النار لا تأخذ أهلها مرتين
مروان خورشيد عبد القادر
خاص ألف
2018-01-20
-1-
لا تأخذ النار أهلها مرتين
ولا الماء يروي عطشين معاً
إلا الدم
يغرق الجميع
في البيت والشارع
في المدينة والقرية
في هذه الأرض
و هذه السماء
التي باتت تعلق عيوننا بالبراميل التي يلقيها طاغية الشام بفرح
-2-
هي النار
لا تأخذ أهلها مرتين
ولا تتركهم للريح يطفئون كأعواد الكبريت
في هذا الجحيم
هي النار
مأتمة تفتح خيمتها لعزاء الثلج
و ترفع عن أكمام الأطفال لعنة البرد
و تصيح
يا رب
هل لك نسختين
أم يخيل لنا
أننا محكمون باليأس
بالدم
بالقتل الذي تعددت أشكاله
وهو كمانا نازحا في كل الاتجاهات
وبكثافة نزوحنا تحت هذه الأرض بمترين
هي النار
أخذت أهلها
ولم تعد تعيدهم
فتعود الأرض
و يعود الولاء للماء وهو يفيض عن سده
للوردة و هي تغص بالندى
لكل شيء غير هذه النار
وهذا الحريق !!...
-3-
لا تأخذ النار أهلها مرتين
كما قلبي
يأخذ انغماسه الآن في الوردةِ ورحيقها
بينما ثمة حريق في الاوردة
وفي الشرايين المتوقفة منذ عطلة عيد ميلاد حبيبتي الأخير
لا تأخذ النار أهلها مرتين
تماماً كما آخذ الآن على الصباحات
أسئلتي
لما لا تنهض من عبوديتها
وتكتب على شمسها
انها ستأتي هذه المرة
كما لم تأت في صباحات سابقة
لا تأخذ النار أهلها مرتين
تماماً كما كان قلبي منغمس في البراءة
وكان وجهك وما زال
وجه الله و الملائكة
تماماً كما كان دمي يتدحرج مع الغابة الى ظلالها
و كان عود من دمك يوقف المجزرة الواقعة
كان رعدٌ من هبوبك ينقذ المدينة من قصفها
و كنت انا وانت و هؤلاء
نرتمي على اعشاب هزمت المقبرة
لا تأخذ النار أهلها مرتين
تماماً كما الآن قلبي يتفتح
على خلل اصاب الحديقة
فما عادت تضخ العبق
تماماً كنت أنا وانت
ننتظر الطريق
ونحن معلقين بسحابة عابرة
تماماً صرنا انا وانت
دليلين تاها
عن قصيدة