في هذا المساء يا حبيبتي وأنتِ تعدّينَ القهوةَ وتمشينَ أمامي .. جيئةً وذهاباً مثل غيمةٍ تجهّزُ ماءها للسنابلِ للورودِ للقبورِ العطشى للعشاقِ المنهزمين أمام انتظارِ الحبِ، كنتُ أنظرُ إليكِ بقلبي وأردّدُ اسمكِ بدمي .. حرزاً يدرأُ عني أنيابَ الكوابيس والضياع. كنتُ أقيسُ المسافةَ بين أصابعنا كي أحظى بلمسةٍ سريعة عندما يشردُ الانتباهُ عنّا . في هذا المساء يا حبيبتي تقصّدتُ أن أنسى قلبي على الطاولة.. قبل أن تنامي مثل أي شيءٍ لديكِ في المنزل : ــ دُمى الأطفال ــ فنجانُ القهوةِ ــ شالُكِ الرمادي ــ جهازُ التحكّم بالـ"تلفاز" ــ دواءُ خافضِ الحرارة .. ضعيه أنّى تريدينَ، دثريهِ بشالكِ وضعي تحته وسادةً ملوّنة كي يحلُمَ بقطفِ الأزهارِ لكِ. سأحيا منذ الليلة بلا قلب فأنتِ نبضي.
أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...