لأن الأغاني الحياة
ولأني الحياة الحب أغني
: نص حسان عزت
سألتني بغضب : لماذا الشعر الآن ؟
رد على سؤالها ..ولعله سؤال الكثيرين الصعب :
أرحب بك ناريمان وبسؤالك الصعب ..ليش الشعر والحياة مهددة بالموت ؟
الشعر بالذات لأنه مرتبط ومعشق بالأمل , والجمال بالحياة وبالحب والمثال عندما يتفجر إبداعا ..وهو حامل ، وكلمة وموقف وشهادة تنتقل في الازمان ..الشعر اغنية حلوة أو مرة يرافق أرواحنا ساعة الفراق، أو خوف الفراق ، أو وهي تتشوق إلى بعيد صعب ومران ..ولماذا ؟ للشعر وحده ؟ ولماذا الكتابة الكلمة ؟
والسؤال لولم يكن الشعر والكلمة كيف يكون الحال ، وهل سيكون افضل ؟ وكيف سيكون الوجود ؟
خطر لي أن اضع لك قصيدة ( موت المغني ) وهو الشاعر ، لعلك تجدين فيها جوابا ..
قال صديقي سميح شقير : وأغني كي لا أموت
..وأنا أقول:
لأن الأغاني الحياة
ولأني الحياة بالحب أغني ..
وأقول في شجر الغيلان ( خلية الكوكب بليستيسكايا ) على لسان المغني :
تريدون شهادتي
وأنا لا املك إلا الأغنية
وأغنيتي في الريح
والريح في دمي
ودمي مسفوح في القارات الخمس
لمايا وحدها المزمار
ومايا هي رمز الحرية في القصيدة
............
وهي يا سجانة ..
وياظلام السجن خيم ..وو..
ولماذا تطرحين على الشاعر أسئلة تحولات لم يستطع أحد الإجابة عليها ..إلى متى وما العمل وداعش ..وداعش هي الموت الموجه كالرصاص في ايدي اعداء الحياة الذين صنعوها ، ويستعملونها قتالة وغدارة وعدوة حياة ولماذا ؟
وأبدا لن نقول للجائع وللمهدد بالموت اسمع الشعر ، ولكن الجائع والخايف هو الذي سيتذكر ماحفظ من شعر ..ونحن الذين عشنا في الريف نعرف أن الإنسان الخائف في الليل ، يغني ليؤنس روحهة.. ويتأسى .. وأنا لن أطرد الموت الذي يواجهك ولم استطع ان اطرد الموت الذي اصاب اخي وأولاده ، ولم أستطع أن أدفع الموت عن أعز صديق لي قتله النظام بعملاء داعش العقيد الحر الشهيد ممدوح تكتوك وكان يحفظ عموم شعري ..
لكنهم أهلي وإخوتي ومئات وآلاف من شعبي في الداخل والخارج ، كانوا ومازال الكثيرون الباقون منهم ، يمدون أرواحهم إلي ويحملونني أمانة ذكراهم ومحبتهم وأن أغني لهم ..
قلت في اهم واخطر نص كتبته لحبيبتي :
/ لا اعرف صوغ الكلام ../
قال معين بسيسو يوما :
الصمت موت
قلها ومت ..
والضمير في قلها يعود على الكلمة ..أي قل كلمتك ومت .
أخيرا اتعلمين كيف كان يقتل الطاغية شعبه خلال نصف قرن ..بالصمت والخرس
وهل تعلمين ما اخطر شيء كان الطاغية يخافه ، ويخافه كل طغاة الارض ؟
الكلمة
الكلمة
والأغنية
والقصيدة
لذلك يحاولون أن يشتروا الشعراء والأقلام ..
ولم يظفروا الا ببغايا الشعر والمهرجين والحثالة
شكرا لك ..
ولك ولنا الله وبقيا الحب فينا
أماالسؤال إلى متى ، فلا يقنط من الأمل والرحمة والحياة إلا اليائسون ..
أنكون وردا ينفح العطر والجمال ..ام نكون شواظ نار ؟
ذلك هو السؤال
نكون أو لانكون ؟