خاص ألف
تائهة في باريس

أنت
أيتها الفتاة التائهة
في أزقة باريس الرائعة.
تبعتك

لأتجسس على أحوالك المتقلبة
دخلت المقهى
جلست
وضعت رجلا فوق رجل
طلبت قهوة فاحمة
دخنت سيجارتك
نفثت الدخان من حولك
غير عابئة
ضحكت، قهقهت، غنيت
رقصت رقصة إسبانية
رائعة
لوحدك رقصت
أو مع ظلك
أو مع نظراتي المتفحصة.

أنت
أيتها الفتاة التائهة
في أزقة باريس الرائعة.

ما دفعك أن تهجري أهلك
وذويك؟
لماذا تخليت عن تقاليدك؟
أين هي أحلامك وحماقاتك؟
كم دفعت لتعانقي آلامك؟
من تسبب في خنق أنفاسك؟
أنت
أيتها الفتاة التائهة
في أزقة باريس الرائعة.

نسيت عادات قومك
ولغتك العامية.
نسيت أعيادك
الدينية والقومية.
نسيت كيف تلبس القفاطين
ذات الألوان الزاهية.

أنت
أيتها الفتاة التائهة
في أزقة باريس الرائعة.

أعياك انتظار الفارس العربي
أعيتك لغته الآمرة
فاخترت النفي
بعيدا عن أوهامك المتراكمة.
أعيتك " لاآته " المتكررة
فقررت أن الحب والزواج والطلاق
سيكون على الطريقة الباريسية.

أنت
أيتها الفتاة التائهة
في أزقة باريس الرائعة

انتبهت لنظراتي المتفحصة
فقلت:
وليكن،
فأنا عربية متحررة.
صعقتني آهاتك الموجعة
وعدت أدراجي من حيث أتيت
يا فاتنة،
يا تائهة،
يا متمردة،
يا رافضة.
=======================================================

في مطار كنيدي
في مطار كنيدي
كل النساء يتشابهن
محملات بحقائبهن
ممتلئات بأحلامهن
رافضات لأحزانهن
ينتظرن إقلاع طائرات سفرهن
ساعات قبل توديع مهجرهن
أو موطنهن.

في مطار كنيدي
لم أنتبه لتواجدك
لم أشم رائحة عطرك
حتى أفلتت ابتسامة من شفتيك
فدعتني لملاحقتك.
سألت:
من أي الأوطان قدومك؟
أجبت:
هنا لا تهم الأوطان،
وضحكت
سألت:
ما اسمك؟
أجبت:
هنا لا تهم الأسماء،
وتمايلت
قلت:
وداعا، والسلام عليك
قلت:
يعز علينا الفراق
ساعة اللقاء
وتدللت.

في مطار كنيدي
كل النساء يتشابهن
مبتسمات لحظهن
شاردات في عوالمهن
رامقات خطفا بنظراتهن.

في مطار كنيدي
عانقتك، قبلتك
ثم فارقتك
دموعك
ما حرقت خديك
ابتسامتك
ما فارقت شفتيك
فبين سفر وسفر
تتضخم لائحة عشاقك.

في مطار كنيدي
افترق طريقي عن طريقك
لأن وجهي العربي
لم يعجبك
فكري الشرقي
لم يوافقك
ظلي المستحيي
لم يملأ عينيك.

في مطار كنيدي
كل النساء يتشابهن
كل النساء يبتسمن
كل النساء يتمايلن
كل النساء يتدللن.