القيامة والمستحيل
خاص ألف
2019-01-19
كابّرتُ صابرت حتى ضاق وجه الأرض عني
قلتُ للسراب بعد الطوال العجاف يا أمل خذني إليك
الى ماء لأقطع هذي الصحارى الدماء
ردّ لي :
إلى مائكَ أنتَ ياشهمُ خذني لأحيا وواحاتِ عُمري
قلتُ للماء في دمي
عدني يا ماءَ روحي إلى غزالة المشتهى
أسْقها من شفاهي وآمال مهجتي وغدي
ردّ لي: أنتَ يا مقلتي
وصلاتي إلى نوالِ المهاة وحزني
خذني ..
وتذكّرتُ
أنني الماءُ والهواءُ دمي وصَهدي
وحصاني من رياح الشمال قدّ نبيلا
واعتصمتُ إلى جموح وبقيا خيال وشم رجال
رأيت بحلم المرايا الرمال تذخر بعضا من النار وبعضا من غبار ولها رحم من الماء كما سنمات الجمال تصدى على صبّارة المر وتقطعها بالحُداء
ورأيت
ربّةَ الخلق في بذرة الحبّ وذرّة الرّمل وأسماءَ أشياءَ توصِلَ مابين أرضِ العدم
بإبداعِها وغيومٍ سماء
وكان من الماء كلُّ رعشٍ وحيّ
تمنحُ الزّهرَ وعطْرَ دَلالِ الجمال
تبدعُ القمحَ والمنّ وتدعو إلى فتنةٍ من شراب
ونسلو قليلا عن الموت خلف الرّمال وأغوالِها
فالمسافات تقصر حين تُهَدْهَدُ بالحبّ
والمدائنُ تغدو مراحَ المحبّين وعشقَ النّدامى
ولا مِنْ عَدوٍّ ولو كان نارا
وحتّى الجحيمُ بالحبّ أحلى
وكَما في الأعالي هناكَ
جمرٌ كما الماء والبرد فوقَ السّحاب وأرضِ السّواد
والسّرابُ بهذي العجاف
شهوةُ الأملِ الألمعيّ لتعمرَ أرضُ الهوى والشباب
والكون يغدو منارا وسلوى
والسّراب لمْ يُغْرِني لأشهدَ موتي طريداً وحيداً فطال اعتصاميَ بينَ الجبال
تَرتجي الرّوحُ بارقةً
وتُنادي عزيمةَ من عاهدوا الحبّ وما أخلفوا
في بوادٍ حواضرَ أضحتْ خرابا
وفي العاشقين مالا صَحارى تحدُّ ولا ربْعُها من يَباب
وصهوةُ عزّ أبيّ على الموتِ
قلت ياشام كوني سلاماً وورداَ
ويا أرضَ أمّي نعيماً وخُلدا
وردّت ليَ الرّوح ملْءَ كياني
والرّوحُ أمّةُ عَزمٍ وأمّة صحوٍ عظيم
ألفُ مُهرٍ مُجنّحَ في شام حام عليها الغُرابُ
وأسْقِط في ساحِها والبيوتِ الشّهاب العديّ يَسقطُ مُهْرٌ وعشرُ مئاتٍ ولا ينتهي الحبّ فيها وبها السرٍ يعصى على الليل مهما أقام وأفْنى
ولها سبْعةٌ من نُهورٍ وأبوابَ كانتِ الرّوح في عزّها
إلّا دَمي وبرّاقَةُ الرّوح فيها وماعرفوها
فلها ألفُ بابٍ وباب
ولها في المعارجِ دُنيا
وأرى الرّخّ ينهضُ إذ تنتهي هجمةُ المسخِ فيها وسودُالذئاب
ينهضُ الحبّّ عاتياً والشهيدون وبُقْيا الشّدادِ الصّعابِ الغضابِ
وأرى الوثْبةَ ملءَ الوجودِ
ونرى العُجْبةَ بعدَ العجاب
تقوم المآذنُ من موتِها وأجراسُ كنائِسها تدندنُ فوقَ الملايين تؤذّنُ في الشّاردينَ وتجمعُ شملَ الشّتات
نرفعُ الصّرحَ للسمواتِ العُلى عالياً
نرفعُ الكأسَ
ونُنادي على شاهداتِ الدّنى
أقبلي واشْهدي اجتراحَ الحياةِ
تنهضُ من موتِها
قلتُ ياماءُ في بردى
أفِضْ بعد لأيٍ وروّ ثراها
اتركِ الرّمل لمنْ أوغلوا في أماني السّلال السرابِ
فهلْ كنتُ أحلمُ إلابأرضي
ِ وصمّ الجبالِ ويا شام
أعيدي النشيدَ الكبير بخَلْقٍ عظيم أعيدي
وماكنتُ أحلُم الّا كخطفةِ عينٍ
وأصحو لأشهدَ في الشّام يوماً عظيما وأعراسَ عيدِ
وهلْ كنتُ أحلُمُ فالكونُ والمستحيلُ منامٌ ورؤيا
سأنفخُ في الميّتينَ ليصحوا
لأنّ القيامةَ قامتْ ولم يَنهضوا
عجبتُ لمنْ سلّموا للمهانةِ كيفَ يقولونَ نَحيا
عليهم لعنةُ الشهداءِ والعاشقين
فقُومي
08-أيار-2021
11-تموز-2020 | |
27-نيسان-2019 | |
13-نيسان-2019 | |
16-آذار-2019 | |
19-كانون الثاني-2019 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |