روبوت ترفيه الجدة/ وليام هوكنز ترجمة:
صالح الرزوق
خاص ألف
2017-10-28
تسمي الجدة روبوت الجنس الذي لديها باسم سوني. وكنا نقول لها هذا اسم الشركة المصنعة فقط.
فتقول:"حسنا. ولكنه يبدو مثل شخص يدعى سوني. انظروا".
وكنا نؤكد لها هذا غير حقيقي. وهو يشبه "ماكينة" بجلد فضي وجفون نحاسية. وهكذا كان الروبوت في الواقع. إنه واحد من كتلة روبوتات أنتجت للترفيه عن الوحيدين. وأشرنا للركبة النحاسية المستديرة في مفصل ساقه. وسألنا الجدة: "هل تعلمين ماذا يحصل لو فتحناها؟ هل تعلمين ماذا في داخلها؟".
وكانت تقول:"طبعا. خيوط ذكية أليس كذلك؟".
وهكذا، نواصل الكلام حتى تعيا من الرد. فقد كنا نسألها عن هذه الأمور لتنسى الاسم الذي أطلقته عليه، وهو سوني.
وكانت ترد:"ماذا يجب أن أسميه، إذا؟".
قلنا لها ليس من المفروض أن يكون له اسم. وأخبرناها أن وجوده في المنزل مشكلة أساسا. وأشرنا لشغل الإبرة المعلق على الجدران، وإطار الصورة القديم الموجودة على رفوفها، والصور المعروضة لأبنائها وأحفادها وأحفادهم.
ثم أشرنا للروبوت المذكر والمنخل العاري المحيط بالركبة النحاسية وللعضلات المنحوتة من البلاستيك بإتقان ووفق نموذج يوحي في الحقيقة بتمثال دافيد لمايكل أنجلو. ومع أنها موديل فردي لكن يمكن التحكم بها وتعديلها.
على سبيل المثال، لقد قامت الجدة بتعريض الصدر. والجدة مغرمة بصدور الرجال العريضة. كانت تقول:"كل الرجال لديهم هذا الشكل. لماذا لا يكون رجلي بصدر عريض؟".
وكنا نرد: "الناس بصدور عريضة. ولكنهم يغطونها بالثياب للوقار والاحترام. وبالعادة تكون الروبوتات مخبأة في الخزانة، أو في زوايا الأقبية. كل روبوتات اللهو والعبث تخبأ أيضا تحت الأسرة – وكل روبوتات الجنس، طبعا، يمكن طيها لتخزينها. وكنا نصر أنه لا يجب أن تتركه أمام الجميع، ولا بد من إبعاده عن مرمى البصر.
قالت الجدة:"حسنا، أنا صريحة على ما أعتقد".
كنا نقول كلا، أنت مجنونة. ونضيف: هذا كثير.
كان الرويوت الجنسي برفقتها دائما، حينما نأتي لزيارتها. فهو الذي يفتح الباب. وإذا خابرناها تنقل مضمون المكالمة له. وفي عيد الميلاد، حينما نجتمع في بيتها، يكون روبوت الجنس موجودا. وكانت الجدة تضع له الهدايا تحت الشجرة. وقد حاكت له الجوارب ونقشت اسمها عليها وعلقتها على المدخنة. وفي عشاء عيد الميلاد، جهز ديك الحبش، وجلس بجانبها، وسكب البطاطا الحلوة في فمها، وبعد أن انتهت من وجبتها، دلك لها قدمها المتعبة. فطلبنا منها أن تضبط سلوكها. لأن الأولاد موجودون. ربما ليس بيننا، ولكنهم معنا في تسجيل الكاميرا وعلى الكومبيوتر، يراقبون كل شيء على الشاشة بأفواه فاغرة من الدهشة.
قالت الجدة:"إذا رغبتم بذهابه لن أمانع. ولكن حاذروا أن تدوسوا على جثماني الميت. أريد أن أكون بمظهر لائثق في جنازتي".
يئسنا منها. واستمر معها روبوت الجنس لست سنوات. ثم في إحدى الليالي، فشل مونيتور قلب الجدة. واستنجد روبوت الجنس بالإسعاف المحلي. لم يكن أحد يعلم أنه قادر على ذلك. ولم نعلم أنه قادر على فتح الباب للطوارئ، أو أنه بوسعه أن يخابرنا ويحذرنا من معاناة الجدة. ولم نعلم أنه مستعد للوقوف باستعداد، وفتح الباب لنا لحظة عودتنا لنقرر ماذا سنبيع وماذا سنتقاسم.
وتابع روبوت الجنس حياته كأن الجدة موجودة. في الليل ينام على الطرف الأيسر من فراشها، حتى تخلصت من هذا السرير. فبدأ بالنوم على الأرض في مكان الطرف الأيسر من السرير الغائب. وفي بواكير الصباح، يستيقظ ويجهز القهوة، حتى أصاب ماكينة القهوة عطل. ثم كان يحمل ثمرة كريفون من الثلاجة حتى نفد الكريفون. ثم تخلصنا من الثلاجة. وكانت أسوأ لحظة إذا جلس على الطاولة ليقطع الكريفون بشكل حزوز متساوية ويرفعها ويضعها بهدوء فيما يعتقد أنه فم الجدة. وبعد أن ينتهي من ذلك، يتداعى على الكرسي بصوت بارد. ولكن تخلصنا من الكراسي.
ولم يجد أحد منا الجرأة لإيقاف حياته. كنا نشحنه عن بعد إذا كنا في حالة استراحة. ويوما بعد يوم، بعد أن تخلصنا من كل آثار الجدة، بقي روبوت الجنس في مكانه. وفي النهاية، هذا كل ما تبقى منها. الروبوت. وكان يتابع حركاته الصامتة والدقيقة في البيت الفارغ كما كان يفعل في حياتها. وقررنا في الختام أن هذا يكفي. وعلينا أن نوقفه. إن لم يكن اليوم في الغد حتما.
وحينما جاء الغد، لم نجد روبوت الجنس. بحثنا عنه، وكنا نعلم أنه بمقدوره أن يطوي نفسه بشكل خلية صغيرة. بحثنا عنه في كل زاوية. كل خزانة. وقلقنا من ذلك وإن تسترنا على مشاعرنا.،و تابعنا التفتيش.
واقترح أحدنا أن نبحث في المقبرة. ضحكنا. وسخرنا منه. ولكن لم نكن جادين بسخريتنا. حقا، كنا جميعا نفكر بهذه النتيجة.
تخيلنا الروبوت يغادر البيت ليلا. ويمشي في الشوارع ويقود نفسه إلى حيث بقايا الجدة. لا بد أنه هناك يبحث عن اللوحة النحاسية التي تحتوي على رمادها. ولكننا لم نكن جاهزين للاعتراف. ولم يحاول أحد منا أن يتأكد. وكنا نخشى أن نكتشف أننا مخطئون.
ثم انصرفنا إلى بيوتنا، وأدينا مجريات حياتنا الروتينية. أكلنا الطعام، واغتسلنا، ونمنا في أسرتنا. وأمضينا وقتا أمام الخزانات وفي الأقبية وتحت أسرتنا. وانضمت إلينا روبوتات الجنس الخاصة بنا، وكانت مبرمجة لتعانقنا حتى نسقط بالنوم.
وليام هوكنز William Hawkins : كاتب أمريكي. يعيش في لوس أنجليس.