بدكن حريييييييييييييييييييييييييي
سحبان السواح
2017-12-29
ليس الإسلام اليوم كما كان في أيام محمد والخلافتيين بل بدأ يتحول من دين حضاري إلى دين دموي تخلى عن كل ما جاء به محمد لمصلحة أشخاص بعينهم، ولأجل السلطة والنفوذ. لن أدخل في تفاصيل ذلك، ولن أحاج أحدا أيضا، هي فكرة لأنتقل بعدها إلى أن الاسلام كدين انتهى إثر موت محمد ليبدأ الإسلام السياسي، وليتحول إلى مجموعة من الأحزاب، ينتصر أحدها على الآخر ليسيطر مرحلة كاملة على الإسلام والمسلمين، لينتهي وينتصر حزب آخر فتبدأ معه سياسة جديدة، تجد جميعها مبررات وجودها في النص القرآني وفي ما نقل ن محمد من أحاديث كثيرة نقلت عن مجموعة من الحفظة، لا أحد بقادر على أن يقول أنها في معظمها قد حدث بها الرجل.
ألف وبضع مئات من السنين مرت ولم يتغير شيء، واستمر الإسلام عبارة عن مجموعة نظريات سياسية تدعي أنها تعتمد في نظرياتها على تفاسير للقرآن والحديث ولتحكم بنتيجة ذلك أمة، أو أمما أو أقواما. وصولا إلى هذا اليوم، حيث الربيع العربي وهو لا ربيع ولا صيف ولا شتاء .. هو مأساة هذه المنطقة حيث وبقدرة قادر تحول هذا الربيع إلى عصابات تحكم، وأحزاب تدعي أنها صاحبة حق، فتقتل من تقتل، وتسجن من تسجن، وتأمر بالحجاب على تلك المرأة المسكينة التي يأمر الرجل بحجابها، وهو يفكر بها عارية فاتحة ساقيها له وحده وحينها فقط لا يهمه من الدين شيء سوى ذلك الفرج الذي في خياله، وليته عرف كيف يتعامل مع هذا الفرج.
طالما هناك ممنوع، فهناك بالمقابل مرغوب، وحين تخلى الغرب عن الممنوع، صار المرغوب متوفرا ولم يعد الغربي محتاجا لمن يسمح له أو لا يسمح. فيما ظلت قضية الفرج، فرج المرأة، القضية المحورية في منطقتنا العربية التي يدور حولها كل شيء من السياسة وحتى السرير. ولكن عند الغرب وإسرائيل كان ذلك بمثابة قيامة من الجهل، ومشروع نشوء دول قوية في المنطقة.
لقد كان محمد صاحب مشروع حضاري، واستمر هذا المشروع زمنا طويلا تأسست خلاله الامبراطورية العربية الاسلامية إلى أن جاء عصر الانحطاط فصارالاسلام عبارة عن مجموعة مستثمرين للدين مبتعدين ما أمكنهم عن جوهره خالقين دينهم الخاص معتمدين بذلك علىما قال رسول الله.. وهم يقولونه ما يريدون ولأسباب بعينها. تحرك هؤلاء المرتزقة في جميع مناطق نشاط الربيع العربي ليوجهوا ضربة قاضية له. وليجعلونا نترحم على جلادينا الذين ثرنا ضدهم.
الطرفة التي يتداولها السوريون والتي تقول بدك حريييي.. هي خير مثال على لسان حال الغرب وهو يقف متفرجا على دماء السوريين مبتسما وقائلا بدك حريببي ولا... باللهجة الساحلية. هذا هو لسان حال أهلنا في سورية المحكومين من الهيئات الشرعية المختلفة الأسماء والتي تصب جميعها في أقصى اليمين الرجعي السلفي الإسلامي الذي يعبد الفرج.. ويتعامل معه كما لو كان الله ولهذا يحاول حمايته إلى حد قتله والتمثيل بجثته، ليظلوا عاشقين ابديين له.. ليصير المنتظر الذي تعودوا انتظاره.
الهيئات الشرعية في سورية تحكم، تأمر وتنهي، تقتل وتجلد وتهين وتمثل بالجثث كل ذلك باسم الدولة الاسلامية التي أعلنوها، مؤلفة من مجموعات من الرجال بحى كثة,, شواربهم محفوفة وتشن حربا على أعدائها، أولئك الذين يريدون مقاسمتها الحصة من الغنائم، وهي كثيرة، وكثيرة جدا. هي أموال ومصانع ومحلات تجارية وشركات تعب أصحابها في بنائها يأتي صعاليك باسم محمد ودين محمد لينهبوا كل شيء ويقتلوا كل من يقف في وجوههم. ليقفوا شامتين وصارخين بدكن حريييي. لا أحد في بعض المناطق السورية اليوم بات يريد الحرية، بل باتوا يريدون الأمان، وبعيدا عن بضعة مجموعات من المثقفين والمتنورين الذين يعرفون ما يجري فابن الشارع السوري بات يريد الأمان من هؤلاء الوحوش الذين جاءا ليحكموا باسم الفرج والحجاب.
معارك طاحنة تجري بين الهيئات الشرعية السلفية وعدد من الجيوش التي ترفع الأعلام السوداء وهم من أصول واحدة ومنبت إسلامي سلفي واحد، وتوجهات واحدة. وخلافهم على الغنائم والمسروقات.
رغم كل ذلك أنا أثق بالسوريين، واثق أن المنتصر لن يكون إلا الشعب ورغبات الشعب. واقولها بصوت عال ستنتصر الثورة.. وستنتصر الديمقراطية والتعددية، وسينتصر الشعب الذي ضحى بكل شيء لا ليأتيه لصوص جدد، بل ليحكم نفسه بنفسه ويحدد مصيره الذي يريد.