لا تنامي على الوسادة هكذا .. اتركي فراغاً يقظاً بين رأسكِ والحُلم. كوني وحيدةً مثلي الآن، بلا أيِّ أحد...! في وحشةِ هذا الليلِ وحيداً راكضاً في الصراخ .. داخل ذاكرتي هائماً في الدهشةِ مثل إناءٍ وحيد تحت ألفِ غيمة. نامي عاريةً ولا تُخبري المرايا عن جسمكِ.. عن نهديكِ.. عن المساحةِ التي تفصلُ بينهما عن القِطافِ الذي يتدلّى منهما عن احمرارِ شفتيكِ، خديكِ، عن النهرِ الذي يفيضُ من سرّتكِ حين أجسّها بسبّابتيْ مثل طفلٍ يكتشفُ شيئاً مثيراً للّعاب. نامي عاريةً من الزمنِ والحربِ .. والعشّاقِ الخونة والحبِ الذي تشيرُ إليهِ الأصابعُ الوقحة. نامي عاريةً فوق يدِ الخالقِ في هاجسِ الحقيقةِ والحياةِ وضفافِ الأزمنة.. وخلّي الصمتَ يدخلُ مبتهجاً من بابِ غرفتكِ ويغادرُ قتيلاً من النافذة بلا أقدامٍ .. صارخاً في هذا السديم. نامي عاريةً مثل أميّ حينما أنجبتها الصدفةُ وتركتني عارياً الآن .. خائفاً وحيداً مشتاقاً جريحاً أكتبُ هذه الكلماتِ وأتجوّلُ تائهاً في ألمي.
أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...