة،
ننورتا، الذي نطق باسمه أنليل،
***
يا مليكي، النعجة ولدت الحمل،
النعجة وضعت الحمل ، النعجة ولدت الشاة الحسنة،
سوف أنطق باسمك مرة بعد مرة بعد مرة...
هكذا استمرت الأمور، كتاب مقدس يزاد عليه بمرور الزمن قصص ، وحكايات سميت فيما بعد بالأساطير، هي ليست في الحقيقة سوى كتب مقدسة لتلك الشعوب بها ينظمون حياتهم. ويسيّرون أمورهم .إلى أن جاءت الأديان السماوية وبدأت تقونن المجتمع، وكان لابد أن تتم القوننة بالممنوع والمسموح، ومن الممنوعات التي جاءت بها الأديان كانت الجنس، الجنس الذي كان مقدسا منذ بدء الخليقة، وحتى أول ديانة سماوية لدينا تعليماتها واضحة وكتبها مقروءة اليهودية والمسيحية والإسلام، أصبح مع تلك الديانات دنسا، المقدس يصبح دنسا، والخصب لم يعد له علاقة بالزواج المقدس، وفيما كانت آلهة الخصب تهب نفسها جسدها الإلهي للرجال لكي يكون الموسم جيدا ووفيرا.. وفيما أصبحت الفتيات في المعابد القديمة بغايا مقدسات، أصبحن راهبات، لا يقربن رجلا في حياتهن، وتظل فروجهن طاهرة ل يمسها رجل."
كل دين جاء ليؤسس لجماعة لحضارة شعب يتمكن من خلاله السيطرة الاقتصادية على من حوله من شعوب، وكل دين منح الشعوب التي آمنت به حقوقا تميزهم عن غيرهم من شعوب، وكان لابد من المنع، وبداية المنع كان في تدنيس الجنس الذي كان مقدسا.
لن نطالب بعودة تقديس الجنس، ولكن، نريد فهما أوضح له. ليست المرأة فرجا فقط، ولكن من فرجها يخلق العالم ويستمر، ولكن فرجها لن يخصب دون مجامعة الذكر، هي معادلة كانت مباحة، ثم قوننت، ثم استغلت قوننتها، بدأً من اليهودية التي اعتبرت العملية الجنسية الأولى مخالفة لأمر إلهي، وهي بالتالي خطيئة لا تغتفر.. مرورا بالمسيحية التي أصبح على رجل الدين أن يكون ناسكا لا يقرب امرأة وعلى امرأة الدين أن تكون راهبة ل اتقرب رجلا. مرورا بالإسلام الذي قونن في بداياته العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة وكان ثوريا في عصره، ولكن رجال الدين وبتأثيرات اجتماعية واقتصادية نزعوا عنه ثوريته وحولوه إلى أكثر الأديان تخلفا من هذه الناحية، ونزعوا عنه كل ما هو ثوري وحقيقي وضروري.
ما نود قوله هنا، الجنس ليس دنسا، بأية طريقة تم. هو خيار إنساني، فطري، وقوننته جعلته محظورا، وحظره جلعه مرغوبا، فكانت البغايا غير المقدسات.
هي دعوة لفهم الجنس نطرحها من من أجل مستقبل جديد ينتظرنا.